بعد ثمانية عشر شهرًا على مغادرته البيت الأبيض، شكلت الانتخابات التمهيدية للجمهوريين فى ولايتى أوهايو وإنديانا أول اختبار حقيقى لحجم النفوذ السياسى الذى يتمتع به الرئيس السابق دونالد ترامب بوصفه «صانع الملوك»بالحزب الجمهورى ، والحقيقة أنه نجح فى هذا الاختبار.
ففى الانتخابات التمهيدية للجمهوريين بولايتى أوهايو وإنديانا التى جرت أمس الأول، فاز جميع الـ ٢٢ مرشحا ممن حظوا بتأييد ترامب فى الانتخابات التى جرت لاختيار مرشحى الحزب لخوض انتخابات التجديد النصفى للكونجرس المقررة نوفمبر المقبل، فضلا عن المرشحين لمناصب حكام ومسئولى الولايات.ففى أوهايو، فاز كاتب الروايات والمغامر الرأسمالى جي. دى فانس على منافسين أكثر شعبية فى الانتخابات التمهيدية لشغل مقعد عضو مجلس الشيوخ السيناتور الجمهورى روب بورتمان عقب تقاعده.وكان ترامب فى وقت سابق قد أيد فانس، الذى أصبحت مذكراته «مرثاة هيلبيلي» من عام ٢٠١٦ فيلما على «نتفليكس» تم ترشيحه لجائزة أوسكار، وذلك رغم أن فانس كان يتخذ فى الماضى موقفا عدائيا من ترامب ووصفه ذات مرة بـ« هتلر أمريكا» ، إلا أن الكاتب والمغامر الرأسمالى غير موقفه بعد ذلك، وأعلن ولاءه وتأييده لترامب فيما بعد.
وفى إنديانا، فاز النائب الجمهورى كريج بنس، شقيق مايك بنس نائب الرئيس السابق، بترشيح الحزب لمجلس النواب فى محاولة للاحتفاظ بمقعده بمجلس النواب فى الانتخابات النصفية المقبلة.
ومن المقرر أن تنظم ١٢ ولاية أخرى انتخابات تمهيدية طوال شهر مايو الجاري، حيث يخوض الجمهوريون معارك شرسة من بينهم متشددون يتبنون نهج ترامب فى الحملات الانتخابية.وتأييد ترامب لمرشحين فى معظم تلك الانتخابات سيكون بمثابة اختبار لقدرته على التأثير ولاحتمالات ترشحه للبيت الأبيض فى ٢٠٢٤.
ومن ناحية أخرى، تظاهر آلاف الأشخاص فى شوارع واشنطن ونيويورك وبوسطن ولوس أنجلوس وسياتل للتعبير عن «غضبهم» وخوفهم مما وصفوه «عودة إلى الوراء» بعد تسريب مسودة قرار للمحكمة العليا ينص على إلغاء تشريع فيدرالى سار منذ ٥٠ عاما يحمى حق النساء فى الإجهاض.
وتشهد عدة ولايات حملات مرتبطة بحقوق الإنجاب. وتسعى الولايات التى يقودها جمهوريون إلى تشديد القيود، وفى بعض الأحيان منع الإجهاض بعد مرور ستة أسابيع على الحمل، أى قبل أن تدرك نساء كثيرات أنهن حوامل.
ومن هذه الولايات أوكلاهوما التى أعلن حاكمها الجمهورى أمس الأول أنّه وقّع قانوناً يحظر إجراء أيّ عملية إجهاض بعد ستة أسابيع من الحمل، فى تشريع يُعتبر من الأكثر صرامة فى البلاد.
وفى إطار الجدل حول هذه القضية، دعا الرئيس جو بايدن الأمريكيين إلى التصويت فى الانتخابات التشريعية فى الخريف بما يضمن الدفاع عن الحق الذى وصفه بـ «الأساسي» فى الإجهاض، إذا شككت فيه المحكمة العليا للولايات المتحدة.
وأعلن رئيس المحكمة الأمريكية العليا جون روبرتس ،أمس الأول ، أن مسودة القرار التى كشف عنها الموقع الالكترونى «بوليتيكو»بشأن اقتراب المحكمة العليا من إلغاء حق الإجهاض ، «صحيحة» لكنها لا تعكس الموقف النهائى لهذه الهيئة من هذه القضية.
وكانت «بوليتيكو» ذكرت أن المحكمة الأمريكية العليا تعتزم إلغاء الحكم التاريخى الذى أصدرته فى ١٩٧٣ واعتبرت فيه أن حق النساء فى الإجهاض مكرس فى دستور الولايات المتحدة.
ومن ناحية أخرى، يعتزم الرئيس جو بايدن تسليط الضوء على خفض العجز فى الموازنة خلال خطاب من البيت الأبيض ، وسيعلن أن الحكومة ستسدد جزءا من الدين الوطنى خلال الربع الحالى من العام للمرة الأولى منذ ست سنوات.
رابط دائم: