١٥٧ ألف فرصة عمل بالمشروعات الصغيرة
الدقهلية تتصدى للهجرة غير الشرعية

• 50 مليون جنيه لتوفير بدائل للشباب
• ١٩٥ ألف سيدة استفادت من حملات التوعية بالقرى

الدقهلية إحدى المحافظات التى عانت من ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي راح ضحيتها عشرات الشباب في عمر الزهور. وتشتهر عدة قرى بالمحافظة بتهريب الشباب عبر البحر، في مقدمتها ميت الكرما وميت زنقر في مركز طلخا وبانوب في نبروه وبساط كريم الدين في شربين وتلبانة وبدين مركز المنصورة وصبور مركز المطرية وغيرها، حيث يفضل الشباب الهجرة إلى إيطاليا واليونان وبقية الدول المشاطئة للبحر المتوسط في جنوب أوروبا وغالبا ما تتم طريقة التهريب عبر سواحل ليبيا من خلال عصابات تربطها علاقات مع سماسرة مقيمين في القرى نفسها.  

الواقع يبدو صعبا رغم الجهود المبذولة والقصص لا تنتهى، ولا تزال الذاكرة تختزن واقعة غرق ووفاة أكثر من 15 شابا من أبناء الدقهلية في حوادث منفصلة أثناء تهريبهم عبر البحر خلال العام الماضي.

يقول السيد عبد الرحمن ــ مزارع من قرية بانوب ــ أن الشباب يصر على المغامرة بالاستدانة أو بيع ما تملك أسرهم من قطع الأرض القليلة وحلي النساء للسفر وتغريهم بعض حالات النجاح التي حققها غيرهم، حيث تتراوح التكلفة بين ٣٠ و ٥٠ ألف جنيه حسب مخاطر السفر، مشيرا إلى أن بعض الشباب يفعلون ذلك دون علم الأهالي الذين يفاجأون باختفائهم أو نشر صورهم عبر الإنترنت كضحايا. وفي قرية تلبانة، تقول والدة محمد إبراهيم مأمون -أحد ضحايا الهجرة غير الشرعية - إن ابنها سافر على متن مركب إلى إيطاليا منذ سنوات طويلة واختفت أخباره تماما ولا تعرف إذا كان حيا أو ميتا ، وكانت صدمتها في سفر نجلها الثاني أحمد مع ثلاثة من أصدقائه في سبتمبر الماضي ولم تنجح في إقناعه بالعدول عن الفكرة فاستدان مبالغ كبيرة ثم عرفت أن المركب غرق بهم.

أما محمد إبراهيم ــ موظف ــ فيقول: فقدت ابني طارق الحاصل على بكالوريوس تجارة وكان حلمه أن يحقق مستقبله، وتركنا منذ شهرين بعد أن دفع حوالي ٥٠ ألف جنيه لأحد السماسرة ثم فوجئنا باختفائه وعلمنا أنه غرق في مركب غير صالح للسفر.  

في قرية البقلية التابعة لمركز المنصورة، توفى ثلاثة من شبابها فى صحراء ليبيا جوعا وعطشا خلال قيامهم بالهجرة غير الشرعية عبر ليبيا بعد أن وقعوا فريسة لعصابات للاتجار بالبشر تتكون من مصريين وليبيين ودفع كل منهم مبلغ ٢٥ ألف جنيه لتسفيرهم.

القضية نظرا لخطورتها وصلت إلى القضاء حيث يحاكم حاليا ٥١ متهما أمام محكمة جنايات المنصورة في قضايا هجرة غير شرعية بعد وفاة ١١ شابا غرقا في سواحل قريبة من ليبيا أثناء تهريبهم إلى إيطاليا. ويواجه المتهون تهم تأسيس وتنظيم وإدارة والانضمام وآخرين إلى جماعة إجرامية منظمة لأغراض تهريب المهاجرين إلى الدول الأوروبية وممارسة نشاطهم بالقطر المصري والليبي معرضين حياة المهاجرين المهربين ومعاملتهم معاملة غير إنسانية ومهينة وصولا لتهريبهم عبر السفن والمراكب غير المخصصة لنقل الركاب واختراق أعالي البحار، وذلك بقصد الحصول على منفعة مادية. الأجهزة التنفيذية بمحافظة الدقهلية استنفرت جهدها للتصدي للظاهرة وحماية الشباب خاصة بعد المبادرة الرئاسية « مراكب النجاة « لتنفيذ توصيات منتدى شباب العالم نهاية ٢٠١٩ بشرم الشيخ بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني لنشر التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية وإبراز جهود الدولة في توفير فرص عمل وإيجاد بدائل للحد من هذه الظاهرة. وتكشف الدكتورة أمينة إبراهيم شلبي مقررة المجلس القومي للمرأة بالدقهلية الذي اطلع بدور كبير في التوعية الميدانية بالقرى المستهدفة عن حملات طرق الأبواب شارك فيها ١٠٠رائدة ريفية بعد تدريبهن بالتعاون مع خبراء وزارة الهجرة واستفادت منها ١٩٥ ألف سيدة وفتاة ، كما تم إبراز المشاريع الصغيرة للفتيات مستهدفين ٣٠٠ فتاة لعرض منتجاتهن ودعهمن.  

وتقول شلبي إن المجلس القومي للمرأة بالتعاون مع مكتبة المنصورة العامة أقام ندوات للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية ونفذ حملة طرق أبواب في خمس قرى منها بانوب وبساط كريم الدين وأولاد صبور وميت زنقر ، مشيرة إلى أن معظم السيدات أجمعت على رفضهن للهجرة غير الشرعية ، وأثنوا على جهود الحكومة لتوفير فرص عمل للشباب مما يترتب عليه انخفاض أعداد الشباب المهاجر، كما لوحظ  ارتفاع نسبة وعى المرأة الريفية وفهمها ، واستجابة السيدات وفهم رسائل الحملة وفتح مناقشات خاصة بمضمونها والتفاعل مع فريق الحملة.

ومن جانبه، يقول الدكتور أيمن موسى ممثل جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالدقهلية، أن الجهاز ضخ ٤ مليارات جنيه وفرت ١٥٧ ألف فرصة عمل للشباب بالمحافظة ، منوها إلى توقيع بروتوكول مع محافظة الدقهلية بقيمة ٥٠ مليون جنيه، لمواجهة الهجرة غير الشرعية وتوفير البدائل الآمنة وتقديم الاستشارات للشباب ودعم سبل التنمية المستدامة.

ويؤكد الدكتور أيمن مختار محافظ الدقهلية، دعم الأجهزة التنفيذية للتصدى للهجرة غير الشرعية وتكثيف اللقاءات مع الشباب لتوعيتهم بمخاطرها وتدريبهم على كيفية دخول سوق العمل وإقامة مشروعات صغيرة وإدارتها الأمر الذي أصبح ضرورة ملحة في الوقت الراهن.