-
والدى كان عنده أرشيف خاص لكل المشايخ والرموز الدينية
-
كتبت للبابا شنودة عن مزج الفن الإسلامى بالقبطى فقال على «البركة»
-
نستعد لإطلاق قافلة من صعيد مصر إلى أوروبا
-
أقمنا ورشا فنية مع النرويج و ألمانيا وفرنسا
-
فرق سماع تحرص على تأكيد أهمية التراث
هو فنان من نوع خاص نزل إلى الجماهير فى الشوارع والأحياء الشعبية ليكون قريبا من البسطاء فيسمعون منه أعذب ألحان الإنشاد الدينى.
إنه الدكتور انتصار عبدالفتاح مؤسس مدرسة سماع للإنشاد الذى حمل فنه وإبداعه الى الناس فى «الدرب الأحمر» و«حارة حسن أغا» و«قبة الغورى» ليفاجأ بمقدار محبة الناس للفن من خلال الإقبال الكبير على أعماله.
ولم يكن النجاح غريبا عليه فعندما تولى مركز إبداع الغورى قام بعمل أكثر من خمسين ورشة دولية بعضها فى ألمانيا وفرنسا، كما نزل الى أقاليم مصر المختلفة ليكتشف أصواتا جديدة فى الإنشاد.
وقد إستطاع أن يحفر لنفسه مكانة متميزة، وأن يلفت الأنظار إلى عالم الإنشاد الدينى بصوفيته وروحانيته.
وإلى هذا الحوار:
قدمت خلال شهر رمضان ليالى المقامات الروحية فى ثلاثة أماكن متفرقة، بحضور أبرز الشخصيات فما سر النجاح هذا العام؟
لأول مرة هذا العام نقدم ليالى المقامات الروحية فى ثلاثة أماكن متفرقة، طبعا هذه الدورة السابعة، وفى الحقيقة بدأنا هذه الليالى وكانت أولى الأنشطة الرمضانية لهذا العام منذ بداية الأسبوع الأول من الشهر الفضيل، انطلقت الفاعليات من حى الدرب الأحمر، وأنا مهتم جدا بالنزول إلى الشوارع والأحياء الشعبية فهذا العام قدمنا المقامات الروحية فى حارة حسن أغا، وبيت يكن الأثرى على مدار خمس ليال لاقت اقبالا جماهيريا غير مسبوق، لاحظت أن الجمهور فى الأحياء الشعبية ذواق ومخلص للفن،ويبحث عن الفن الأصيل، وفى الحقيقة كانوا يستقبلوننا وينظمون معنا الاحتفالية التى نجحت نجاحا غير عادى حتى على المستوى الإعلامى، كان هناك تغطية اعلامية كبيرة شاهدت أسرا مصرية أصيلة، تأتى لتستمتع بهذه الليالى انتقلنا بعد ذلك إلى حى الحسين بالغورية، وقدمنا ثلاث ليال فى قبة الغورى، وبناء على رغبة الجماهير قدمنا عرض طقوس «السمو» بشكل ورؤية جديدة،وكان هناك زحام شديد جدا لمشاهدة هذا العرض من قبل الجمهور.
بعد ذلك انتقلنا من قبة الغورى إلى السيدة زينب ثم إلى بيت السنارى التابع لمكتبة الإسكندرية.
وفى الحقيقة هناك عدة جهات تعاونت معنا مما لعب دورا فى نجاح ليالى المقامات ففى حى الدرب الأحمرتعاون معنا الدكتورعلاء الحبشى مدير بيت يكن الأثرى وبالنسبة لقبة الغورى ساعدنا صندوق التنمية الثقافية،وفى حى السيدة زينب مكتبة الإسكندرية.
ماذا عن بداية الرحلة مع الإنشاد؟
بدأت رحلتى رحلة فن السماع منذ أن توليت مركز إبداع قبة الغورى، وكان من ضمن هذه الفلسفة أن يصبح مركزا دوليا لفن السماع فى عهدى، عملت أكثر من خمسين ورشة دولية من دول وثقافات مختلفة فى فن السماع، وأيضا عملت ورشا منها ورشة منشد الغورى، واكتشفت أصواتا رائعة ولم أكتف بذلك أيضا نزلت إلى أقاليم مصر المختلفة وعملت ورشا فى هذه الأقاليم وظهرت لى أصوات غاية فى الروعة فى أقاليم مصر المختلفة، ومستمرة حتى الآن، خرجت أجيال جديدة جدا من الأصوات المتميزة على مستوى فن الإنشاد، أيضا عندما وضعت فلسفة واستراتيجية قبة الغورى، كان هناك استراتيجية أخرى وهى حوار فنون قبة الشعوب مع كل الثقافات المختلفة، وعملنا ورشا مع دول عربية كثيرة، ودول أجنبية،وأتذكر أن أول ورشة مع دولة أوروبية كانت النرويج، وفى الحقيقة عملنا شغلا رائعا للغاية، بالإضافة إلى ألمانيا وفرنسا، وكان هناك ورش كثيرة فى فن السماع وقبة الغورى اشتهرت بهذه الاجتهادات، وأصبح لها مكانة دولية ثم جاءت الفنانة سهام اسماعيل واستكملت المنهج وهذه الفلسفة، والحمد لله عندما نجحت قبة الغورى انتقلت إلى فضاءات أخرى فمصر مليئة بالفضاءات الأثرية المهمة جدا، واكتشفت بيت يكن وبيت السنارى وهناك مفاجآت عديدة، أسست من خلال هذه الانجازات مركزا دوليا لفن السماع.
الوالد لعب دورا محوريا فى حياتك، فماذا عن هذا الدور، ومن المنشدين الذين تأثرت بهم من خلال كتابات والدك وعالمه الصحفى؟
والدى الإعلامى عبدالفتاح غبن كان لدية أرشيف عربى مهم جدا يضم رموز الثقافة فى العالم العربى ومصر، وكان هناك ركن عنده خاص لفن السماع ووالدى كتب مقالات عديدة عن فن السماع والشيخ محمد رفعت وكل المشايخ والرموز الدينية، وكان هناك العديد من المشايخ منهم الشيخ على محمود والنقشبندى و فى الحقيقة أنا تأثرت بهم، وبالتالى نشأت من خلال فن السماع وأرشيف والدى.
ماذا عن مهرجان الطبول هذا العام هل يتم تأجيله؟
لا لم يتم تأجيله فنحن نستعد لإطلاق فاعليات الدورة التاسعة من المهرجان الدولى للطبول والفنون التراثية الشهر القادم، فهو مهرجان مهم الجماهير تنتظره كل عام وإن شاء الله نقدم فيه رسالة جديدة ورؤية خاصة باالفنون التراثية والطبول.
وماذا عن مدرسة الإنشاد الدينى التى أسستها ومتى كانت نقطة الانطلاقة؟
تم تأسيس المدرسة عام 2007 تحت رعاية قطاع التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة، ومن خلال ورشة منشد الغورى تم تخريج أجيال مختلفة من الأصوات المتميزة، التى تجمع بين التراث الإسلامى والقبطى ومازالت المدرسة المتمثلة فى فرقة سماع للإنشاد والموسيقى الروحية، تحتضن المواهب المتميزة من أقاليم مصر المختلفة، وأصبح لمركز ابداع الغورى مركز فن السماع بكل اشكاله، وفى الحقيقة قدمنا شغلا كبيرا جدا مع دول عربية وأجنبية من خلال هذا المفهوم وهذه الورش، وكان هناك عروض مشتركة مع هذه الفرق،وهذا تم تطبيقه من خلال فرقة سماع أما المرحلة الثانية، فكانت عندما كتبت للبابا شنودة رحمة الله عليه عن ضم مجموعة الشمامسة لفرقة رسالة سلام لأننا كنا نهدف لمزج الفن الإسلامى بالقبطى، فرحب جدا بفرقة رسالة سلام وكتب لنا « على البركة» وفعلا بدأنا فى التنفيذ ونجحت رسالة سلام على مستوى كبير وكونت فرقة الترانيم الكنائيسية، بالإضافة إلى فرقة التراتيل والألحان القبطية ثم مجموعة أندونيسيا للإنشاد وبعد ذلك انضم لها فرق أخرى من بلدان العالم، لتؤكد على المحبة والتسامح ولقاء الإنسان فى لحظة انسانية بها رسالة سلام ليصبح الإنسان هو الوطن والوطن هو الإنسان، وبالتالى أصبح مهرجان سماع من أهم المهرجانات فى العالم، ويقام كل عام تحت رعاية وزارة الثقافة وبالتعاون مع وزارة الآثار، وبالتالى نجح المهرجان وأصبحت كل الفرق على مستوى العالم يشاركون فى هذا المهرجان، بعد ذلك أسست ملتقى الأديان فى سانت كاترين عام 2015 انطلقت الدورة الأولى ونظمنا منه عدة دورات، والملتقى لاقى نجاحا كبيرا جدا، بالنسبة لفرقة رسالة سماع تم عرضها فى الحسين، وانطلقت بعد ذلك ليتم عرضها فى أكبر كنيسة فى فينا والنمسا، وحضرها أكثر من ألف شخصية مهمة أيضا سافرت فى عام 2010 إلى دولة الصين فى معرض اكسبوا وحضرها حاكم شنغهاى ثم سافرت إلى فرنسا وألمانيا وأكبر الكنائس فى سان جيريمان وانجلترا والفاتيكان.
وماذا عن خريجى مدرسة سماع للإنشاد الدينى؟
مدرسة وبراعم سماع تخرج منها أجيال كثيرة منذ بداية تأسيسها عام 2006 من فرقة سماع للإنشاد والموسيقى الروحية، الحمد لله هناك براعم كثيرة جدا وأصوات كثيرة تزداد كل عام. كما اكتشفنا أصوات جديدة من أقاليم مصر، وهناك ثلاثة أجيال خرجوا من عباءة ورشة سماع.
لماذا يكون شارع المعز له شاهدا على معظم أعمالك؟
فعلا شارع المعز مهم جدا قدمت فيه مشروع إحياء فنون القاهرة التاريخية، وبدأت تنفيذه هناك وأيضا قبة الغورى خصوصا خلال الشهر الفضيل.
طبعا أثناء انطلاق فاعليات مهرجان سماع يكون هناك كرنفال فنى فى شارع المعز، كل فرق العالم المشاركة فى المهرجان يسيرون بملابسهم التقليدية وأعلامهم فى شارع المعز، حاملين رسائل المحبة والسلام لكل العالم أما قبة الغورى، فهى عشقى منذ توليت هذا المكان حاولت أن أقدم فنا يحمل مفهوما جديدا للتنمية الثقافية.
هل هناك معايير واضحة تضعها لالتحاق المنشد الصغير بمدرسة سماع للإنشاد الدينى؟
نحن نهتم بالموهوبين فى الإنشاد الدينى عموما نحتضنهم من خلال الورش فى فرقة سماع ودائما نؤكد هذا التراث المهم جدا، فهو جزء لا يتجزأ من تراثنا المصرى الأصيل.
كل عام تقدم توليفة جديدة تبث من خلالها رسائل السلام والمحبة من كل دول العالم، فماذا عن هذه الخلطة الفنية الدينية التى انطلقت من فرنسا وحققت نجاحا كبيرا؟
هذه التوليفة نجحت بشكل كبير، وقدمناها مع دول كثيرة ومختلفة، لنؤكد دائما على مفهوم التسامح والمحبة والسلام، شاركت معنا الفنانة كارولين دوما وهى من أهم الأصوات الأوبرالية والتى تهتم بالأغانى الدينية، وعملت ورشة بيننا وبينهم وحدث نوع من الانصهار والتوحد بحيث أن اللحظة الآنية تأكدت من خلال هذه الورشة، وأتذكر أن الأستاذ جمال الغيطانى كان موجودا هناك يشاهد هذا العرض، وكان يرصد ويكتب عن كل ما يتصل بفرقة سماع منذ ظهورها حتى آخر مرحلة وكتب عنها كتابات مهمة، ونجح العرض فى التأكيد بين مصر وفرنسا.
شاركت فى العديد من المهرجانات الدولية، فهل فن الإنشاد هناك يختلف كثيرا عن الفن فى مصر ويتناول ألوانا مختلفة؟
أنا سافرت بلدانا كثيرة كلها تؤكد على جوهر الأديان وتبث رسائل المحبة والتسامح والسلام كل دولة بلغتها سواء فى الكنيسة أو الجامع، فى الحقيقة التراث الإنسانى تراث يؤكد هذه المعانى، ونحن نؤكد التواصل الإنسانى وتفرد الشخصية المصرية فى نشر التسامح والسلام.
رابط دائم: