افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى صباح أمس مسجد سيدنا الحسين بعد أعمال التجديد الشاملة للمسجد بما فى ذلك المقصورة الجديدة للضريح الشريف للإمام الحسين، وذلك بمشاركة السلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند، يرافقه الأمراء من أشقائه وأنجاله، منهم الأمير القائد جوهر عز الدين، والأمير جعفر الصادق سيف الدين، ومفضل محمد حسن ممثل السلطان بمصر.
وأعرب الرئيس السيسى عن تقديره لسلطان طائفة البهرة بالهند مفضل سيف الدين، لجهوده واهتمامه الدائم بأضرحة آل البيت.
وقال الرئيس كلمة خلال تفقده أعمال التطوير والتجديد الشامل فى المسجد، أعرب فيها عن ترحيبه بسلطان طائفة البهرة ضيفا عزيزا، وبالوفد المرافق، وقدم له الشكر على الاهتمام والجهد الدائم تجاه أضرحة آل البيت قائلا: «إننى أقدم الشكر باسم كل المصريين، وكل عام وأنتم بخير، ودائما سعداء بوجودكم معنا، وبحضوركم فى مصر فى كل وقت»، متمنيا له دوام الصحة والعافية.
الرئيس السيسى يزين المقصورة الجديدة بحروف «بسم الله الرحمن الرحيم»
واستهل الرئيس جولته التفقدية لأعمال التطوير بأداء صلاة تحية المسجد، ثم قام بقراءة الفاتحة أمام ضريح الإمام الحسين، ثم استمع إلى آيات من الذكر الحكيم.
وألقى مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند، كلمة أعرب فيها عن شكره وتقديره لجهود الرئيس السيسى ودوره فى تطوير المساجد.. قائلا: «فى هذا اليوم المبارك من شهر رمضان الكريم أشكر مصر رئيسا وحكومة وشعبا لدورها فى تجديد هذا الضريح، ضريح الإمام سيدنا الحسين». وثمن سلطان طائفة البهرة جهود الرئيس وجميع أجهزة الدولة خاصة جهود وزارة الأوقاف والقوات المسلحة لإتمام هذه المقاصد النبيلة.
وعقب كلمته، توجه الرئيس السيسى والحضور إلى ضريح سيدنا الحسين، ووضع نقاط «بسم الله الرحمن الرحيم»، ثم قام بجولة تفقدية بحجرة مقتنيات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فى المسجد، وتشمل جزءا من قميص الرسول عليه الصلاة والسلام، المصنوع من الكتان، بالإضافة إلى فانوس بداخله 4 خصلات من شعر الرسول عليه الصلاة والسلام، وعصا النبى التى دخل بها مكة فاتحا، وهى من شجر يسمى «الشوجب» ينبت فى بلاد الحجاز، وقرأ قوله تعالى «وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا».
الرئيس السيسى يتفقد حجرة مقتنيات الرسول صلى الله عليه وسلم داخل المسجد
كما عرض على الرئيس السيسى، المكحلة الخاصة بالنبى، وسيفه الذى أهداه له سيدنا سعد بن عبادة، ولم يستخدمه النبى فى حرب ولا قتال، وكان يتكئ عليه عند الصعود للمنبر، وكذلك مصحف كتبه سيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجهه بالخط الكوفى يزن ما يزيد على 4 كيلو جرامات، وليس منقوطا ولا مشكلا، كتب على جلد الغزال .
وعقب تفقد الرئيس حجرة مقتنيات الرسول صلى الله عليه وسلم بمسجد الحسين، استمع إلى شرح تفصيلى من اللواء إيهاب الفار رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة عن أعمال تطوير المسجد، موضحًا أنه طبقًا لتوجيهات الرئيس تم فتح المسجد من أول رمضان الحالى، واستغرقت أعمال التطوير نحو 21 يومًا، وكانت أعمال التطوير مستمرة على مدار الـساعة.
كما استمع الرئيس السيسى إلى شرح من مدير إدارة الأشغال العسكرية بالقوات المسلحة، أوضح فيه أنه تم البدء فى أعمال التطوير للحوائط والأسقف، وترميم وإعادة دهانات بمساحة 4 آلاف متر، وعمل به حوالى 300 مرمم على مدار الـ 24 ساعة، كما تم تغيير شبكة الكهرباء داخل المسجد، وتم رفع قدرة الكهرباء إلى 75 كيلو فولت أمبير، بالإضافة إلى تزويد المسجد بتكييف مركزى، كما تم إجراء كل أعمال العزل الحرارى والرطوبة للأسطح، فضلا عن تغيير الإنارة الداخلية للمسجد.
وأضاف أن شبكة الكهرباء الداخلية للمسجد أصبحت على أعلى مستوى ومؤمنة تماما، كما تم تغيير النظام الصوتى داخل المسجد ليحاكى أحدث أنظمة الصوت فى العالم، بالإضافة إلى زيادة المساحة المخصصة لصلاة السيدات لتتسع إلى 450 سيدة، كما تم تزويد المسجد بمصعد هيدروليكى حمولة 500 كم لمساعدة كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة على سهولة الحركة.
وأشار إلى أنه تم إضافة مساحة خارجية للمسجد تتسع لـ 3 آلاف مصل، على مساحة 4 آلاف متر مسطح، وتم عمل سور محيط بالمسجد كله من أجل إضافة الخصوصية، ويحتوى السور على 6 بوابات، بها 4 بوابات للسيارات، وتم عمل قبلة خارجية ومنبر من أجل صلاة العيد، أو لأى مناسبات خارجية، مؤكدًا أنه تم تزويد المسجد بأحدث كاميرات المراقبة.
وقال الرئيس السيسي، معقبًا على شرح مدير إدارة الأشغال، «أنا أحب التأكيد أننا عندما عملنا أعمال الترميم سواء هنا أو داخل الضريح كنا حريصين على ألا نقترب من الأثر وهو ما نريد توصيله إلى الناس».
من جانبه، قال اللواء إيهاب الفار إنه لايوجد ترميم تم عمله إلا بالتنسيق مع وزارة الآثار، وتم الحفاظ على جميع الآثار الموجودة داخل المسجد، مؤكدا أنه لم يتم عمل شيء فى قبة المسجد، إلا زيادة كفاءة التكييف الموجود بها، وأضاف أن من شارك فى أعمال رفع كفاءة المسجد هو فرع المقاولون العرب من الآثاريين الذين يعملون فى كل المتاحف والآثار معنا، مشددا على أنه تم مراعاة الحفاظ على الآثار بشكل تام، وبقدرة عالية، وهناك تقدير لهذا الأثر العظيم والحفاظ على المعانى الأثرية له.
من جانبه، صرح المتحدث باسم الرئاسة، بأن تطوير مسجد سيدنا الحسين يأتى فى إطار توجيهات الرئيس السيسى بترميم وتجديد مقامات وأضرحة آل البيت، خاصة أضرحة سيدنا الحسين، والسيدة نفيسة، والسيدة زينب، وذلك بشكل متكامل يشمل الصالات الداخلية بالمساجد، وما بها من زخارف معمارية، وعلى نحو يتناغم مع الطابع التاريخى والروحانى للأضرحة والمقامات، وذلك جنباً إلى جنب مع التطوير الشامل للخدمات والمرافق المحيطة بمواقع الأضرحة، بما فى ذلك الطرق والميادين والمداخل المؤدية لها، لتتكامل مع جهود الدولة فى تطوير المواقع الأثرية بالقاهرة الفاطمية والتاريخية.
وأضاف المتحدث فى هذا السياق، أنه فى إطار العلاقات الوطيدة والتاريخية بين مصر وطائفة البهرة، فإن سلطان البهرة له جهود مقدرة فى ترميم وتجديد مقامات آل البيت وعدد من المساجد المصرية التاريخية، منها أضرحة السيدة نفيسة، والسيدة زينب، وسيدنا الحسين، فضلا عن الأنشطة الخيرية الأخرى المتنوعة لطائفة البهرة فى مصر، بالإضافة إلى دعم صندوق «تحيا مصر».
رابط دائم: