رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فرنسا بين «استقرار» ماكرون و«زلزال» لوبان
«الممتنعون» يحسمون الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة

باريس ـ وكالات الأنباء
> ماكرون يصافح مؤيديه

شهدت فرنسا، أمس، انتخابات رئاسية مصيرية، حسم خلالها الفرنسيون اختيارهم بين الاستقرار والبناء على ما مضى بإعادة انتخاب الرئيس إيمانويل ماكرون لولاية جديدة، أو زلزال سياسى ستمتد توابعه من فرنسا إلى أوروبا، باختيار مرشحة اليمين المتشدد مارين لوبان.

ومن الساعة الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساءً، واصل الناخبون الفرنسيون الإدلاء بأصواتهم فى صناديق الاقتراع، بنسب مشاركة وصلت، حتى ظهر أمس، لـ 41ر26%، بارتفاع من 48ر25%، فى نفس الوقت خلال الجولة الأولى من التصويت قبل أسبوعين، من بين نحو 7ر48 مليون ناخب يحق لهم الإدلاء بأصواتهم.

ومقارنة بجولة الإعادة بين ماكرون ولوبان، قبل ٥ سنوات، كان إقبال الناخبين أقل قليلا، حيث أدلى ٢٨٪ بأصواتهم بحلول الظهر فى عام ٢٠١٧، فى الانتخابات التى قال مراقبون إن حسم نتيجتها سيكون على يد الكتلة المتأرجحة والممتنعة عن التصويت، وليس بأصوات الناخبين المؤيدين لأى من الطرفين.

وبينما يظل العامل الحاسم فى هذه الانتخابات هو عدد الناخبين الذين سيرفضون دعم أى من المرشحين، سواء بالإدلاء بورقة اقتراع فارغة أو عدم المشاركة على الإطلاق، يتوقف مصير ساكن الإليزيه الجديد، كذلك، على الناخبين الذين يوازنون بين تداعيات اختيار رئيس من اليمين المتشدد، وبين الغضب من سجل ماكرون منذ انتخابه فى عام ٢٠١٧، فيما يعرف بـ «التصويت السلبي».

وفى الساعات، التى سبقت الصمت الانتخابي، جاهد كل من ماكرون (٤٤ عاما)، ولوبان (٥٣ عاما) للفوز بأصوات الناخبين الذين دعموا المرشحين الآخرين فى الجولة الأولى من الانتخابات. وبالرغم من أن استطلاعات الرأى أظهرت فى الأيام القليلة الماضية تقدم ماكرون على منافسته، لا سيما أن الأخيرة لا تزال غير مستساغة بالنسبة لكثير من الناخبين على الرغم من جهودها لتلطيف صورتها والتخفيف من حدة بعض سياسات حزب التجمع الوطني، بيد أنه ليس من المستبعد أن تحقق لوبان فوزاً مفاجئاً بالنظر إلى العدد الكبير من الناخبين الذين لم يحسموا موقفهم.

ومع محاولتها الثالثة لاعتلاء سدة الرئاسة بقصر الإليزيه، تعلمت لوبان من الأخطاء التى ارتكبتها خلال الجولتين السابقتين، بحملة انتخابية ركزت على ارتفاع تكاليف المعيشة فى سابع أكبر اقتصاد فى العالم، إذ يقول الكثير من الفرنسيين إن تكاليف المعيشة زادت بصورة كبيرة مع ارتفاع أسعار الطاقة العالمية، فضلاً عن أسلوب ماكرون فى قيادة البلاد، والذى تقول إنه يظهر ازدراء النخبة لعامة الناس.

وإذا فازت لوبان، فمن المرجح أن يثير ذلك نفس الشعور بحالة الاضطراب السياسى التى أعقبت تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبى «البريكست» أو انتخاب الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب رئيساً عام ٢٠١٦، وهو ما عول عليه ماكرون خلال حملته الانتخابية.

أما إذا فاز ماكرون، فسوف يواجه فترة ثانية صعبة فى الحكم، ومن المرجح استمرار الاحتجاجات على خطته لمواصلة الإصلاحات التى تهدف لتشجيع بيئة الأعمال التجارية، بما فى ذلك رفع سن التقاعد من ٦٢ إلى ٦٥ عاما.

وحذر ماكرون، الذى فاز فى الجولة نفسها قبل ٥ سنوات، من «حرب أهلية» إذا فازت لوبان التى تشمل سياستها حظر ارتداء الحجاب فى الأماكن العامة، ودعا ماكرون الديمقراطيين من جميع الأطياف إلى دعمه فى مواجهة اليمين المتشدد. وتعارض برنامجا المرشحَين الرئاسيين تماماً، وهو ما ظهر خلال مناظرتهما، برؤية مختلفة جذرياً لأوروبا والاقتصاد والقدرة الشرائية والعلاقات مع روسيا والمعاشات التقاعدية والهجرة والبيئة. وبغض النظر عمن يفوز، يظل التحدى الرئيسى الأول هو الفوز فى الانتخابات البرلمانية فى يونيو لتأمين أغلبية يمكنها مساندة تنفيذ برنامجه، وسيدعى الناخبون إلى صناديق الاقتراع مجددا يومى ١٢و١٩يونيو للمشاركة فى الانتخابات التشريعية حيث يسعى الرئيس الجديد للحصول على الأغلبية اللازمة للحكم.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق