تقوم الأقمار الصناعية بدور كبير وفعال فى دراسة التغيرات المناخية والأرصاد الجوية، فهى تعد من الأدوات الشديدة الأهمية فى التنبؤ بدرجات الحرارة لفترات طويلة فى المستقبل، والتى قد تمتد لوضع سيناريوهات لدرجة الحرارة المتوقعة بحلول عام ٢١٠٠، عن طريق استخدام بيانات هذه الأقمار، مما يسهم فى مجابهة المخاطر التى تؤثر على حياة الإنسان بشكل مباشر أو غير مباشر.
الدكتور إسلام أبو المجد، أستاذ الاستشعار وعلوم البيئة ونائب رئيس الهيئة القومية للاستشعار من البعد، يؤكد أن التلوث البيئى بجميع أشكاله يعد السبب الرئيسى للتغير المناخى للكرة الأرضية، مشيرا إلى أن الثورة الصناعية بالقرن التاسع عشر، التى تعد أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع نسب تلوث الهواء بأول وثانى أكسيد الكربون والغازات الدفينة، أثرت بشكل مباشر على ظاهرة الاحتباس الحرارى وارتفاع درجات الحرارة للأرض، نتيجة لتراكم هذه الملوثات وتأثيرها السلبى على سمك طبقة الأوزون التى تحمى الكرة الأرضية.
وقال إن تلوث الهواء يعد من الأسباب الرئيسية لظاهرة التغير المناخى، والتى أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية، مما أدى إلى التغير فى خريطة الأمطار، والضغط الجوى، وغيرها من الآثار السلبية على الكرة الأرضية، ولذلك بحثت الدول الكبرى فى مؤتمر (كوب 26) بجلاسكو كيفية تخفيض التلوث البيئى للوصول إلى صفر تلوث هواء بحلول عام 2070 على أقصى تقدير، بل عام 2050 فى بعض الدول المتقدمة، وبالتالى عدم ارتفاع درجات الحرارة على 1.5 درجة والتعامل مع التغير المناخى على الارتفاع الذى حدث، بحيث لا يزيد على ذلك فيما بعد، من خلال التزام كل الدول بخفض الانبعاثات، حتى لا تتفاقم المشكلة.
سيناريوهات لدرجات الحرارة المتوقعةة عام 2100
وعن دور الأقمار الصناعية فى الدراسات المناخية، أكد الدكتور أبو المجد أنها من أهم الأدوات التى ظهرت فى الخمسين عاما الماضية، والتى أسهمت بشكل فعال ومباشر فى مراقبة وقياس التغيرات المناخية، حيث تستخدم فى دراسة ومتابعة ومراقبة دراجات الحرارة فى الفضاء وعلى الأرض بشكل مستمر ليلا ونهارا دون توقف، وبالتالى تستطيع معرفة نسب التغير فى درجات الحرارة، كما تراقب الأقمار الصناعية خريطة الأمطار وكميتها ونسب تغيرها من خلال بياناتها.
كما تسهم الأقمار فى متابعة الملوثات الهوائية، فكل الغازات الدفينة يمكن مراقبتها وقياسها من خلال صور وبيانات الأقمار الصناعية، إضافة إلى مساهمتها بشكل مباشر فى رصد التغيرات التى تحدث على الأرض، مثل تدهور الأراضى الزراعية، وارتفاع منسوب سطح البحر، وذوبان الجليد، من خلال ربط هذه المعلومات بالبيانات المناخية والأرصاد.
وأكد نائب رئيس الهيئة القومية للاستشعار من البعد أن استضافة مصر مؤتمر (كوب 27) للتغيرات المناخية حدث عالمى يوضح أن مصر أصبحت دولة كبيرة ورائدة، خاصة أن استضافة مثل هذه المؤتمرات التى تحاكى مشكلة من أهم المشكلات العالمية التى ستقرر مصير العالم خلال السنوات المقبلة، جعلها فى مصاف الدول الكبرى التى تستضيف مثل هذه المؤتمرات، مثل اليابان وفرنسا وبريطانيا، كم تعد تأكيدا لريادة مصر وفهمها العميق لأهمية التغيرات المناخية فى حياة البشرية، ومدى مساهمة الدول النامية والدول المحورية مثل مصر فى مثل هذه الدراسات، ومن ثم تعد مصر الدولة الأولى عربيا وإفريقيا وفى الشرق الأوسط التى تستضيف مثل هذا المؤتمر، الذى يؤكد تفاعل مصر بشكل مباشر على الالتزام بالمحددات الدولية للحد من الملوثات لمجابهة ظاهرة التغيرات المناخية.
وثمن مطالبة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مؤتمر (كوب 26) بضرورة مساهمة الدول العظمى والمتسببة بشكل رئيسى فى التغيرات المناخية، بأن يكون لها دور إيجابى فى مساعدة الدول النامية فى الحد أو مجابهة هذه الظاهرة، والتى تتطلب الدعم الاقتصادى للدول الفقيرة والأكثر تضررا، خاصة أنها ليست المتسببة فى المشكلة.
رابط دائم: