تعقيبا على الرسالة التى نشرها «بريد الأهرام» تحت عنوان «قول آخر فى تعريب العلوم» للأستاذ حسن أغا أقول إنه لا يمر اجتماع أو مؤتمر أوصى للمنتدى العربى للنهوض باللغة العربية دون أن يدرج على قائمة توصياته فى ختام أعماله ضرورة العمل على إعداد إستراتيجية دقيقة واضحة المعالم تستهدف تعريب التعليم الجامعى وما قبل الجامعى بجميع الدول العربية فى أقرب وقت ممكن!! وتعليقا على ذلك أقول إنه رغم احترامى التام وتقديرى الكامل وحبى الجارف للغة العربية الجميلة فإنى أتطلع إلى ألا يتجاوز أمر تعريب التعليم فى الدول العربية حاجز التوصية، إذ إن وضعه موضع التنفيذ ولو على المدى البعيد يمثل ـ فى تقديرى المتواضع ـ حجر عثرة فى طريق ملاحقة المواطن العربى للتطور التكنولوجى المذهل والتقدم العلمى المبهر فى شتى المجالات من خلال متابعة الدوريات العلمية والاطلاع على البحوث وحضور المؤتمرات وورش العمل التى تعقد على الصعيد الدولى والتى تتخذ جميعها من اللغة الإنجليزية لغة أساسية للإصدارات كافة والمنتديات العلمية قاطبة بكل صورها وأشكالها.. كما أن تعريب التعليم يعد ـ بكل المقاييس ـ إهدارا لفرص المواطن العربى فى الالتحاق بالعمل بالدول الأجنبية والذى تستند منظومته المتكاملة إلى اللغة الإنجليزية.. إن تعريب المناهج الدراسية أمر يجب ألا يرتبط بعاطفة أو تعصب أو انحياز إلى اللغة العربية - لغتنا القومية - بل إلى الحكمة والمنطق والموضوعية.
مهندس ـ هانى أحمد صيام
رئيس الشركة المصرية لخدمات الغاز (الأسبق)
رابط دائم: