لم يتوقع أحد أن تكون نهاية الشاب أحمد كامل العجمى بهذه البشاعة وأن يكون مسرحها مدخل مسجد القرية الذى اعتاد التردد عليه للصلاة يوميا، فأحمد شاب بسيط محبوب من أهله وأهل قريته الأحمدية مركز شربين حاصل على دبلوم زراعة ولم يقبل بأن يكون عاطلا فعمل سائق توك توك وأحيانا كان يساعد شقيقه الأكبر فى محل بيع أدوات السباكة، وكان يصل الليل بالنهار عملا واجتهادا حتى يكمل فرحته ويتزوج بعد 20 يوما حددها مع أصهاره، فشقته أصبحت جاهزة والعفش تم تركيبه أخيرا واشترى بدلة الزفاف.
أحمد واحد من خمسة أشقاء ذكور وأربع شقيقات إناث ليس له أعداء أو خصوم فى الحياة باستثناء شاب اسمه محمد.
أ. عمره 21 عاما فنى تشغيل بشركة مياه الشرب هو وحيد أبويه وحاز تدليلا كبيرا جعله يستخف بالناس ويفتعل المشاكل معهم ومع ذلك يعده أحمد مثل أخيه وصديقه، حدثت بينهما خلافات ومشاحنات سابقة واحتكاكات ترتب عليها الحكم على محمد بالسجن 6 شهور وعقد أهل الحل فى القرية جلسة عرفية جمعوا فيها أبناء الأسرتين وتم الصلح وأخذ تعهدات على الطرفين بما فيها إيصالات أمانة لضمان الالتزام، فاعتقد أحمد وأهله أن الأمور أصبحت طيبة، لكن صديقه محمد كان له رأى آخر، إذ أقسم أن يحيل فرحة صديقه إلى مأتم ودموع وأحزان فتربص به كثيرا واستغل أنه يعتاد على الصلاة فى المسجد، فجهز سلاحا ناريا وراقبه قرابة الأسبوعين حتى تحين الفرصة المناسبة لفعلته. وعندما خرج أحمد من منزله لصلاة العصر، وعقب انتهاء الصلاة، خرج مع المصلين ليباغته صديقه السابق بإطلاق الرصاص عليه وسط ذهول الجميع، جاءت الطلقة الأولى أمام قدم أحمد بعد أن أزاح أحد الواقفين أمام المسجد، سلاح المعتدى محاولاً إبعاده، لكن القاتل عمد إلى مطاردة أحمد فى الشارع وتمكن منه بعدة طلقات اخترقت بطنه وأخرجت أحشاءه، وهرب المتهم بينما كان الأهالى يطلبون الإسعاف، لكن صعدت روحه إلى بارئها.
وبقلب مكلوم ودموع لا تتوقف قالت والدة أحمد إنه الأقرب إلى قلبها من بين إخوته وكان معروفا بحسن المعاملة وكانت الخلافات بينه وبين صديقه لم يكن هو المتسبب فيها، وإنما كرد فعل لتجاوزات القاتل فى حقه هو وأشقائه وتتمنى أن ينال القاتل جزاءه فى أسرع وقت. وازدادت سخونة دموعها لتعكس حرقة قلبها وهى تذكر أن حفل زفافه بعد 20 يوماً من يوم الجريمة، ولكنه ترك الدنيا ليزف فى السماء.
وأضافت نورا شقيقة أحمد أن آخر اتصال هاتفى كان قبل أيام من مصرعه حيث كانت مريضة وفى إجازة من عملها، وفوجئت بالخبر المفجع، فيما أصيب والده مريض بجلطة أصابته إثر نوبة بكاء شديدة وقال فى كلمات قليلة قبل جلسة محاكمة القاتل: «الحمد لله على كل حال، ابنى اتغدر بيه وربنا هو الكريم وقادر على كل شيء ربنا يرحمه«.
وكان اللواء سيد سلطان مدير أمن الدقهلية، تلقى إخطارا من اللواء إيهاب عطية مدير المباحث الجنائية عن وصول بلاغ من مأمور مركز شربين بأحداث الجريمة وأحال المستشار حسام الدين معجوز المحامى العام لنيابات شمال المنصورة الكلية، المتهم إلى المحاكمة الجنائية بتهمة قتل المجنى عليه عمدًا مع سبق الإصرار والترصد.
رابط دائم: