رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تحليل إخبارى..
كيف استطاع المغرب توظيف«أوراقه القوية»لتغيير موقف إسبانيا؟

تقرير إخبارى ــ أيمن عبدالعزيز

مع إعلان الديوان الملكى المغربى عن زيارة بيدرو سانشيز رئيس الحكومة الإسبانية، للمملكة اليوم الخميس، ارتفعت التوقعات بشكل كبير ببدء البلدين صفحة جديدة فى علاقاتهما الثنائية تتجاوز بكثير الأزمة الدبلوماسية الحادة بينهما، والتى استمرت لقرابة عام بسبب استضافة مدريد لإبراهيم غالى زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية سرا للعلاج على أراضيها بهوية جزائرية مزورة، وهو ما أثار غضب المغرب بشدة وجعله يسحب سفيرته لدى مدريد، كريمة بنيعيش، فى مايو من العام الماضى للاحتجاج على تلك الخطوة الإسبانية، وما تبع ذلك من إجراءات عقابية مغربية حادة.

ولكن كيف استطاع المغرب قلب الطاولة وإحداث ذلك التغيير الجذرى فى الموقف الإسباني؟

استطاعت الرباط أن تستفيد من "الخطأ التاريخي" لقبول مدريد دخول زعيم جبهة البوليساريو إليها بجواز سفر مزور، ووجدت فى ذلك فرصة للضغط على إسبانيا لإحداث تحول جذرى فى مواقفها فقامت بسحب سفيرتها من مدريد، وأغلقت حدودها معها، وضغطت عليها اقتصاديا، وأغمضت عينيها مؤقتا عن المهاجرين الراغبين فى اجتياز الحدود البحرية لسبتة ومليلية، وأعلنت أن إسبانيا "خانت حسن الجوار" ، وحددت سقفا عاليا لمطالبها منها، وطالبتها بتوضيح موقفها بشكل صريح، وأبلغتها بأنها ليست متعجلة فى سماع قرارها.

أدارت الدبلوماسية المغربية ذلك الملف بذكاء ونجاح كبيرين باستخدامها لأوراق الضغط الكثيرة التى تملكها أمام مدريد وهى: ملف الهجرة السرية، والتعاون الأمنى ومكافحة الإرهاب، والتبادل التجارى الضخم بين البلدين حيث تعتبر إسبانيا الشريك التجارى الأول للمغرب، بالإضافة إلى اتفاق الصيد البحرى بين الرباط والاتحاد الأوروبي، والذى يتصدر الإسبان قائمة المستفيدين منه بما يقارب ٨٠٪ من عدد سفن الصيد، ناهيك عن التراجع الحاد فى السياح المغاربة الذين كانوا يزورون الجنوب الإسبانى بما يقارب المليون سائح سنويا.

وظلت المفاوضات السرية بين الرباط ومدريد لشهور حول سبل حل الخلافات بينهما، وتلقى بيدرو سانشيز رئيس الحكومة الإسبانية الضوء الأخضر من الدولة العميقة والمؤسسة الملكية فى مدريد لإنهاء الأزمة العاصفة مع المغرب.

وليس أدل على عمق التأثر الإسبانى بالإجراءات العقابية المغربية من كشف فيليبى سيسيليا، المتحدث باسم الحزب الاشتراكى العمالى الذى يقوده سانشيز، عن أن عودة العلاقات مع المغرب ستكون لها فوائد كثيرة على الاقتصاد الإسباني، وتحديدا ضمان عودة نشاط عبور المغاربة المقيمين بالخارج عبر الموانى الجنوبية لإسبانيا (ميناءى طريفة والجزيرة الخضراء) إلى جانب إمكانية الوصول لتجديد اتفاق الصيد البحرى.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق