رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

قصة من منصة..
كوريا الجنوبية تغزو عالـم الـ«ويبتون»

هدير الزهار

بعدما حققت سلسلة مؤلفاتها نجاحا منقطع النظير حيث تجاوز عدد قرائها الـ 1.2 مليار قارئ، لم تكتف الكاتبة النيوزيلندية راشيل سميث بما حققته من نجاح بل اقتحمت عالم قصص الـ «ويبتون» حتى أصبحت إحدى المبدعات الرائدات به. سميث - التى تصدرت روايتها المصورة المقتبسة عن سلسلتها «لور أوليمبوس» قائمة أكثر الكتب مبيعا طبقا لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية العام الماضى - تعمل من خلال تطبيق أطلقته كوريا الجنوبية للـ «ويبتون».

تعد قصص الـ«ويبتون» نوعا من القصص الكارتونية الرقمية المصورة التى يتم تصميمها لقراءتها عبر الهواتف الذكية، وهى أحدث الإصدارات الثقافية لكوريا الجنوبية، التى تجسد نجاحا جديدا للدولة الآسيوية التى اجتاحت العالم بقوتها الناعمة فى وقت وجيز، بداية من فرق البوب الموسيقية التى يتابعها ملايين المستمعين والمعجبين، مرورا بالأعمال السينمائية مثل فيلم «طفيلي»، الذى فاز بجائزة الأوسكار عام 2020، وصولا للأعمال الدرامية التى وجدت شعبية ورواجا واسعا، مثل مسلسل لعبة الحبار، الذى حقق أعداد مشاهدة قياسية.

صناعة الـ «ويبتون» أصبحت تمثل قطاعا كبيرا ومهما تديره شركات شهيرة فى اليابان، ففى العام الماضى، حققت شركة بيكوما - وهى شركة يابانية تابعة لشركة كاكاو الكورية الترفيهية - أرباحا شهرية بلغت 96 مليون دولار، مما جعلها تحتل المركز الثانى - بعد تطبيق «تيك توك» - كأفضل تطبيق فى العالم، متفوقا على تطبيقى «يوتيوب» و»تيندر»، لينضم «ويبتون» إلى عالم التطبيقات الأكثر شهرة وشعبية.

وفى تقرير نشرته صحيفة «فايناننشيال تايمز» البريطانية، صرح كيم جون- كو، مهندس البرمجيات الكورى وأحد رواد صناعة محتوى «الويبتون»، بأنه سبق وأصيب بالإحباط بسبب الموت البطئ لقصص الـ»مانهوا» المصورة الهزلية التقليدية فى عقب الأزمة المالية الآسيوية فى أواخر التسعينيات، وهو ما دفعه لتأسيس منصة قصص الـ «الويبتون» الخاصة به فى عام 2004، والتى تعد الآن أكبر منصة فى العالم حيث تضم 750 ألف صانع محتوى و82 مليون مستخدم نشط شهريا، كما ارتفع العائد من مستخدمى التطبيق من 492 مليون دولار فى عام 2019 إلى 900 مليون دولار فى عام 2021.

ويقول جون- كو: «ويبتون ليست مجرد نسخة رقمية من كتاب فكاهى.. هى محتوى فكاهى تم إنشاؤه رقميا»، وأضاف قائلا: «فى كوريا، كانت الكتب المصورة تتلاشى شيئا فشيئا، لذا كان لابد من الاتجاه للابتكار والإبداع والتجديد». وهو ما حققته بالفعل المنصات الرائدة، مثل: «نافير ويبتون» و»كاكاو ويبتون»، التى باتت توفر الأدوات المطلوبة للمبدعين والمبتكرين وتقدم للجمهور محتوى غير محدود.

ونظرا للنجاح الذى حققته القصص الرقمية، فقد تم تحويل بعضها لمسلسلات درامية عبر «نيتفليكس» وقنوات «ديزنى» لتجد نجاحا مماثلا، فعلى سبيل المثال مع حلول نهاية شهر فبراير، بات مسلسل «جميعنا موتى» - وهو دراما كورية تتحدث عن نهاية العالم بسبب انتشار الزومبى، والذى بدأ كقصة رقمية هزلية عبر منصة «نافير ويبتون» - أكثر المسلسلات الناطقة بغير الإنجليزية مشاهدة عبر منصة «نيتفيلكس».

لذا فبفضل وجود مئات الآلاف من المبدعين وعشرات الملايين من القراء شهريا، بات فى إمكان شركات الـ«ويبتون» إتباع عدد من الاستراتيجيات لتحقيق دخل كبير حيث يستخدم البعض نموذجا على غرار منصة «يوتيوب» لجذب قاعدة جماهيرية كبيرة بطرح محتوى مجانى، والبعض الآخر يتبع نموذجا شبيه بمنصة «نيتفلكيس» لجذب المشتركين الذين يدفعون رسوما لمشاهدة المسلسلات الأكثر شهرة أو نموذج الدفع الجزئى، الذى تتبعه تطبيقات الألعاب.

ويعلق سونج جين - وو، رئيس إدارة تشغيل منصة «ويبتون» فى شركة كاكاو الترفيهية، قائلا: «لقد تطور نموذج العمل الآن بشكل أكبر لجعل القراء يدفعون مقابل الحلقات حال رغبتهم فى قراءتها على الفور.. فإذا كانت القصة ممتعة ومقنعة، فلن يحتمل القراء الانتظار». وذلك مع الأخذ فى الاعتبار أن إنتاج الأفلام والمسلسلات التليفزيونية يتطلب تكلفة مادية كبيرة، فى حين أن صناعة القصص المصورة تتطلب القليل من المال، لكن يمكن أن يكون لها تأثيرات بصرية رائعة.

ومن أجل استقطاب قاعدة جماهيرية أكبر فى أوروبا وأمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا، قامت منصة شركة «كاكاو الترفيهية» فى عام 2019 بالتعاون مع شركة «دى سى كوميكس» لنشر الكتب الهزلية الأمريكية، كما دخلت منصة «نافير ويبتون» فى شراكات مماثلة وقدمت خدماتها بكل من اللغة الفرنسية والإسبانية والألمانية، وهو ما أدى لنجاح كلتا المنصتين فى تحقيق هدفهما.

ويقول بارك جيونج سيو، أحد مسئولى شركة كاكاو الترفيهية: «نحن نركز الآن على التوسع فى الولايات المتحدة، التى تعد أكبر سوق محتوى فى العالم.. ولكى نحقق نجاحا بها، نحتاج لصنع قصص «ويبتون» مصممة خصيصا للأذواق الأمريكية». فقد تابع 14 مليون مستخدم أمريكى موقع «نافير ويبتون» أى نحو 17 % من قرائها عالميا، مقارنة بـ 25% فى كوريا الجنوبية، و15% فى جنوب شرق آسيا، و8% فى اليابان و4% فى أوروبا.. وتستمر منصات الـ «ويبتون» فى العمل على تحقيق المزيد من النجاحات بغزو المزيد من البلدان ثقافيا وتعزيز قاعدتها الجماهيرية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق