لا يعلمون هذه الحكمة

الإنسان هذا الجهاز الربانى العجيب, لو تأمل نفسه لظل يسبح بحمد خالقه ليل نهار, والإنسان لا يملك من نفسه شيئا وإنما المالك له والصانع له هو الله وحده, وما دامت هذه حقيقة لاينكرها أحد فإن الواجب يقتضى أن يلتزم الإنسان بأوامر خالقه وأن يجتنب نواهيه, واذا كان الله سبحانه وتعالى قد فرض الصوم على الإنسان فيجب أن يعلم الإنسان أن الصوم انما فرضه الله عليه صيانة له , فالمعدة التى هى خزان الوقود بالنسبة للإنسان، هى فى الوقت نفسه، بيت الداء , ولذلك قال عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم:" ما ملأ ابن آدم وعاءً شرا من بطنه " فملء المعدة بالطعام مع استمرار عملها دون توقف، لاشك أنه أمر يجهدها وقد يصيبها بالخلل, وهذا يؤثر بدوره على بقية الأجهزة الداخلية , لذلك أراد الله سبحانه وتعالى أن يحافظ على صنعته فشرع لها الصوم لمدة شهر كل عام ليكون بمثابة فترة صيانة لهذا الجهاز الربانى، يخف خلالها الضغط على المعدة فتتاح لها فرصة للراحة وتجديد النشاط والتليين استعدادا لاستئناف العمل من جديد . ولكن أكثر الناس لا يعلمون هذه الحكمة الإلهية فيقدمون على العكس من ذلك بزيادة العبء على المعدة خلال شهر رمضان واتخامها بما لذ وطاب من الطعام ثم يشكون مما أصابهم من أمراض وينسبون ذلك ظلما الى الصيام.

فؤاد محمد نصر أمين