وعادت من جديد مع غروب شمس أول أيام رمضان، فرحة موائد الرحمن الغائبة منذ عامين بسبب كوفيد ١٩ . على أضواء الفوانيس الملونة التى تعكس أنوارها الزينة هنا وهناك.. وبين عبارات الترحيب و الدعوات عادت الموائد المحاطة بالحب والعامرة بالخير والبركة لتحتضن الجميع من جديد، الصغير والكبير والمحروم ،ومن تعثر عن الوصول فى الزحام، عادت مائدة الحب في كل مكان ببركة الرحمن.
منذ زمن بعيد ولتلك المائدة سحر عجيب قوامه الخير و التكافل ، الكل يتسابق ليُشارك بفرحة فى أجواء تسودها الروحانيات والتعاون لإعمار مائدة بما لذ وطاب؛ هنا من يهتم بتجهيز و إعداد طعام الإفطار وآخر يُتابع إعداد المائدة، في حين يقف بعض الشباب بين الشوارع لجلب الصائمين للمائدة التي تراصت بحب وبركة.
ولمائدة الرحمن حكايات كثيرة، اختلف المؤرخون في قصة بدايتها ، فمنهم من يرجعها إلى عهد رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام، بينما ينسب بدايتها آخر إلى عهد المعز لدين الله الفاطمى، بينما يرجع البعض بداية إقامتها إلى عصر أحمد بن طولون، حيث قيل إنه كان يجمع التجار والأعيان على مائدة عامرة بالخير أول أيام رمضان ويخطب فيهم ويأمرهم بأن يمدوا الموائد للفقير والمحروم طوال شهر رمضان . ومهما اختلفت الروايات عن أصل البداية، فهى مستمرة عبر العصور .. ثواب وفرحة ..و بركة رمضان.
رابط دائم: