رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

قصة بيوت «القصير» التاريخية..
حسن عايش : شهدت زيارات البحارة وكبار التجار من المشرق والمغرب

البحر الأحمر ــ عرفات على
> منازل القصير التاريخية يحاصرها الإهمال

إذا دعتك الأقدار أن تزور مدينة القصير بمحافظة البحر الأحمر وتجولت فى شوارعها وكنت ملما ببقية مدن المحافظة فستداهم عقلك على الفور عدة أسئلة.

أولها: لماذا هذا الاختلاف الكبير بين هذه المدينة وبقية مدن المحافظة رغم أنها كغيرها من بقية المدن تعانق شاطئ البحر وتنتمى مثلها لمحافظة واحدة، و لماذا هذه البنايات التى تحاكى بنايات الريف ولا تمت بصلة لبنايات الحضر الموجودة بالغردقة وسفاجا ورأس غارب ومرسى علم والشلاتين وحلايب، ولماذا بقيت هذه المساكن القديمة رغم ثورة العمران التى شهدتها مدن هذه المحافظة بالذات وأسئلة أخرى تداهم عقول الزائرين لأول مرة لهذه المدينة .

يقول حسن عايش نائب رئيس مجلس إدارة جمعية المحافظة على التراث : القصير هى أقدم مدينة على مستوى المنطقة، وهى مدينة تراثية من الطراز الأول شهدت بصمات العديد من الحضارات على مر العصور، كما شهدت زيارات لأقدم بحارة العالم وكبار التجار من المشرق والمغرب، وهؤلاء لم يكتفوا بزيارة المدينة وتسويق تجارتهم أو التبادل التجارى فيها، بل بعضهم ترك فيها بصمات مازالت إلى يومنا هذا، منهم من له أضرحة مازالت شامخة، ولها مريدوها ومحبوها ، وكانت القصير بوابة مصر الأولى إلى العالم الخارجي، خاصة بلاد بونت وشرق إفريقيا والهند وبلاد الحجاز وغيرها، حيث كان بها أقدم ميناء بحرى منذ عهد الفراعنة، وكان لهذا الميناء الفضل الأول فى نشأة القصير حيث كان له صولات وجولات فى التجارة بين مصر والعالم الخارجى خاصة تجارة القدماء مع بلاد بونت، وكانت إحدى بوابات طريق الحرير قديما .

ويضيف عايش: أبرز ما يميز تراث القصير هو تلك المساكن والحارات القديمة، وبعض البنايات التى مازالت تحتفظ بطابع العراقة والأصالة التى تشعرك حينما تطل عليها بشموخها، وهذه البنايات تأخذ الكثير من طباع وأشكال منازل الريف المصرى القديمة ولذلك، لا يجد أبناء هذه المدينة حرجا حينما يرون أن معظم المنازل القديمة يجب أن تضم إلى قطاع الآثار إلى جانب المواقع الأثرية الأخرى التى توجد بشوارع المدينة، ومنها القلعة العثمانية ومبنى ديوان عام المحافظة وشونة الغلال وسقالة الحكومة، وجميعها مواقع تابعة لهيئة الآثار المصرية. وأبرز منازل القصير التى يربو عمر بعضها على أربعمائة عام منزل آل أبو على ويقع خلف مبنى شونة الغلال، ومنزل آل الحناوى ومنزل آل جويد، ومنزل آل هريدى، وهناك العديد من المنازل المماثلة ولكن الكتابة التى كانت على واجهاتها الخشبية مطموسة ، كما أن منازل أخرى كثيرة ضاعت واجهاتها الخشبية الأصلية أثناء عمليات الترميم وإعادة البناء، ومما يستدعى الانتباه بل والاعجاب أن الناس فى ذلك الزمن كانوا حريصين على تسجيل تاريخ الإنشاء على البيوت وغيرها، وهذا فيه حس حضاري، ويطالب عايش بوضع خطة لحصر ماتبقى من تلك المنازل التاريخية وضمها لهيئة الآثار ومعها بقية المواقع الأثرية الأخرى.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق