رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

السودان.. «الدُخن» بديل الخُبز

هيثم نورى

مع اندلاع الحرب فى أوكرانيا، ارتفعت أسعار الخبز فى السودان، وعادت الطوابير أمام المخابز بعد أن اختفت فى السنوات القليلة الماضية، مما دفع أسرا للبحث عن بدائل.

والسودان مستورد للقمح، حيث لا يزيد إنتاجه على 500 ألف طن، فيما يستورد من روسيا بالأساس ثم أوكرانيا بدرجة أقل باقى استهلاكه الذى يصل إلى 2,2 مليون طن، بأرقام 2020، بحسب جهاز الإحصاء السودانى.

ومع ذلك، ليس كل السودان يستهلك القمح كغذاء رئيسى، فغالبية سكان البلاد عدا الشمال يعدون الذرة الرفيعة ( الُدخن ) هو طعامهم الأساسى، ويؤكل مطبوخا مثل الذرة الصفراء أو مطحونا كالقمح فى شكل خبز رقيق (الكسرة) أو عجينة (عصيدة).

«الدُخن أو الذرة الرفيعة هى الحل، فهى متوفرة وأرخص نسبياً لأنها منتج محلي»، هكذا تقول الدكتورة ميرفيت على مدرس الترجمة الفورية بالجامعة الإسلامية فى أم درمان غرب العاصمة الخرطوم.

وتضيف ميرفيت وهى أم لطفلين «لا نستخدم الدُخن إلا مرة أسبوعيا على الأكثر، لكن الآن الكثير من الأسر ستتجه له». و«أخاف أن يزيد سعره مع عودة الاقبال عليه».

منذ عقود اتجهت الطبقة الوسطى من سكان العاصمة والمدن إلى استهلاك رغيف القمح بدلا من الدُخن، فهو أسهل ومتوفر فى مخابز منتشرة فى مختلف أحياء المدينة.

«بالطبع سترتفع أسعار الدُخن لأنه البديل السودانى المنطقى، كما أن موسم الحصاد لا يزال بعيداً لكن وفرة إنتاجه لا تسمح بارتفاعات كبيرة»، بحسب خالد إسماعيل أستاذ الاقتصاد بالخرطوم.

ويضيف «المشكلة فى القمح، ليس أسعاره فقط، بل توفره، سكان العاصمة يقبلون على الدُخن ليس لرخص أثمانه بل لأنه متاح» .

وحول أجواء رمضان فى السودان فإن له طعم مختلف فى كل مكان، «فى السودان هناك الفطور (الإفطار) والعشاء والسحور» كما تقول ميرفيت.

وتتابع الأستاذة الجامعية «الفطور وجبة لكسر الصيام لهذا هو خفيف، فيه شوربة أو حلوى خفيفة مثل الجيلى، أو أنواع بليلة من الحمص أو اللوبيا».

وتقول ميرفيت «بمجرد أذان المغرب نشرب قليلا من الماء وتمرة، ثم نصلى المغرب، لنجلس للفطور الذى يكون فيه مشروب السودان المميز مثل الكركديه والحلومر والأبرايه الأبيض والأحمر» .

«الحلو مر» هو نبات يختص به السودان طعمه فيه حلاوة ومرارة فى نفس الوقت، أما الأبرايه فهو من الدُخن الأحمر والأبيض يُبلل فى الماء ويضاف له السكر. وتؤكد»طبعا المشروبات الرمضانية سيكون استهلاكها أقل فى هذا العام نظرا لأن الجو ليس حارا» .

ومع عودة المصلين من صلاتى العشاء والتراويح تقدم الأسر «العشا»، وهو «الوجبة الأساسية فى اليوم» و«فيها نقدم الطبق الرئيسى للحوم أو الدجاج، وإن كان تناول اللحم أوسع بكثير فى السودان».كما تقول ميرفيت لسنوات كانت أسعار اللحوم فى السودان أرخص نسبيا بصورة لافتة، عن غالبية الأسواق المجاورة فى العالم العربى وإفريقيا، وإن كانت قد شهدت ارتفاعات مؤخرا.

وتشير شيماء إبراهيم ــــ وهى مدرسة لغة عربية فى مدرسة ثانوية للبنات وأم لثلاثة أولاد ـــ «أعيش فى أم درمان وطوال الوقت أجد محلات تبيع الدُخن، وهو يسد ثغرة مهمة فى البيت من سنوات».

وتتابع شيماء «فى كل مرة تحدث أزمة خبز كما فى 2008 و2016، كنت اتحول للدُخن، فهو أسهل وأوفر، لكن أخاف أن تزيد أسعاره مع إقبال الناس عليه، ومع ذلك المهم توافره وليس ثمنه».

وتواصل «أعتقد فى رمضان سيكون الوضع أفضل وأسهل، حيث السهر والزيارات الأسرية، خاصة مع انتهاء الامتحانات» .

من المعروف أن العام الدراسى فى السودان يبدأ فى يوليو وينتهى فى مارس.

ويقول خالد اسماعيل استاذ الاقتصاد بالخرطوم أن «إنتاج السودان من الدُخن وزيت السمسم يمكن أن يوفر استيراد القمح وزيت عباد الشمس من روسيا وأوكرانيا وبالتالى يقلل من ارتفاع الدولار ويهدأ التوتر السياسى كثيرا» .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق