مثلما تخفى الرمال والصخور كنوزها من معادن وغيرها، فهى تخفى أيضا بصمتها التى تحدد الكثير من أدق خواصها. ولذلك يمكن التوصل لها بواسطة ما يعرف بـ جهاز «الاسبكترو راديوميتر»،الذى يقيس البصمة الطيفية للصخور والمعادن.
يقسم العلماء الصخور المنتشرة بالصحارى المصرية إلى ثلاثة أنواع رئيسية، هى الصخور النارية، والصخور الرسوبية، والصخور المتحولة. وتغطى صخور القاعدة مساحات شاسعة بشمال ووسط وجنوب الصحراء الشرقية المصرية. وتأتى على هيئة جبال عالية، ومكاشف متوسطة ومنخفضة بمناطق عديدة. وتنقسم إلى صخور نارية ومتحولة.
وتهتم المراكز البحثية فى العالم بتخصيص معمل للبصمة الطيفية للصخور والمعادن وإعداد مكتبة طيفية لها، ولم تكن الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء بمنأى عن ذلك التوجه البالغ الأهمية، فخصصت معملا للبصمة الطيفية بأحدث التقنيات العالمية .
يقول الدكتور محمد بيومى زهران، رئيس الهيئة: إن الهيئة تضم ١١ معملا مركزيا متخصصا لخدمة مجال العمل وكذلك المراكز البحثية والجامعات المصرية. ومن هذه المعامل، معمل البصمة الطيفية للصخور والمعادن، الذى يخدم أحد أهم أنشطة الهيئة البحثية والعلمية حاليا.
يؤكد الدكتور زهران أن المعمل يساعد فى إعداد مكتبة طيفية لكثير من الصخور والمعادن، بما ييسر التعرف على خواصها وتصنيفها بشكل دقيق، ووضع خريطة لمواقعها الجغرافية، وكذلك تحديد الأنواع ذات القيمة الاقتصادية منها. وذلك باستخدام التقنيات الحديثة للاستشعار من البعد ونظم المعلومات الجغرافية.
ومن جانبه، يوضح دكتور محمد فؤاد صادق، الأستاذ المتفرغ بشعبة التطبيقات الجيولوجية والثروة المعدنية بالهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء، أن المرحلة الأولى للمكتبة بدأت بالتعامل مع صخور القاعدة المنتشرة بالصحراء الشرقية، فكانت نواة المكتبة، وتم جمع مايزيد على 700 عينة صخرية، وتم عرضها بطريقة متحفية بالمعمل. وذلك إثر دراسات حقلية شاقة بالصحراء الشرقية، حيث غطت الدراسة مناطقها الممتدة من رأس غارب شمالا، حتى الحدود المصرية ــ السودانية جنوبا، ومن ساحل البحر الأحمر شرقا، حتى حدود تماس هذه الصخور مع الصخور الرسوبية بالقرب من نهر النيل غربا.
ويوضح الدكتور صادق، المسئول عن المعمل، أنه تم قياس البصمة الطيفية لهذه العينات الممثلة لجميع أنواع صخور القاعدة، والتعرف على المعادن المكونة لها, ويتم مضاهاة البيانات المستخرجة ببيانات المكتبات الطيفية المعروفة، مثل مكتبة المعادن «آستير» والمكتبة الطيفية بالمساحة الجيولوجية الأمريكية.
ويوضح الدكتور صادق أن تحصيل البصمة الطيفية للصخور يساعد فى تحديد النطاقات الغنية بالخامات المعدنية، حيث يمكن استخدام هذه البيانات فى البحث عن صخور مثيلة لها فى الخواص الطيفية، مما يساعد فى اكتشاف مواقع جديدة لهذه الخامات. وذلك سر أهمية «البصمة الطيفية» دليل الباحث عن الأسرار الجيولوجية.
رابط دائم: