"لم ينظر لوجهى أو فى عينى، مما جعلنى حزينة طوال الوقت، وأظن أن هذا شعور كل أم لديها طفل توحدي".. بهذه الكلمات المؤثرة بدأت "كانو" اليابانية أو "ياسمين ، وهو اسمها المصرى"، تروى قصة كفاحها لتعليم ابنها إسلام المصاب بالتوحد، فبعد زواجها من مصرى، حصلت على الجنسية والإقامة هى وابنها، وانتقلت للعيش فى القاهرة. وبالجهد والصبر جعلته عازف بيانو محترفا ورياضيا متعدد الأنشطة.
تقول والدة إسلام: "فى عام 1992 جاء ابنى إلى الدنيا، كان طبيعيا، وحتى بعد الولادة بحوالى عام، لم أشعر أنه مصاب بالتوحد، لكن يوما بعد يوم لاحظت لديه شيئًا مختلفًا عن الأطفال الآخرين، فليس لديه اهتمام بى، ويجرى فى كل مكان بلا هدف، ولا يتحدث كثيرا، ولا يستطيع أن يشير بإصبعه".
..وفارسا يمتطى جواده
وعن مراحل العلاج التى مر بها إسلام، تقول: "عندما وصل لسن الثالثة، ظهرت عليه علامات التوحد، منذ البداية نصحنى الأطباء والمقربون بأن كنوز الطبيعة هى أفضل معلم، وبجانب ذلك أدخلته "حضانة" فى اليابان، ومكث فيها عامين، وكان لذلك أثر كبير فى تكوين شخصيته، ثم انتقلنا للإقامة فى القاهرة، والتحق بالمدرسة اليابانية التابعة للسفارة، وقضى فيها المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وكنت أذهب معه إلى المدرسة وأقوم بالتدريس له بنفسى، وفى المرحلة الثانوية تم نقله لمدرسة خاصة بقسم القدرات".
وحول عشقه لعزف الموسيقى، قالت:" يحب الموسيقى منذ الصغر، وشقيقته الصغرى وأنا كنا نعزف أمامه على البيانو، ولهذا تعلق به وأحبه كثيرا، وأحضرت له معلمة يابانية، وقمت بتشجيعه حتى احترف العزف على البيانو، وشارك فى مسابقة بفيينا لذوى الإعاقة كعازف بيانو مصرى، وحصل على جائزة أفضل أداء لإحدى مقطوعات بيتهوفن، وشارك أيضا فى مسابقة بدار الأوبرا المصرية، كما شارك فى عزف النشيد الوطنى المصرى فى المدرسة اليابانية بالقاهرة بحضور وزير الآثار، وعزف على البيانو عدة مرات فى السفارة اليابانية فى إطار الأنشطة الثقافية للسفارة.
وتكمل والدته: "عندما وصل لسن 14 عامًا، لم يفضل العزف، واتجه إلى ممارسة رياضات الفروسية والتنس الأرضى والسباحة، وتفوق فى هذه اللعبات ونال إعجاب مدربيه". وتختتم والدته حديثها بأن حلم ابنها فى المستقبل هو الوصول إلى العالمية فى العزف على البيانو، والمشاركة بالأولمبياد الخاص برياضة الفروسية.
رابط دائم: