نسعى فى«أيام الشارقة» لتحقيق التواصل بين الماضى والمستقبل
انطلقت الأسبوع الماضي فاعليات الدورة 19 لمهرجان «أيام الشارقة التراثية» التي ينظمها معهد الشارقة للتراث برعاية حاكم الشارقة سلطان محمد القاسمي والذي يختتم فاعلياته 28 الشهر الجاري ، وجاءت هذه الدورة تحت عنوان «التراث والمستقبل» انطلاقا من الحرص علي المحافظة علي التراث وصون الموروث الشعبي ، فالتاريخ والتراث يعززان الانتماء الوطني ويعملان علي إحياء الذاكرة. وقد اشترك في فاعليات المهرجان أكثر من 33 دولة عربية وأجنبية تحت مظلة واحدة لإشعال الحواس الخمس فيستمتع بما يشاهد ويحس ويسمع ويتذوق بالجمال في كل مكان حوله . ولذلك كان هذا الحوار مع رئيس معهد الشارقة للتراث د. عبد العزيز المسلم.
«أيام الشارقة التراثية» جاء فى دورته 19 ليحمل عنوان «التراث والمستقبل» فلماذا أنت قلق على مستقبل التراث العربى؟
التراث والمستقبل» عنوان لم نضعه بشكل عشوائى، فهذه رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة وسعيها لعمل حزمة من المشاريع للمستقبل، وفى نفس الوقت هى دعوة للتمسك بالتراث والأصالة والتقاليد التى يعتبرها البعض من الأشياء القديمة التى لا تصلح للمستقبل، نحن فى الإمارات نسعى دائما لتحقيق التوزان ما بين الماضى والحاضر والمستقبل.
لاحظنا مزجا ما بين الثقافات العربية والأجنبية المختلفة وعروضا للموروثات الشعبية لكل دولة؟
المهرجان يعتبر واحدا من المهرجانات القليلة العربية المسجلة على قائمة المهرجانات التراثية العالمية، الأسبوع الأول منه بلغ أعداد زواره أكثر من 120 ألف زائر، وكل يوم تتزايد الأعداد بشكل كبير، ومثلما قلت المهرجان يقدم حزمة كبيرة من الفاعليات والأنشطة والمعارض التى تقدم تراث الإنسانية بشكل متواز والحضور فى الإمارات كبير و كل الجنسيات موجودة.
الفاعليات لم تقتصر على مدينة الشارقة بل امتدت لمدن أخرى منها كلباء ودبا الحصن والذيد؟
امارة الشارقة كبيرة وممتدة ولها أطراف بعيدة عن المدينة الأم وكان القصد أن نشرك الناس فى هذا المهرجان الثقافى الكبير.وحرصا من صاحب السمو سلطان بن محمد القاسمى عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على أن تعم الفائدة على الجميع لذلك أصدر سموه توجيهات عام 2007 بضرورة شمولية المهرجان وتوسيع نطاق احتفالاته لتكون فى مدن أخرى.
قاطعته:هل هذا بغرض الترويج السياحى؟
السياحة تأتى فيما بعد نحن فى الشارقة دائما لا نخلط بين الثقافة والسياحة، السياحة تأتى بشكل طبيعى وذلك بعد تقديم منتج ثقافى حقيقى حيث يعتبر المهرجان واحدا من المشاريع الثقافية التراثية الحضارية.
دائما سمو حاكم الشارقة يشدد على ضرورة الحفاظ على التراث والموروثات الثقافية؟
صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمى ينظر إلى الثقافة بشكل شمولى يعنى التراث والآثار والكتاب والفنون وغيرها من الفنون والمسرح، كلها تشكل حالة ثقافية عامة لذلك فالشارقة عاصمة عربية للثقافة، ودائما تؤكد دورها بكونها عاصمة ثقافية لا تنفك من التراث ولا تتخلى عنه.
قمتم بترميم العديد من الأماكن التراثية بكل من مدينة كلباء ودبا الحصن هل هناك معايير معينة تسيرون عليها؟
نعم نحن لدينا مشروع ترميم قديم، بدأ عام 1995ونحن نرتكز على معايير منظمة إيكروم ومنظمة اليونسكو فى الترميم.
ماذا عن الاتفاقية التى وقعتها منذ ثلاثة شهور مع منظمة اليونسكو؟
هذه الاتفاقية كانت بخصوص اعتماد معهد الشارقة للتراث مركزا دوليا لبناء القدرات فى الوطن العربى، طبعا هناك مركز فى الجزائر الآن، لكن المركز الجديد سيخدم المتخصصين فى التراث العربى، ومن مهام المركز أن يقيم دورات تبدأ بعد يومين والهدف منها ايجاد خبراء ومتخصصين جدد فى التراث الثقافى.
جهود معهد الشارقة للتراث فى حفظ وصون التراث لم تقتصر على الشارقة فقط بل امتدت للدول العربية؟
جهودنا عربية، وأحد فروع معهد الشارقة للتراث هو المركز العربى للتراث وهذا المركز يخدم جهود المنطقة العربية من الباحثين وإصداراتهم ومشاريعهم لذلك منظمة اليونسكو قررت أن تمنح المعهد مسمى مركز دولى لبناء القدرات لخدمة الدول العربية.
هل أنتم مهتمون بالتراث الشفهى بجانب التراث اللامادى؟
بالتأكد.. فالمعهد فعلا متخصص فى التراث ككل المادى واللامادى.
هل تستعيدون مبانى تراثية أهدرت وتقومون ببنائها بناء على وصف الراوى؟
فعلا فبعد أن نحصل على وصف كامل من الرواة للمبنى التراثى الذى كان مقاما وهدم، نستخدم التقنيات الحديثة وهى الجيودار وهى تقنية توضح ما هو تحت الأرض، إذا كان هناك أثر قديم أو أساس لمبنى تراثى، فبعد الرواية الشفهية التى تصف هذا المكان نأخذ هذه الرواية الحديثة، فتبين صحة الرواية أم عدم صحتها، ودائما نربط بين العلمى بالمقولات الشفهية حتى نثبت صدق الرواية.
من ضمن اهتمامكم بالرواة ملتقى الراوى الذى يعقد سنويا؟
ملتقى الراوى يشبه المشروع اليابانى لرعاية الكنوز البشرية ونحن بدأنا منذ أكثر من عشرين سنة بحملة التراث الثقافى وكنا نهتم بالإماراتيين، ثم بدأنا نهتم بالخليجيين ثم العرب والآن نحن نهتم بكل دول العالم.
ما خططكم المستقبلية على المستوى العربيين والعالمى؟
عندنا الآن اتفاقيات عدة مع بعض الجامعات خاصة بالدراسات المقارنة، هناك اتفاقية خاصة بأسبانيا، ومن ضمن خططنا أن كتب المعهد تكون فى كل مكان وفى المعاهد وحتى الأرصفة،ولأننا نطمح أن يكون وجود وحضور المعهد شعبيا بجانب حضوره الأكاديمى.
ماذا عن بروتوكول التعاون الذى تم توقيعه مع جامعة الفيوم خلال فاعليات المهرجان؟
فعلا تم توقيع بروتوكول تعاون فى الدراسات المقارنة ومجال صناعة الحرف اليديوية والتراثية مثل صناعة الفخار ومازلنا فى طور إعداد الاتفاقية.
وماذا عن ترميم قرية «وادى الحلو» وهى قرية جبلية؟
نستعد حاليا لهذا المشروع، وقمنا ببناء فنادق شعبية فى كلباء وأيضا نقوم بهذا العمل فى دبا الحصن، المشاريع كثيرة عندنا ولا نتوقف..
رابط دائم: