«بسطامى» أو «بسطاوى»، لا فرق بينهما، فالمولد واحد وكذلك صاحب المقام المقصود الذى تم تحريف اسمه بغير عمد وتحت تأثير الزمن الطويل الذى مضى. أصبح «بسطاوي» الاسم الأكثر تداولاً بين الناس دون أن يتغير الحب أو التقدير أو الزيارة السنوية المعهودة لمقام الشيخ أبويزيد البسطامى.
مولد وصاحبه لم يغب يوما عن أذهان أهل أسوان الذين ينتظرون حلول ليلة النصف من شعبان المباركة بشغف كبير لإحياء عادات كل مولد دون نقصان، فتأتى البداية بالزفة التى يدور المشاركون فيها بالأعلام صباحا ليس فقط حول المقام بل فى مختلف الأرجاء لترديد الأناشيد الصوفية، ومنها إلى مكان «الخدمة» فى المنطقة المحيطة بالمقام لتقديم اللحمة والفتة.
«كله لله» حالة عامة يشعر بها كل من يقوم بتجهيز وتقديم الطعام لمن يأتى لزيارة المقام، ويراها كل فاعل خير عند تقديم المساعدة لمن يحتاجها فى مكان يجده الأنسب للعثور على أصحاب الحاجات، ويسعى إليه الراغبون فى الوفاء بنذر.
باب مفتوح للجميع ليس فقط باب «البسطامي» ولكنها باتت قاعدة عامة يتبعها أصحاب البيوت المجاورة للمقام وتترجمها أفعالهم وتفاعلهم مع الزائرين حين يقدمون لهم الطعام والشراب ويسمحون باستضافتهم داخل البيوت، الأمر الذى يحرص عليه الكثيرون تقديرا لمجاورة المقام وطمعاً فى «بركة المكان».
وكعادة أى مولد يأتى ظهور الأطفال فى مشاهد اللعب على «المراجيح» المعتادة وشراء حلوى المولد مُضيفا للأجواء المزيد من السعادة والاطمئنان والفرحة، وفى المساء تستمر حلقات الذكر احتفاءً بالحالة الروحانية التى تفرضها أجواء الوجود فى ساحة وحضرة «سلطان العارفين».
رابط دائم: