مع قرب إعلان تفاصيل امتحانات الثانوية العامة، ازداد قلق وتوتر الطلاب وأولياء الأمور، خاصة بعدما جاءت مجاميع الثانوية العامة العام الماضى مخالفة لكل التوقعات، وينتظر الجميع اعلان الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، تفاصيل امتحانات الثانوية العامة نهاية الشهر الحالى، وقد طالب الطلاب بالتحضير والمذاكرة والتعلم، مؤكدا أن التقييم لابد أن يقيس كل المستويات.
ويطالب عدد كبير من أولياء الأمور بإجراء اختبارات تجريبية، بحيث يتم تهيئة الطلاب على أسئلة النظام الجديد التى تعتمد على المستويات العليا للتفكير واختيار الإجابات الدقيقة والأصح، وذلك بتحميلها على أجهزة «التابلت» والتصحيح الإلكترونى لها، حتى يستطيع الطلاب من خلالها الوقوف على مستواهم وتصحيح مسار مذاكرتهم إذا وجد إخفاقا فى هذه الامتحانات. ومازال البعض يطالب بالسماح بدخول الكتاب المدرسى باعتباره مرجعا للطالب فى نظام ال «open book»، سواء كان نسخة قديمة أو مطبوعة، مع منع دخول «التابلت» امتحان الثانوية العامة، مشيرين إلى أنه تحول إلى وسيلة للغش العام الماضى.
من جانبه، أشاد عمرو جاويش، الباحث والخبير التربوى، بالنظام الجديد للثانوية العامة، الذى تبنى تطبيقه وزير التربية والتعليم منذ أربع سنوات، والذى أصبحت الأسئلة فيه تقيس مستوى فهم الطالب لنواتج التعلم وليس مجرد الحفظ والتلقين كما كان يحدث سابقًا.
ويرى أهمية أن تكون الأسئلة متنوعة، حتى تقيس جميع مهارات الطلاب، حيث إن الاعتماد على الأسئلة الموضوعية بل الاقتصار على نمط واحد فيها وهو الاختيار من متعدد، ربما له ميزة العدالة فى التصحيح ولكن له العديد من السلبيات، أهمها أنها لا تتيح الفرصة للطالب أن يعبر عن معرفته بلغته ومفرداته الخاصة، مشيرا الى انه يتمنى أن تجمع الأسئلة بين الموضوعية بأنماطها المتعددة، وليس الاختيار من متعدد فقط.
وطالب بأن ينشر موقع وزارة التربية والتعليم من بداية العام الدراسى مواصفات ومعايير امتحان الثانوية العامة، لما فى إعلان هذه المعايير والمواصفات من صدى طيب فى طمأنة كل المنتمين للمنظومة التعليمية من معلمين وطلاب وأولياء أمور.
وفى المقابل، أكدت داليا الحزاوى، رئيس ائتلاف أولياء أمور مصر، ضرورة أن يتم إجراء الامتحانات مثل العام الماضى وفق نظام اختيار من متعدد، لأن الطلاب اعتمدوا فى طريقة مذاكرتهم على ملامح أسئلة العام الماضى، وكذلك التصريحات السابقة بأن الامتحان سيعتمد على هذه النوعية من الأسئلة.
وقالت إن الوقت متأخر جدا لأن يتم إعلان وجود أسئلة مقالية فى الامتحانات، والتى يتبقى عليها ٣ أشهر فقط، كما أنه لا يوجد أى مصادر للأسئلة المقالية سواء بنك المعرفة أو المنصات المختلفة او الكتب الخارجية، والطالب من الإعدادية قد توقف تماما عن الحفظ واعتمد على الفهم والاستنتاج، وعند اقرار الاسئلة المقالية سيجد الصعوبة فى التعبير لتوصيل المعلومة.
وأضافت أنه يفضل ألا يعقد الامتحان الإلكترونى للثانوية العامة، لأن التجربة السنة الماضية أوضحت أنه ما زال هناك مشكلات ومعوقات لتطبيق تلك التقنية، مطالبة بأن تكون الامتحانات الإلكترونية لسنوات النقل بالصفين الأول والثانى الثانوى حتى تتحقق نسبة نجاح ١٠٠٪، ثم يتم تطبيقها على السنة المصيرية، لأن الثانوية العامة سنة لا تحتمل وجود أى أخطاء، كما ان الطالب إذا تعرض لمشكلات تقنية عند الامتحان سوف يتوتر، مما ينعكس على التركيز عند الاجابة.
وأعربت الحزاوى عن أملها فى العودة لنظام «البوكليت»، لأنه أثبت قدرته على الحد من ظاهرة الغش بدرجة كبيرة، وكذلك يسهل فى وجوده عمل تظلمات للطلاب عكس نظام البابل شيت»، الذى شكا العديد من أولياء الأمور من طريقة التظلم من خلاله. كما طالبت بوضع امتحانات متدرجة الصعوبة ومتناسبة مع الفروق الفردية لجميع الطلاب، على أن تكون واضحة وليست تعجيزية، وأن يكون عدد الأسئلة فى الامتحان متناسبا مع الوقت الزمنى المخصص له.
رابط دائم: