رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«فاجنر» الروسية تعزف سيمفونية «الموت»

‎شريف سمير
مرتزقة فاجنر

لم يكن يعلم الموسيقار الألمانى الأسطورة ريتشارد فاجنر بعد سجل أعماله الفنية الخالدة أن اسمه سيظل مقترنا بأكبر مجموعة «مرتزقة» فى العالم تبيع ولاءها لمن يدفع أكثر.

‎ويزعم الإعلام الغربى أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لجأ لورقة “مرتزقة فاجنر” - المحظورة رسميا فى روسيا- لتكون وقود المعركة المشتعلة، إلى جانب ما وصفوه بـ «متطوعين» من الشرق الأوسط. فقد أعلنت المخابرات الأوكرانية أن نحو ٤٠٠ من المرتزقة الروس، تم نقلهم من دول أفريقية إلى كييف، قبل ٥ أسابيع من انطلاق العمليات، وتلقوا تكليفا من أجهزة الأمن والاستخبارات الفيدرالية الروسية بتنفيذ عملية اغتيال الرئيس الأوكرانى فلوديمير زيلينسكى مقابل مكافأة مالية ضخمة.

‎وبُناء على تلك المعلومات، اتخذت السلطات الأوكرانية إجراءاتها الأمنية لمنع تصفية زيلينسكى، فيما كشفت بيانات المخابرات الأوكرانية أن هذه مهمة أولى من مهام “فاجنر” المحددة على أجندة “بوتين»، على حد وصفهم. وفى مقدمتها، المشاركة الرئيسية فى العملية العسكرية الدائرة على أراضى كييف، وصولا إلى توسيع نطاق انتشار مجموعة الحرب فى جولات مماثلة تستهدف مناطق أخرى حيوية فى الدولة الأوروبية المجاورة لروسيا.

‎ومنذ اندلاع أزمة شبه جزيرة القرم بين روسيا وأوكرانيا عام ٢٠١٤، على خلفية الإطاحة بالرئيس الأوكرانى الموالى لروسيا وقتذاك فيكتور يانكوفيتش، سطع نجم “مرتزقة فاجنر” فى سماء شرق أوروبا عندما عمدت موسكو إلى استخدام تكتيكات “الحرب المختلطة” بين الجيش الروسى بتشكيلاته النظامية، وعناصر “مجموعة الدمار”.

‎وفتح “زلزال القرم” الباب أمام العميد السابق فى الجيش الروسى ديمترى أوتكين، لإنشاء “مجموعة فاجنر”، مستفيدا من خبراته العسكرية المستمدة من عمله فى مجموعة “موران للأمن” العاملة فى مجالات توفير الأمن والحراسة البحرية، ليسجل شركة “فاجنر” رسميًا فى الأرجنتين، بهدف جاوز حظر القانون الروسى الاتحادى فى مادته ٣٥٩ لتأسيس شركات المرتزقة.

‎ووفقا لتقارير إعلامية غربية، فإن تدريبات فاجنر تتم داخل معسكر تدريب سرى بمولينكو جنوب روسيا، بمقاتلين بلغ عددهم ٥ آلاف فرد أغلبهم من العسكريين الروس السابقين، فضلا عن عناصر تدفقت من بيلاروس وأرمينيا وغيرهما. وبتتبع شجرة المرتزقة نصل إلى “يفجينى بريجوزين”، رجل الأعمال المقرب من الرئيس الروسى، ونال لقب “طباخ بوتين”، وكشفت تسريبات أمنية أنه من يقف وراء تمويل أنشطة “فاجنر” ودعم عملياتها فى بؤر الحرب. وتدريجيا، تشير التقارير إلى أن“فاجنر” نشطت فى أوروبا، ثم انتقلت إلى سوريا عبر عدة مواجهات ضد تنظيم “داعش” الإرهابى، أبرزها استعادة مدينة تدمر، عام ٢٠١٧، وأسس المرتزقة الروس وحدة تُعرف بـ “صائدو الدواعش”، مرورا بالمشاركة فى هجوم كبير ضد قاعدة لقوات سوريا الديمقراطية عام ٢٠١٨، إلا أن المجموعة تكبدت خسائر فادحة بعد قصفهم من الطائرات الأمريكية مما أسفر عن مقتل وإصابة نحو ٣٠٠ من صفوفها.

‎واستثمرت شركة “فاجنر” التوتر فى سوريا وليبيا وإفريقيا الوسطى ومالى وموزمبيق، لتتسع رقعتها بما يخدم السياسة الخارجية الروسية، وتتمكن موسكو على نحو أفضل من تقوية علاقاتها وتحالفها مع الأصدقاء القدامى فى إفريقيا وخارج القارة السمراء.‎ ويلجأ “بوتين” إلى حصان “فاجنر” لتختبئ خلفه خطوط الجيش الروسى وتتوغل فى الأراضى الأوكرانية دون فاتورة عسكرية وبشرية باهظة. والساحة مفتوحة لممارسات المرتزقة فى القتل والترويع ضاربة عرض الحائط بالاتهامات التى تطارد المجموعة بانتهاكات حقوق الإنسان وارتكاب جرائم الحرب منذ تورطها فى مستنقع “العمليات المشبوهة” قبل ٨ سنوات.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق