المستثمرون: تفتقد خدمات الغاز وتحتاج تطوير الكهرباء والاتصالات والطرق
فى إطار ما تقدمه الدولة من دعم للقطاع الصناعى بمحافظات الصعيد والاهتمام غير المسبوق من القيادة السياسية، شهدت محافظة سوهاج تطورا كبيرا نحو الدخول لعالم الصناعة عبر بوابة تشجيع الاستثمار بأربع مناطق صناعية، لإحداث تنمية اقتصادية حقيقية واستقرار اجتماعى من خلال توفير فرص العمل وزيادة دخل المواطنين وتحسين مستوى معيشتهم .. «الأهرام» ناقشت الواقع الحالى والتحديات التى تواجه المناطق الصناعية فى قلب الصعيد بسوهاج وإلى التفاصيل.
فى البداية، أكد اللواء طارق الفقى محافظ سوهاج ان العمل يجرى على قدم وساق فى المنطقة الصناعية بغرب جرجا منذ شهر ديسمبر 2020 على مساحة 1089 فدانا تستهدف تنفيذ البنية التحتية للمنطقة القائمة بمساحة 337 فدانا، ومنطقة التوسعات الشمالية البالغة 62 فدانا، بينما تبلغ مساحة التوسعات المستقبلية 690 فدانا، أما المساحات الجارى العمل بها فتبلغ 457 فدانا، مشيرا إلى ان الأعمال تشمل توصيل مياه الشرب والصرف الصحى وشبكات الحريق والكهرباء والاتصالات بتكلفة 633 مليون جنيه، بنسب تنفيذ تتراوح بين 16% و55%، لافتا الى أن المنطقة تبعد عن ميناء سفاجا 300 كم، وعن مطار سوهاج الدولى 7 كم، وعن سكة حديد جرجا 16 كم، وعن مدينة سوهاج 50 كم، وأقرب الطرق لها طريق القاهرة – أسوان الغربى على بعد 10 كم.
وأضاف محافظ سوهاج أن المنطقة الصناعية الثانية هى «غرب طهطا» البالغ مساحتها 912 فدانا وتستهدف أعمال المرحلة الأولى منها تنفيذ البنية التحتية على مساحة 230 فدانا، والمرحلة الثانية تستهدف مجمع الأثاث بمساحة 170 فدانا، ويجرى العمل فى تنفيذ البنية التحتية للمرحلتين الثالثة والرابعة، اللتين تستهدفان التوسعات بمساحة 512 فدانا بتكلفة تبلغ مليار جنيه، بنسب تنفيذ تراوحت بين 30% و50%.
أما المنطقة الصناعية الثالثة، كما يضيف الفقى فتقع بحى الكوثر، وتم إنشاؤها عام 1993 على مساحة 300 فدان، وتضم 313 مشروعا منها 114 مشروعا تنتج فعليا، و17 مشروعا تحت التشغيل، و103 مشروعات بدأ الانتاج ثم توقف لأسباب مختلفة، و78 مشروعا يجرى إنشاؤها ومشروع واحد أرض فضاء بنسبة إشغال تصل إلى 77%، وتتنوع المشروعات من نسيج وملابس وصناعات بلاستيكية وكيماوية، هندسية ومعدنية، خشبية ومواد بناء وأعلاف، بالإضافة الى صناعات صغيرة ومخازن وتصل اليها خدمات الكهرباء والطرق بنسبة 70 %، والمياه والصرف الصحى بنسبة 80 %. أما المنطقة الصناعية الرابعة «الأحايوة» التى تقع شرق مركز أخميم فتم إنشاؤها عام 2000 على مساحة 250 فدانا، بنسب اشغال 51 %، ويوجد بها 100 مشروع متخصص نسيج وملابس، بلاستيكية وكيماوية، هندسية ومعدنية، خشبية ومواد بناء، أعلاف، صناعات صغيرة ومخازن. وأكد الفقى اهتمام الدولة بتطوير ورفع كفاءة المناطق الصناعية كأحد مقومات التنمية وتوفير فرص لأبناء سوهاج، كما أن المحافظة بالتعاون مع هيئة التنمية الصناعية تعمل على تذليل معوقات الاستثمار مع الالتزام بالبرامج الزمنية الموضوعة للانتهاء من المشروع، وأنه يتم عقد اجتماعات دورية لمناقشة الدراسة الاستراتيجية للمناطق الصناعية محل برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، والمعدة من قبل الهيئة العامة للتنمية الصناعية بحضور كل الجهات المختصة، والمستثمرين، لمناقشة كل المستجدات، والوقوف على أى معوقات والعمل على حلها فى أقل وقت ممكن، وقد قدمت الهيئة دراسات مهمة وهي، دراسة التقييم البيئى والمجتمعي، ودراسة السوق، ودراسة توقع الطلب، بالإضافة إلى الخطة الإستراتيجية للمناطق الصناعية .
وطالب المهندس سلطان السمان نائب رئيس جمعية المستثمرين بسوهاج بضرورة زيادة القدرة الكهربائية للمحولات بحى الكوثر حتى تستوعب المصانع الجديدة وتجديد للشبكة الكهربائية فى بعض الأماكن، حتى لا يتسبب ذلك فى تعطيل الإنتاج لضعف الكهرباء وعدم ثبات التيار وانقطاعه فى بعض الأحيان بالمنطقة الصناعية بالاحايوة شرق، ولفت الى افتقار المناطق لوجود شبكات اتصالات جيدة سواء كانت التليفونات الأرضية او المحمولة او الانترنت، الأمر الذى يؤثر على تواصل المصنعين خارج سوهاج او المناطق الصناعية، وضرورة صيانة شبكات الصرف فى بعض المناطق وإنارة المناطق بحى الكوثر والوصول الى حل مشكلة تذبذب الآراء، فتارة تتبع المشكلة الحي، وأخرى هيئة التنمية الصناعية، أما الغاز الطبيعى حتى الآن فلم يصل لحى الكوثر إلا للمساكن فقط، وأرجع مسئولو الغاز الطبيعى المشكلة الى أنهم قاموا بمخاطبة هيئة التنمية الصناعية ولم يتم الرد حتى الآن والذى يحقق استخدامه وفرا كبيرا فى التكلفة لغالبية المنشآت، فلابد أن تتوافر الخدمات بما يتناسب مع حجم المصانع. وأشار سلطان إلى ان هناك توصيات لتطوير المناطق الصناعية نذكر منها التأكد من استكمال جميع المرافق بالمناطق المقامة بالفعل، وإشغالها بنسب مرتفعة قبل التوسع فى إنشاء مناطق جديدة للاستفادة من الموارد المتاحة، وتحقيق عائد اقتصادى اكبر ووضع وتفعيل نموذج لإدارة المناطق بمشاركة المستثمرين بما يحقق مصالح المستثمرين ،مع ضمان صيانة البنية التحتية وجودة الخدمات الموجودة بكل منطقة بشكل مستمر، وتفعيل الترويج الجيد للمناطق الصناعية والخدمات المتاحة بها لجذب مزيد من المستثمرين ودعم المشروعات القائمة بها للوصول لنسبة إشغال أعلي وتطوير شبكة الطرق وزيادة كفاءة الحماية المدنية مع ضرورة توافر خدمة الإسعاف ومستشفيات قريبة وتسويق المنتجات، حيث تم إنشاء مبنى متكامل بحى الكوثر لعرض منتجات سوهاج ولم يستغل حتى الآن، وضرورة إقامة حوار مستمر بين المستثمرين والجهات الحكومية وأخذ رأى المستثمرين فى الاعتبار قبل أخذ أى قرارات لمنح الفرصة الكافية لهم للتعبير عن احتياجاتهم وأولوياتهم والمشاركة فى عملية صنع القرار والرد على استفساراتهم وحل شكواهم والعمل على تلافيها، مؤكدا ضرورة سحب المناطق المخصصة لمستثمرين وغير مستغلة سواء التى ما زالت أرضاً فضاء أو مقاماً عليها مشروع وإعادة توزيعها على آخرين، مطالبا أعضاء مجلس النواب بعمل زيارات ميدانية للمناطق الصناعية، وبحث مشكلات المستثمرين لعرضها على المجلس، وإيجاد حلول لها ويقترح عمل اشتراكات لكل مصنع للنقل على الطرق، حيث الطريق طويل فى أثناء نقل المواد الخام أو الأجهزة ويتم دفع كارتات وموازين ورسوم تحسين طرق بكل محافظة بنحو 5%.
طالب أحد المستثمرين بالمنطقة الصناعية بحى الكوثر طلب عدم نشر اسمه صاحب مصنع تشكيل حديد ومعادن، بحل مشكلة التعاقدات مع شركات البترول والتى يعانى منها وآخرون، حيث إنه متعاقد مع الشركة منذ سنوات ويتم تجديد العقد كل 6 أشهر بشكل دوري، أما حاليا فيطالبون بأوراق من شركة الغاز رافضين استخراجها وبالتالى لم يتم تجديد التعاقد معهم.
رابط دائم: