يمكن أن تحكى عنها كأسطورة من قديم الزمان تبدأ كما اعتدنا بـ«كان ياما كان»، فهى أسمنت الخراب التى كانت يوماً «عمارا».
لم يكن هذا هو اسمها، فأسمنت البلد هو الاسم الذى تحمله المدينة القبطية القديمة التى تقع بواحات الوادى الجديد قبل أن تتهدم أبنيتها وتختفى معالمها، وهى نفسها التى تستطيع رؤية مشاهد من تاريخها بين السطور حتى لو كان كل المتاح حالياً منها مجرد صور للأطلال.
«كاليس» أو «كلس» كانت إشارات أخرى لها اشتهرت بها فى روايات قديمة استهدفت اختصار كل معانى الرخاء والغنى التى اتسمت بها فى وصف موجز، وقد كان الاسم المناسب للمكان المناسب، فموطن الخيرات ومخزن الغلال الذى تستند عليه الإمبراطورية الرومانية القديمة لابد أن يعتد به كنزاً وهبة بعد أن
تحولت «أسمنت البلد» إلى ملجأ روما ومنبعها للحصول على القمح والدقيق.
المدينة الكبيرة التى كانت تحوى بيوتا ومعابد وكنائس وجبانات لم يبق منها إلا ما يشبه «مغارة» صحراوية من الطوب اللبن الذى شُيدت به المنطقة التاريخية العريقة بالكامل، وسراب يطوى تحته دفاتر من تاريخ المسيحية بمصر فى العصر اليونانى والرومانى.
كنائس تدخل ضمن قائمة الأقدم والأعرق فى مصر، آلاف البرديات التى تحتوى ثروة ضخمة من المعلومات عن حقبة تاريخية مهمة، وآثارا وأطلالا تم التعرف من خلالها على تخطيط المنزل القبطى القديم وغيرها من الكنوز التى مازالت تحفظ اسم «أسمنت البلد» ويقدمها كمنطقة تاريخية عريقة حتى لو تبدل اسمها ولم يعد يذكرها أحد إلا بـ"أسمنت الخراب".
رابط دائم: