رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الحرب الإعلامية: كيف فشل بوتين.. وتفوق زيلينسكى؟

نهى محمد مجاهد
زيلينسكى وبوتين

تحت عنوان: «لماذا فشل بوتين فى الحرب الإعلامية أمام أوكرانيا ؟!»، سلط المجلس الأطنطى فى تقرير له أمس، الضوء على الحرب الإعلامية حول الأزمة الأوكرانية، مثيرا تساؤلا حول سبب فشل الرئيس الروسى صاحب لقب «سيد الحرب الإعلامية» فى هذه الحرب، رغم أنها كانت العامل المساعد الأساسى فى انتصاراته الهائلة، التى حققها على مدار العشر سنوات الماضية.

وأوضح المجلس الأطلنطي، وهو مؤسسة بحثية غير حزبية مؤثرة فى مجال الشئون الدولية، وتتخذ من واشنطن مقرا لها ، أنه على الرغم من أن «سيد الحرب الإعلامية»، أثبت على مدار العقد الماضى أن استخدامه لوسائل التواصل الاجتماعى والدعاية السياسية محوران مهمان فى نجاح مجموعة من إنجازاته البارزة، فإن هذا يجعل الوضع الحالى أكثر إثارة للدهشة.

فمع مرور أقل من أسبوعين على العمليات العسكرية الروسية لأوكرانيا، فإنه من الواضح بالفعل أن بوتين خسر الحرب الإعلامية بشكل حاسم.

وأشار المجلس الأطنطى إلى أنه منذ أن بدأت العمليات العسكرية الروسية فى أوكرانيا فى ٢٤ فبرايرالماضى، احتشد العالم بأغلبية ساحقة لدعم أوكرانيا. كما أدانت الغالبية العظمى من المجتمع الدولى هذا التحرك العسكرى صراحة، بالإضافة إلى أنه تم الترويج للحرب على نطاق واسع على أنها القضية الأكثر تباينا بين الخير و الشر فى التاريخ الحديث.

وذكر المجلس أنه من الواضح أن العمليات العسكرية التى أمر بها بوتين بأوكرانيا، جعلت روسيا تبدو وكأنها «ضارة»، فلم تتمكن حتى آلة الإعلام الهائلة التى يستخدمها الرئيس الروسى من مواجهتها. كما يبدو أن الشركاء الموثوق بهم سابقًا مثل الصين غير مستعدين للوقوف علنا مع الكرملين. هذا بالإضافة إلى أنه لم تعد الروايات الروسية تحصل على مساحة متساوية فى وسائل الإعلام الدولية، أو يتم السماح لها بالمرور دون اعتراض.

وأكد المجلس الأطلنطى أن محاولات بوتين فشلت جميعها فى تبرير العملية العسكرية التى أمر بها، بل إن تصريحاته الصاخبة المتزايدة حول «النازيين الجدد» الأوكرانيين، و «مدمنى المخدرات» تعرضت للسخرية على نطاق واسع، أو تم رفضها ببساطة.

وأكد المجلس الأطلنطى شروع بوتين الآن فى الدفاع أمام الداخل الروسي، مشيرة إلى أنه خلال الأيام العشرة الأولى من العمليات العسكرية بكييف، حظرت موسكو «فيسبوك» و«تويتر»، وأغلقت معظم وسائل الإعلام المستقلة المتبقية فى البلاد، وأدخلت قوانين جديدة قاسية تعد بأحكام طويلة بالسجن لأى شخص يجرؤ على التشكيك فى العملية العسكرية بأوكرانيا.

وفسر تقرير المجلس الأطنطى فشل بوتين فى الحرب الإعلامية فى الوقت الراهن بالوجود الإعلامى الدولى غير المسبوق فى أوكرانيا، والذى يعود الفضل فيه إلى حد كبير فى سياسة الرئيس الأمريكى جو بايدن، المتمثلة فى الإفصاح المستمر عن تفاصيل خطط بوتين حول شن عمليات عسكرية بأوكرانيا، فقد عرف العالم المتابع جيدًا مقدمًا أن صراعًا رئيسيًا قد يكون على وشك الاندلاع، ونتيجة لذلك، بدأ ممثلو وسائل الإعلام الدولية التمركز فى أوكرانيا منذ أواخر العام الماضى ٢٠٢١.

وبحلول أوائل فبرايرالماضى، كانت العديد من الفنادق فى كييف مليئة بالصحفيين، وأطقم التصوير من جميع أنحاء العالم. وشهد هذا التدفق أيضًا توجه المراسلين إلى عواصم إقليمية، مثل خاركيف ولفيف وماريوبول وأوديسا بأعداد كبيرة، وهو ما مكن مئات الصحفيين من مواجهة واقع البلاد بأنفسهم.

هذا إلى جانب أن الصحفيين الغربيين ،الذين كانوا يتوافدون على أوكرانيا فى الأشهر التى سبقت اندلاع العملية العسكرية الروسية، والذين كانوا إلى حد كبير بعيدا عن التحيزات الروسية، وسرعان ما بدأوا فى إعادة تعريف التغطية الدولية للبلاد. والأهم من ذلك أنهم لم يكونوا مدينين بالفضل للكرملين بأى شكل من الأشكال.

وبفضل هذه البيئة المعلوماتية القوية والتحسينات الأخيرة فى التغطية الإعلامية الدولية لما يحدث بأوكرانيا، تمكن الصحفيون الدوليون من التواصل مع مجموعة واسعة من الزملاء المحليين من أجل تكوين صورة شاملة للوضع الحقيقى فى البلاد، مما ساهم فى إحراج روسيا فى الحرب الإعلامية، كما ساعد هذا التفاعل أيضًا فى التأكيد على الأخلاقيات المهنية والقيم المشتركة، التى تربط الأوكرانيين وأقرانهم الغربيين.

وأوضح المجلس أن ادعاء بوتين بأنه يقضى على «النازية» فى بلد يعيش فيه رئيس يهودى هو أمر سخيف.

وذكر تقرير المجلس أنه بينما أصبح بوتين «منبوذًا»، ظهر الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى كـ «بطل عالمي»، فقد كانت إحاطات زيلينسكى اليومية والمباشرة ومقاطع الفيديو، التى تلتقط صورًا ذاتية لا تُنسى «مصدر إلهام». كما أن اقتباساته الشهيرة مثل «أحتاج إلى ذخيرة، وليست رحلة» دخلت التاريخ بالفعل.

وعلى النقيض من بوتين، يبدو زيلينسكى صادقًا وصريحًا، فلم يعزل نفسه، أو «يجبر زملاءه وممثلى وسائل الإعلام على الجلوس فى الطرف المقابل لطاولات طولها عشرة أمتار».

واختتم المجلس الأطلنطى تقريره بالقول إنه: «إذا كان زيلينسكى هو النجم بلا شك فى جهود الحرب الإعلامية الأوكرانية، فإن المسئولين الأوكرانيين الآخرين قد أدوا أداءً ممتازًا أيضًا. فقد كان لوزير الخارجية دميترو كوليبا حضور بارز وفعال على وسائل التواصل الاجتماعي، كما فعل وزير التحول الرقمى ميخايلو فيدوروف».

ودعا المجلس الأطلنطى إلى أن تتطلع المنظمات الإعلامية الدولية فترة ما بعد «الحرب المستقبلية»، على حد وصفها. ونصحت مكاتب المراسلين الإقليمية بالتخلى عن الأجواء الخانقة لموسكو والانتقال إلى كييف، حيث سيسمح لها بمناخ الحريات الإعلامية وغياب الضغط السياسى بتغطية تمتاز بقد أكبر من الحقيقة والدقة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق