رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الشاعر والروائى أشرف أبو اليزيد: رواياتى بنات أدب الرحلات

أجرت الحوار جيهـان إمـام
الشاعر والروائى أشرف أبو اليزيد

يجمع أشرف أبو اليزيد بين كونه روائيا وشاعرا وصحفيا وكاتب أدب رحلات وكاتبا لأدب الأطفال بتميز فى كل هذه المجالات، فقد عمل فى الصحافة الثقافية لأكثر من ثلاثة عقود، اختير شخصية العام الثقافية، فى جمهورية تتارستان، روسيا الاتحادية عام 2012. حصل على جائزة مانهي فى الآداب من كوريا الجنوبية عام 2014، كما نال جائزة الصحافة العربية فى الثقافة عام 2015، ومُنح الميدالية الذهبية في مهرجان أوراسيا الأدبى، اسطنبول، 2021. وهو رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين، ورئيس تحرير «آسيا إن» العربية؛ وشبكة أخبار المستقبل، وشقيقتها الورقية «ماجازين إن” التى تصدر فى سول باللغات الكورية والإنجليزية والعربية، ومنسق حركة الشعر العالمية فى مصر، حول ما قدم من إبداعات وما حقق من إنجازات دار هذا الحوار.

حين بدأت العمل بمجلة العربى، انطلقت بأدب الرحلات، فزرت بلدانا عديدة، وحرصت على إظهار الجوانب الإيجابية فى كل بلد قمت بزيارته، ماذا تمثل لك تلك الرحلات؟

كانت قراءتى المبكرة لأسفار الرحالة الأساطين أكثر ما ألهمنى، ثم التقيت رحالة معاصرين فى الشرق والغرب زادوا من حماستى، ومع سنوات العمل بمجلة تهتم بالاستطلاع وأدب الرحلة هى «العربي« زرت أكثر من 33 بلدا خلال عقدين، سواء فى رحلات عمل، أو رحلات خاصة، فعشت دوما على سفر، وأصبح أدب الرحلة جزءا أصيلا مما أكتب.

الرحالة .. أدب وبلاغة

ما الذى جذبك لأدب الرحلات؟ وما الذى أضافه ذلك المجال إليك كأديب؟

الرحلة هى قوام الآداب كلها والفنون جميعها، فالرحّالة عليهم الإلمام بفنون تدخل فى صميم ما يرون، كالعمارة، وهم كأدباء عليهم أن يختاروا شخوصا لتقوم بدور البطولة فى رحلاتهم، كما يفعل كتاب المسرح، وساردو الرواية، وصائغو الشعر، ثم أن لغتهم يجب أن تبتعد عن اللغة الاعتيادية الخبرية، لتكون لغة بليغة. بالنسبة لى أجعل القراء يرون كيف ضمّنت رحلاتى قصائد حين ناسب المقام المقال. وقد أضاف لى أدب الرحلة بعدا آخر يتجلى تماما فى رواياتى، حيث أن شخصيات تلك الروايات تعيش خارج أوطانها على الأغلب، أو أنها تسافر إلى مقاصد مغايرة، فيساعدنى أدب الرحلة فى تحويل الواقع المعيشى إلى واقع روائى، وهذا يجعل من الرحلة كيانا أدبيا قائما بذاته، لا يقل عن الرواية أو الديوان الشعرى.

صدرت بعض مؤلفاتك الشعرية والروائية باللغات الإنجليزية، والألمانية، والإسبانية، والكورية، والتركية، والفارسية، والسندية، ولغة الماليالام فى الهند، كيف أفادت تلك الترجمات مسارك الأدبى؟

كانت ترجمة روايتى الأولى «شماوس« إلى اللغة الكورية (2008) أحد أسباب فوزى بجائزة «مانهي« الكورية المرموقة فى الآداب (2014)، لا شك أن حضور العمل الأدبى سواء فى لغته الأصلية أو المترجمة ـ يقدم دعما لترشح صاحبه للفوز بالجوائز.

جائزة ذات مغزى

وماذا عن جائزة الصحافة العربية فى فرع الثقافة؟

الأمر نفسه، فقد فزت حينها (2015) بموضوع عن «المنمنمات« فى الأدب والتاريخ والأسطورة، وهو كما ترين يجمع بين الرحلة والبحث الذى لا تكتمل الرحلة دونه، والخيال الذى لا يسمو الأدب بسواه. لم تعد الرحلة تصويرا بالقلم، فهذا تفعله الكاميرا على نحو أفضل، وإنما يتطلب الإبداع عموما الاستفادة من مرشحات بحثية وأدبية عديدة.

كتاباتك تتنوع بين الشعر والرواية وأدب الطفل ... أى من هذه الأعمال الأدبية كان الأقرب الى روحك كأديب ؟

بدأت رحلة الحروف بكتابة الشعر، فهو مثل الحب الأول له قيمته العاطفية، ومازلت أكتبه بحب، وأعيش أمسيات شعرية ألقى فيها قصائدى بالعربية والإنجليزية، لكن رحلتى الشخصية والعملية أخذتنى إلى عوالم أكثر اتساعا، فالحوار لم يعد كافيا بينى وبين الشعر، ونشأت حواراتى فى الرواية، وأدب الرحلة، وهو ما يشجعنى على البحث، كما أن حبى للرسم لم ينته، فقد مارسته منذ الصغر، وأحدث كتبى عن نجيب محفوظ (السارد والتشكيلي) تؤكد ذلك الشغف بالفن.

مع أدب الطفل

هناك اعتقاد سائد أن الأديب الذى يكتب الشعر والرواية صعب أن يكتب فى أدب الطفل؟

هذا يمكن أن يقال عن صعوبة الجمع بين تخصصات الطب، لكن فى عالم الأدب، يجب أن يتميز الكاتب بقدرته على التخيل، وما يحتاجه أصحاب الأقلام هو إتقان اللغة، والإلمام الكافى بالعوالم كلها، لأنه لن يكتب بمعزل عن العلوم والآداب والفنون، وأؤمن بأن علماء الأنثروبولوجيا والسوسيولوجيا هم الأقدر على الكتابة للطفل إذا امتلكوا اللغة الأدبية الثرية المناسبة لمراحل الطفل العمرية.

ماهو تقييمك لأدب الطفل فى مصر والوطن العربي؟

حدثت انطلاقة هائلة فى المنتج المقدم للطفل، وساهمت الجوائز المخصصة لأدب الأطفال فى ذلك، مثلما زاد عدد دور النشر التى تخاطب هذه الأجيال الجديدة، وهذه الزيادة فى الكم ستقدم بالتالى زيادة فى الكيف. المهم دعم المواهب الجديدة، وتشجيع الخيال، وإدماج العلم وروح المغامرة والاكتشاف فى الكتابة للطفل.

 ترشحت روايتك للناشئة (قطتى تؤلف كتابا) لنيل جائزة الشيخ زايد للكتاب، هل كان ذلك خطوة لتصحيح المفاهيم حول الكتابة للطفل؟

ما آمنت به وضعته فى هذا الكتاب، فأنا موقن بأهمية العلم وتضمينه فى النصوص الموجهة للأطفال، كما أننى مهتم باحترام الكائنات جميعا، فضلا عن أن التشويق جزء أساس فى الكتابة للجيل الناشيء. (قطتى تؤلف كتابا) جمعت ذلك كله. وقبل الجوائز كان لى كتاب موجه للأطفال يحكى تاريخ الفن التشكيلى فى مصر خلال خمسة آلاف سنة، مكتوب للأطفال، ويمثل دعوة لدراسة حضارتنا وفنونها عبر العصور.

شعرية السرد

توجد دراسات أجريت على كتبك فى الهند.

هناك أكثر من رسالة جامعية عما أكتب من رواية وشعر، وأدب رحلة، لكن أهمها نيل الباحثة سبينة ك. عباس شهادة الدكتوراة عن شعرية السرد فى رواياتى، ودراستا ماجستير عن أدب الرحلة خاصة رحلاتى إلى الهند، فضلا عن تدريس بعض قصائدى بمناهج تعليمية فى الهند ولبنان.

أهنئك بالفوز مؤخرا بالميدالية الذهبية فى مهرجان أوراسيا الأدبى.

شكرا لك، أعتز بهذه الجائزة لأنها تأتى وفقا للجنة المهرجان تكريما لدورى الثقافى على طريق الحرير، سواء عبر مشروع أنطولوجيا إبداعات طريق الحرير، الذى وحد الإمكانات الإبداعية للكتاب من المحيط الهادئ إلى المحيط الأطلسى، من أجل التعليم والإبداع، أو تقديمى سلسلة من الأعمال الأدبية للأطفال والكبار حول شعوب طريق الحرير وتاريخه، أبرزها موسوعتى المصورة ( طريق الحرير) التى صدرت عن مكتبة الإسكندرية .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق