رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الناقدة د. كاميليا عبدالفتاح: كتابـة المــبدع شـــرطٌ لتحقــيق الوجـــود

صبرى الموجى

المُبدع يتجاوز أرض الشكوى إلى أرض المواجهة
 


أن تُبدع فى لون أدبى، وتحوزَ فيه قصبَ السبق ليس بغريب، أما أن تضربَ فى أكثرَ من لون بسهم وتتميز فهذا هو الغريب.. د.كاميليا عبدالفتاح شاعرةٌ مفتونة بشعر الخال عبدالرحمن الأبنودى المُتفجر بالإبداع، وناقدة رصينة الحرف مُحكمة العبارة، تمتلك أدوات النقد والتحليل، وروائية وقاصة لها العديد من الإصدارات والمقالات فى الشعر والنقد، والرواية، حصدت بفضلها العديد من الجوائز، كان آخرها جائزة إحسان عبدالقدوس للمقال النقدى.. حول مشوارها الإبداعى كان معها هذا الحوار.

..............

ما سر شغفك بالأبنودى؟

لقد تعدّى الأمر حدود الشغفِ إلى الاعتناق الفنى الذى تولّد من الولع بهذه الموهبة المبهرة التى يصعبُ عليَّ تشبيهُها بشيء؟!.

الأبنودى أرضٌ شعرية تضجُّ بالعنفوان والخصوبة، وتستمدُ مقومات استمرارها من عطاء السماء ومن تحليق روحه فى أفقٍ إنسانى وإبداعى حُرٍ. الأبنودى نشيدٌ لم يصدح به إلَّا صوته، وهو شدوٌ مصريٌ جديرٌ أن يوضع جنبا إلى جنب شدو المصريين القُدامى الذى لا يزال يمدنا بإمدادات الجمال والحكمة والفكر وعشق الحياة وتوقير الموت: شكوى الفلاح الفصيح، ووصايا أمنحتب، وحكمة الكاتب المصرى، فقد استطاع ببساطةٍ آسرةٍ - تستعصى على غيره - أن يصور مصر فى أدق لحظات الألم والعمل والعشق، والصبر، والعظمة والكفاح. الأبنودى، كما وصفتُه فى مؤلّفى عنه «مقومات الشعر الحكائى» من الشعراء الذين استطاعوا نقل شعر العامية إلى مناطق فنّية مُدهشة غير مسبوقة، من خلال تطويع اللهجة العامية لمتطلّبات الترميز والصورة الفنية، وأسطرة الشخصيات - وغير ذلك من إمكانات فنية جمالية - ممَّا دفع شعره إلى اقتحام ذائقة المثقفين والاستحواذ عليها مُزاحمًا شعر الفُصحى.

من هنا استحقّ عبدالرحمن الأبنودى - وبجدارة - أنْ يكون - فى مسيرةٍ الشعر العربى، جنبًا إلى جنب شعراء الفصحى، دون أن يعبأ بإفراده شاعرا من شعراء العامية. لم يستوجب الأبنودى هذا الانتصار - والتقدير - لمُنجزه الإبداعى إلَّا من مُنطلق تفرّده بموهبةٍ عظيمةٍ ميَّزت هذا المنجز بالثّراء على صعيد تنوّع الأشكال الفنّية، والطاقات الجمالية؛ ممَّا أسهمَ فى كيفيةٍ مُغايرة فى النظرِ إلى شعر العامية - ومن ثمَّ - فى تلقّيه بوصفه بناءً جماليًّا يستنفر خيال المُتلقّى لكشف الإشارات الرمزية وروابط الصورة الفنيّة فى قلب - ما قد يبدو سهلا ومُتاحا من - الحكى الشعرى والشعر المُغنّى، كما استنفر ذائقة شعراء ومُتلقِّين. إنّ القصائد المُغناة للأبنودى، التى لم يعتد هو بها مثل اعتداده بالدواوين - قادرة على شغل ذهن الناقد وتحريضه على تأمل علاقاتها الفنية.

تتنوعُ إسهاماتُكِ الإبداعية بين شعرٍ وروايةٍ ونقدٍ.. ألا يُسببُ لكِ ذلك نوعًا من التشتيت؟

أُعانى بالفعل من تشتت الجهد، وتوزعه، و تأخر أكثر من مشروع للكتابة، من ذلك الرواية، ومشروعٌ آخر يتصل بنقد الرواية، لكن السبب لا يعود إلى تنوع مجالاتى فى الكتابة فقط، بل إلى عدم تنظيمى للوقت، وعدم ترتيبى للالتزامات كما يجب، وخضوعى - فى أوقات كثيرة - للحماس، فضلا عن واجبات الأمومة والتزامات الأسرة والعائلة، وغير ذلك. حين أقرأ السير الذاتية لأدباء الغرب أجد المشكلة ذاتها لدى كثيرين، لكنى أجدُ المُنجزين هم من بادروا بالقفز من أرض الشكوى إلى أرض المواجهة والتنظيم، الأمر يحتاج إلى إرادة صارمة، وتحديد المساحة الزمنية التى يحتاج إليها كل مجال فى حياتك، مع مقاومة غواية السوشيال ميديا، وإقناع من حولك بأنك كاتبٌ، لك كل الحق فى بعض الخصوصية وعدم المداهمة.

قلتِ: إن هناك مسافةً بين الواقعِ والمأمول.. يحاصرُك شبحُها ورغم هذا يتوالى إبداعُك.. فهل لكِ مشروعٌ تسعين لتحقيقه دون الالتفات للمعوقات؟

المشروع الذى أسعى - وأرجو- تحقيقه، يحمل مستويين دلاليين لكلمة «مشروع»: الأول: هو المُتداول المعروف، ووفق هذا المستوى لدى أكثر من كتابة - إبداعية ونقدية - بعضها شرعتُ فيه، وبعضها قيد الطبع، وبعضها الآخر قيد «التهيكل»، أما المستوى الدلالى الثانى لكلمة مشروع: مستوى ميتا فيزيقى، يتجاوز فكرة الكتابة ذاتها كممارسة مادية لكتابٍ بعينه، إلى سقف أعلى، هو الكتابة ذاتها كفعل مُطلق، كشرطٍ لتحقق الوجود.

مشروعى هنا أن أصل إلى النص - الوجود، أن أقبض على النص فى مكانه السحيق قبل أن يتم ترويضه فى لغة متفق عليها متداولة.

ما تقييمك لمدى إقبال القارئ العادى على الكتاب؟

شهدتُ المعرض فى يوم من أيام ازدحامه بالجمهور الذى كان الكثير منهم من الأسر المصرية، وأطمئن جدا حين أرى الأطفال والشباب وكبار السن فى معرض الكتاب، إذ يدل هذا على أنهم يلقون من اهتمام الكتاب ما يستحقون، خاصة الشباب الذى أخشى انفلاته من أيدينا، وأتابع بقلق كثيرا مما يصدر عن شبابنا من سلبيات أو إيجابيات، ومثلى مثل كثير من المخلصين: أحمل الرؤى لمواجهة هذا الأمر، ولا أعرف كيف - ولمن - أوجهها؟

أما بالنسبة للفعاليات، فهناك تفاوت شديد فى درجة الإقبال الجماهيرى، وقد يعود هذا إلى عدم الإعلان المبكر عن هذه الفعاليات، فضلا عن سوء الأحوال الجوية، وإحجام كثير من الناس عن الذهاب تخوفا من الإصابة بكورونا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق