حسمت أكثر من تجربة مدى نجاح زراعة وديان البحر الأحمر، من حيث صلاحية التربة والمياه الجوفية الموجودة بها للزراعة خاصة ما يتعلق بزراعة الخضراوات والموالح وإقامة المزارع الحيوانية وغيرها وحققت بعض التجارب التى أقيمت خلال الفترة الأخيرة وتحديدا فى وادى حوضين بمدينة الشلاتين ووادى القويح بصحراء مدينة القصير نجاحا كبيرا فى إنتاج أفضل أنواع الخضراوات لتسد قدرا من احتياجات المواطنين، ناهيك عن التجارب السابقة التى حققت نجاحات كبيرة أيضا بمدينة رأس غارب منذ سنوات عديدة مضت، ومن خلال هذه النجاحات بات التوجه نحو تنمية تلك الوديان مطلبا رئيسيا من أبناء المحافظة حيث يطالبون بضرورة التوسع فى تجارب زراعات تلك الوديان.
يقول أحمد محمود عزام من أهالى مدينة القصير إن نجاح تجربة مشروع زراعة جزء من أراضى وادى القويح الذى يقع على بعد 36 كم شمال غرب المدينة والذى تبناه جهاز التعمير بالمحافظة وتم طرح منتجاته امام المواطنين وجاءت كأفضل أنواع الخضراوات، وشمل زراعة 120 فدانا اعتمادا على الآبار الارتوازية يجعلنا نطالب الأجهزة المختصة بالمحافظة، وعلى رأسها المحافظ عمرو حنفى باستكمال زراعة هذا الوادى الذى تبلغ مساحته نحو 950 فدانا وهذه المساحة كفيلة بتحقيق الاكتفاء الذاتى من الخضراوات لأهالى المدينة، وإن التوسع فى هذا المشروع يتطلب حفر آبار ارتوازية جديدة توفر كمية المياه اللازمة، لذلك أيضا يمكن إقامة مزرعة لتسمين العجول لتوفير ولو قدر من اللحوم للمواطنين،حيث إن المدينة شأنها شأن بقية مدن المحافظة تعتمد اعتمادا كليا على استيراد احتياجاتها من تلك المنتجات من المحافظات الأخرى كما يطالب بتطبيق نظم الزراعة الحديثة فى هذا الوادى.
ويضيف محمد عبده عضو مجلس محلى البحر الأحمر سابقا، أن الصحراء الشرقية تمتلك العديد من الوديان بمساحات تصل الى مئات الآلاف من الأفدنة ومنها وادى دارا برأس غارب وهذا الوادى طبقت به أول مشروعات للتنمية الزراعية والحيوانية منذ سنوات مضت وحققت نجاحات كبيرة، لكن هناك بعض المشكلات التى تواجه الجمعية الزراعية الموجودة بقرية وادى دارا ومنها ضرورة توصيل الكهرباء وعدم وجود خطة لتعظيم الاستفادة من هذا الوادى، كما أن صحراء مدينة رأس غارب بها وادى الحواشية وفى القصير هناك وديان أخرى بخلاف وادى القويح لابد من وضع خطة طموح لاستغلالها زراعيا.وحول تجربة وادى حوضين يقول محمد على سكرتير الوحدة المحلية لمدينة الشلاتين إن التجربة شملت إقامة مشروع للتنمية الكاملة يضمن زراعات للخضراوات ومزارع للثروات الحيوانية والسمكية والداجنة تستدعى التوسع فى استكمال الاستفادة من بقية مساحة هذا الوادى التى تصل لنحو 400 فدان، حيث تم استغلال قرابة 20 فدانا فقط خلال التجربة المشار اليها ولابد من عدم الاعتماد على المياه الجوفية فقط فى مثل هذه المشروعات بل لابد من الاستفادة من مياه الأمطار والسيول التى تسقط بالمنطقة خاصة بعد إقامة البحيرة الصناعية التى أنشأتها وزارة الرى فى هذا الوادى.
من جانبه أكد اللواء عمرو حنفى، محافظ البحر الأحمر، ان المحافظة بالتنسيق مع الوزارات المختصة بدأت بالفعل تنفيذ خطة لاستغلال كامل مساحات الوديان التى تمتلكها المحافظة بعدة مدن، وهذه الخطة تمحورت حول الاستفادة من مياه الأمطار والسيول فى زراعات تلك الوديان، حيث أقيمت مؤخرا منظومة ضخمة من السدود والبحيرات الصناعية لتخزين مياه الأمطار والسيول وعدم إضاعتها فى البحر ومنها ما حدث فى وادى حوضين حيث تم إنشاء بحيرة صناعية، كما ان هناك خطة للتوسع فى إنشاء آبار ارتوازية خاصة فى منطقة وادى القويح بالقصير لزراعة بقية المساحة التى يتضمنها الوادى وتتضمن خطة تنمية الوديان الى جانب الزراعات مزارع للثروة الحيوانية والداجنة والسمكية وذلك من خلال استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة للاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية الموجودة بتلك الوديان.
رابط دائم: