جمع فيلم «سعاد» بين النجاح والحظ السئ، فعلى الرغم من الإنجازات التى حققها عالميا بداية من الاختيار الرسمى فى مهرجان كان السينمائى الدولى، والعرض فى مهرجان برلين، وعدد من المهرجانات السينمائية المهمة، وحصول بطلتيه بسنت أحمد وبسملة الغايش فى أول ظهور لهما أمام الكاميرا.
على جائزة أفضل ممثلة مناصفة من مهرجانى تريبيكا وفالنسيا إلا أن تزامن إطلاقه مع جائحة «كورونا» حرمهما من حضور تلك المهرجانات، كما تسببت الأزمة بين المنتج وصناع الفيلم فى تعطيل عرضه بدور العرض المصرية بينما عُرض بعدد من الدول العربية ودول العالم، فيما يُعرض حاليا على منصة فضائية خاصة.
فى هذا الحوار تتحدث بسنت أحمد عن تجربتها فى الفيلم الذى كان سببا أيضا فى دخولها قائمة «نجوم الغد من العرب»، التى تختارها مجلة «Screen International» من المواهب العربية الصاعدة، مؤكدة أن المشاعر الصادقة هى سر نجاح الفيلم، وأن فريقه وصل إلى العالمية من على «الكنبة»، بحكم حرمانه من السفر لحضور تسلم جوائزه من المهرجانات العالمية، بسبب «كورونا».
كيف تم اختيارك لبطولة الفيلم؟
فى البداية لم أكن أعرف أنه دور بطولة، ولا حتى أنه فيلم، وقد شاركت فى تجارب أداء بالإسكندرية، إذ أخبرنا بموعدها صديق يعمل فى المكتب الذى ينظمها، وكنت أعتقد أنها لإعلان ما، وتقدم معى المئات من الفتيات، وتم تصفية العدد إلى سبعين، ثم خضعنا لتجربة أداء ثانية، فتراجع العدد بعدها إلى عشر فتيات فقط.
فى التجربة الثالثة التقيت بالمخرجة «آيتن أمين» لأول مرة، ولم أكن أعرفها.
بعد أيام عدة تلقيت مكالمة أبلغونى فيها بأن عددا من المخرجين والنقاد شاهد تجارب الأداء، وقد وقع اختيارهم على لأداء دور البطولة، فسعدت جدا بهذا خاصة عندما علمت أن آيتن تجولت فى المحافظات لأكثر من ثلاث سنوات بحثا عمن تؤدى دور «سعاد».
ما التدريبات التى خضعت لها قبل بداية التصوير؟
قامت آيتن بتدريبى على التعبير عن المشاعر بالنظرات فقط، وبدون انفعالات زائدة.. وكانت تعمل معنا على كل تفصيلة بداية من نبرة الصوت وطريقة الكلام والشكل والحركة، خاصة أن لدى «لكنة سكندرية»، وطريقة رقيقة فى الكلام مختلفة تماما عن شخصية سعاد التى تعيش بالزقازيق.
دربت كل واحدة منا على حدة ثم جمعتنا بعضنا ببعض، وبدأت التصوير لنتعود على الكاميرا تدريجيا، وتصبح جزءا عاديا من حياتنا، ولا نتوتر منها.
هل كانت هذه المرة الأولى لك أمام الكاميرا؟
نعم.. فبدايتى الحقيقية مع سعاد، وقد أحببت الكاميرا فى أثناء العمل كموديل لكنى وقعت فى غرامها أكثر فى السينما، وشعرت بالخوف فى البداية من المخاطرة، ومن توترى السريع؛ لكن آيتن قربتنا إليها جميعا بطريقة لطيفة، وأصبحت صديقة عزيزة، فهى لم تكن مجرد مخرجة توجه الممثلين وتلقى بالأوامر، بل لعبت على أوتار حقيقية، وتفهمت شخصياتنا، وتعرفت على تفاصيل عن حياتنا الشخصية، واستخدمتها فى أثناء التصوير؛ لتخرج منا المشاعر والتعبيرات المطلوبة بسلاسة.
كيف أسهم هذا الجهد فى نجاح الفيلم؟
أعتقد أن المشاعر الصادقة هى سر نجاح الفيلم، والوصول لقلوب المشاهدين، والفضل كله لآيتن وتوجيهاتها، بالإضافة إلى أنها تركت لنا مساحة للارتجال، وعلمتنا التعامل مع المشهد بشكل طبيعى، والتصرف تلقائيا فى حال نسى أحدنا فى المشهد، فكنا نتدارك الأمر سريعا، بل تمت إضافة بعض التفاصيل والحركات من تفاعلاتنا فى أثناء «البروفات»، لأن آيتن أرادت الاستفادة من طبيعة شخصياتنا للحفاظ على حالة الصدق، وأصالة الفيلم.
ما أصعب جانب فى شخصية سعاد؟
«سعاد» ليست من الشخصيات التى تعبر عن حزنها بانفعالات واضحة، فمشاعرها كلها داخلية، فهى لا يظهر عليها انفعال من الخارج لكنها منهارة من الداخل.
إلى أى مدى أثرت جائحة «كورونا» على فرحتك بالفيلم ونجاحه؟
كانت سببا فى شعورنا بالإحباط أكثر من مرة! فعلمت بمشاركة الفيلم فى مهرجان كان السينمائى الدولى قبل الإعلان الرسمى بأربع وعشرين ساعة فقط، لأن آيتن لم تكن تريد رفع آمالنا حتى لا نصاب بالإحباط فى حال عدم تحقق مسعانا، خاصة أننا لا نمتلك خبرة كافية، وأن أى شيء يؤثر فينا.
فقد غمرتنى سعادة هائلة عندما علمت بالخبر، وحزنت فى الوقت نفسه لتزامنه مع هذه الجائحة التى تسببت فى إلغاء المهرجان.. لقد كانت تلك أول فرحة وأول نجاح بالنسبة لى، لكننى لم أتمكن من الاستمتاع بهما.
المؤسف أن الأمر تكرر عندما حصلت على جائزتى أفضل ممثلة فى تريبيكا وفالنسيا، فقد أسعدتنا الجوائز لكن حرماننا من السفر كان محزنا، حتى إننا بتنا - أنا وبسملة وآيتن - نسخر من الأمر، ونقول إننا وصلنا للعالمية من على «الكنبة»، لذا أتمنى أن يعوضنا الله خيرا، وأن يُعرض الفيلم.
هل توقعت أن تمنحك «سعاد» جائزتى تمثيل فى أول بطولة لك؟
لا.. لم أفكر فى هذا الأمر أبدا، وقد شعرت بالقهر، لأنى لم أستطع السفر وتسلم جائزة تريبيكا - التى تزامنت مع ذكرى يوم مولدى - بنفسى، لكن هذه المرة كان السبب هو عدم حصولى على تأشيرة السفر، فتسلمها عنى - أنا وبسملة -: مؤلف الفيلم محمود عزت.
ما مدى التشابه بين شخصياتكم الحقيقية وشخصيات الفيلم؟
الشقيقة الصغرى فى الفيلم أقوى من سعاد، وهذه القوة أراها فى «بسملة» الحقيقية، أما سعاد فهى مضطربة نوعا ما، وأحيانا أشعر بهذا الاضطراب.. هذه التفاصيل كانت أكثر ما ركزنا عليه فى الفيلم؛ لذلك تضمن الكثير من الصدق والحميمية.
رابط دائم: