43 عاما تمر الأسبوع المقبل على افتتاح أحد أهم كبارى مصر وأشهرها، « كوبرى 6 أكتوبر» الذى يبدو وكأنه سيظل شاغل المصريين الأعظم، والممسك بأطراف حياتهم الممتدة من مصر الجديدة وحتى الجيزة. ففى صباح الأول من مارس 1979، افتتح الرئيس الراحل محمد أنور السادات ( 1918-1981) الكوبرى الشهير، وبدأ فى اليوم ذاته، مرور السيارات عليه.
وصباح يوم الافتتاح، خرجت الأهرام بالعنوان التالى: «اليوم يبدأ المرور فوق كوبرى 6 أكتوبر»، ومما جاء أدنى العنوان: «صباح اليوم، يبدأ المرور فوق أطول كوبرى وطريق علوى فى الشرق الأوسط – كوبرى 6 أكتوبر- الذى يبلغ طوله 4 كيلو مترات «مرحلة أولى» ويربط شطرى مدينة القاهرة الكبرى - القاهرة والجيزة - عبر النيل. يقدر الخبراء أن تعبر الكوبرى 17 ألفا و200 سيارة كل ساعة فى الاتجاهين ولا تزيد السرعة فوق الكوبرى على 60 كيلو مترا فى الساعة، ولا تتعدى 30 كيلو مترا عند مداخله ومخارجه»
وفى اليوم التالى، الثانى من مارس 1979، خرجت «الأهرام» بمقال رئيس التحرير وقتها، على حمدى الجمال متضمنا عنوانا: «اسم على مسمى»، وجاء فيه: «أن الكوبرى يحمل أعز وأغلى اسم فى التاريخ المصرى المعاصر، وهو - أى الكوبرى - بعظمته يستحق هذا الاسم بكل ما يعبر عنه من معانى النجاح والإرادة والقدرة والإصرار. إن هذا الكوبرى يؤكد أن مصر قادرة - وفى أصعب الظروف - على أن تبنى نفسها بأحدث ما يمثله العلم من تكنولوجيا وتطور».
أما الكاتب الكبير صلاح منتصر، فقد علق فى عموده « مجرد رأي» على حدث افتتاح الكوبرى، الذى بدأ العمل به عام 1969، وتمت الإنشاءات النهائية به نهاية عقد التسعينيات، مشيرا إلى أهمية لوحة «باقى من الزمن». وقال منتصر: كنت حريصا كلما مررت على كوبرى أكتوبر.. أن أتابع فى كل مرة اللوحة المسجل عليها عدد الأيام المتبقية للانتهاء من العمل فى المشروع الكبير. كانت اللوحة تقول: أخى المواطن، «باقى من الزمن كذا يوم». وفى كل مرة أقرأ فيها اللوحة كنت أشعر بالعلاقة القوية التى أصبحت تربطنى بالعمل فى هذا المشروع .. هذه اللوحة ليست ديكورا ولا ترفا .. وإنما هى تعبير حى عن الانتماء .. انتماء العاملين فى أى موقع إلى هدف محدد.. ثم هى أيضا تعبير عن جدية العمل الذى يمارسونه والتحدى الزمنى الذى يواجهونه.. مطلوب من كل مسئول عن أى مشروع أن يعلن عدد الأيام أو الأشهر أو حتى السنين التى يلتزم فيها العاملون بالمشروع بإنجازه.. ثم يبدأون فى العد التنازلي..»
رابط دائم: