أنشئت أول وزارة للصحة فى مصر عام 1936 فى عهد الملك فؤاد عندما تم دمج مصلحة المستشفيات العامة ومصلحة الصحة القروية ومصلحة الحميات وتم تعيين محمد شاهين باشا وزيرا لها وسميت باسم وزارة الصحة العمومية.. ثم تغير اسم الوزارة إلى «وزارة الصحة» عام 1961 ثم تغير إلى «وزارة الصحة والسكان» عام 1996 وأصبحنا نضع كلمة السكان ثم نزيلها إلى أن استقر الاسم على ذلك منذ 2011.. والمؤكد أن الصحة والتعليم هما من أهم المطالب الجماهيرية.. وجودة هذه الخدمات تؤثر بالإيجاب على جميع المعايير التنموية.. ولكن تزايدت أعداد من يتطلبون الرعاية الصحية والتعليم مع الزيادة المستمرة للسكان فى مصر.. والقضية المهمة الآن هى التعامل مع مشكلات الخدمات الصحية بما يتناسب مع مكانة مصر الطبية أو مع تطلعات الجمهور الذى يجد صعوبة أحيانا فى الحصول عليها.. بالطبع أرفع قبعتى تحية للمبادرات القومية المتعلقة بالصحة التى تم تنفيذها فى السنوات الأخيرة الماضية.. مبادرات غاية فى الذكاء وكنا فى احتياج شديد إليها ليس من أجل تعزيز صحة المرأة والطفل فقط.. ولكن لرفع المعنويات على كل المستويات وإعادة الثقة فى المنظومة الصحية.
حيث إن ملفات الرعاية الصحية كثيرة جدا ومتشعبة.. هناك الصحة الأساسية والصحة الوقائية والعلاجية إضافة إلى ملف السكان.. هناك دول كثيرة قامت بفصل الصحة العامة عن الصحة العلاجية.. الصحة العامة تشمل الرعاية الصحية الأساسية فى الوحدات الريفية ومكاتب الصحة وتشمل خدمات الطفولة والأمومة والصحة المدرسية والتوعية الصحية والأنشطة الوقائية وخدمات تنظيم الأسرة وغيرها.. هذه الملفات قد تحتاج إلى وزارة مستقلة تحت مسمى «وزارة الصحة العامة».. وهى لا تتعامل مع المرضى إنما تتعامل مع الأصحاء من أجل حمايتهم من أن يصبحوا مرضى.. وبالتالى فهى تخفف العبء عن الشق العلاجى للخدمات الصحية بكل أبعاده من عيادات ومراكز ومستشفيات وأدوية وأشعة ومعامل ومنظومة التأمين الصحى.. والخدمات العلاجية .. والتى دائما تكون مقياسا لأداء وزير الصحة.. فهى تستوجب أن يكون لها وزارتها المستقلة بمسمى «وزارة الصحة العلاجية»..
د. ممدوح محمد وهبه
رابط دائم: