رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

لا تحملى نفسك فوق طاقتها
فن العناية بالذات

سالى حسن
فن العناية بالذات - المرأة - أسرة

«خلى بالك من نفسك» أصبحت عبارة تردد كثيرا فى معظم البيوت المصرية مع نهاية كل لقاء أو محادثة تليفونية أو عند الخروج من المنزل للعمل أو الدراسة, وأحيانا لإنهاء بعض العلاقات نقولها دون وعى وكأنها عادة أو لازمة كلامية اعتدنا عليها فقط لا غير، ويكون الدافع وراء ترديدها هو إظهار الاهتمام والحرص على شئون الطرف الآخر وخوفا عليه أو لشعورنا بالمسئولية تجاهه ليتوخى الحذر، وبالرغم من كثرة ترديدها إلا أن قليلين يعرفون كيف يعتنون بانفسهم.

وهذا ما تؤكده مريم عثمان الاستشارى الأسرى والتربوى فلابد أن نعلم أن علاقتنا مع أنفسنا هى أهم علاقة يجب أن نحرص عليها وأن ما يحدث لنا ما هو إلا انعكاس لما يدور بداخلنا من حوار أو صورة ذاتية أو معتقدات، والشخص الذى لا يتقبل نفسه لا يتقبل الآخرين والذى لا يحب نفسه لا يحب الآخرين والذى لا يثق بنفسه لا يثق فى الآخرين فكيف سنتقبل أنفسنا ونحن نحاول جاهدين إخفاء ما بداخلنا من صراعات وعيوب واحتياجات ورغبات، وكيف نحقق غايتنا بأن يرانا الآخرون ونحن لا نريد أن يلاحظ وجودنا أحد وكيف نحب أنفسنا ونحن لا نعلم عنها شئ، ولكى نتقبل شيئا علينا أن نراه بوضوح لكى نفهمه ولكى نحافظ على شىء ونهتم به علينا أن نعرف قيمته الحقيقية، فالمعنى الحقيقى للاعتناء أو الحفاظ على الشىء هو معرفة قيمته الحقيقية و تقديرها.

فإذا أردنا حقا أن نطبق ما نسمع مرارا وتكرارا عن تقبل وحب الذات فعلينا أن نعرف قيمة أنفسنا وطبيعتها وكذلك أعطاؤها حقها، فنحن لا نعير الجانب النفسى الكثير من الاهتمام ولا نعلم عنه شيئا فنصطدم به عند حدوث أى مثير خارجى ونكتشف أشياء عن أنفسنا لا نعلمها فهذا الجهل يعتبر سببا أساسيا لجلد الذات وتحقيرها ومن ثم انعدام الثقة بالنفس، والوعى الذاتى يأتى من مراقبة الأفكار والمشاعر والأفعال التى نقوم بها و المترتبة على ما نفكر به ونشعر به ومعرفة من نكون وماذا نريد؟ وعدم تجاهل رغباتنا وإدراك احتياجاتنا فهذه أول خطوة للإعتناء بالذات والنفس البشرية تحتاج إلى ترويض وتمرين ولكى نطوعها علينا أن نعطى المساحة الكافية للكشف عن هويتها بضعفها وقوتها فى حزنها وفرحها فكل ذلك يتطلب عطاء خاصا كإعطاء الوقت الكافى للبحث و التعرف على ذواتنا وبذل المجهود النفسى والشجاعة لإظهار مخاوفنا وضعفنا بدلا من الأقنعة المزيفة التى نتزين بها لحماية أنفسنا و البحث لإيجاد حلول وفرص من خلال التجارب الحقيقية التى نمر بها وملاحظة ما يحدث فى الداخل والخارج.

و لتلبية ما تمليه علينا أنفسنا وأخذ ما نريد لابد أن نبادر بالعطاء

وعليك أن تبدأ من حيث أنت الآن وليس بما تتمنى أن تكون، وتتعلم من أخطائك لترى الصورة الكاملة بوضوح وقم بتعريف كل ما هو زائف واجعل الكل يراك فأنت تستحق ذلك وكافئ نفسك على شجاعتها و تعلم كيف تساعد وتعين نفسك فى هذه الأيام بدلا من الدخول فى صراعات لن تعود عليك إلا بالضرر وتدمير ذاتك الحقيقية و خلق نفس متمردة طماعة لا ترضى بشىء.

وتنصح مريم عثمان بالحرص على التوازن فى حياتك بإعطاء وقت للانشطة المختلفة التى تساعدك على تحقيق جملة «خلى بالك من نفسك» ومنها قضاء وقت مع الأحبة وإعطاء وقت خاص للروحانيات مثل الصلاة والذكر والتأمل وانشطة اخرى نحبها ولكن ليس لدينا وقت كاف لممارستها كالهوايات والممارسة الصحيحة لتمارين التنفس والإنصات الحقيقى للجسم وضرورة عمل قائمة بالأشياء التى تسعدنا مع محاولة إظهار المشاعر الحقيقية فى المواقف الحياتية دون مبررات ومحاولة تمرير الأفكار السلبية

وتحدد داليا نبيل استشارى الصحة النفسية عدة نقاط تساعدك على الاهتمام بنفسك منها: «شيلى على قدك» حتى لا يصبح فيما بعد حقا مكتسبا ولن يقدر أحد ذلك وستلامين فيما بعد.

«لا تستخسرى فى نفسك» فافعلى ما يسعدك ما دام لا يضر أحد واشترى ما ترغبين فى اقتنائه ما دام فى مقدرتك وإذا لم يكن فى مقدرتك ابحثى عن بديل فمثلا إذا كنت ترغبين فى اقتناء خاتم من الذهب يمكنك استبداله بآخر من الفضة أو الإكسسوار.

«اعرفى قيمة نفسك» فالطريقة التى تصدرينها للناس هى الطريقة التى سيعاملونك بها ولو تقديرك لنفسك منخفضا فستكون طريقتهم فى معاملتك غير مرضية لك ويزيد تماديهم فى هذه المعاملة، وستكونين انت الخاسرة.

ادفعى الظلم عن نفسك: وإذا شخص ظلمك أو عاملك بطريقة سيئة وأنت ترين أنه يمكنك فعل الاحسن دون أن تضرى أحدا فلا تتنازلى عن حقك.

كونى لطيفة مع نفسك وتعاملى معها كأنها ابنتك المدللة فإذا اساء لها أحد فلا تسمحى له بذلك.

حافظى على صحتك ولا تستسلمى للإحساس بالألم فلو كنت بحاجة لطبيب اذهبى على الفور ولا تؤجلى لفرصة مناسبة.

اهتمى بشكلك ووزنك وبجمالك وحافظى لنفسك على روتين يومى وضعى فى اعتبارك ماذا تحبين وماذا تحتاجين وما يسعدك فبأشياء بسيطة روتينية تصلين للغرض مثل تنظيف البشرة واستخدام الكريمات المناسبة والأقنعة المنزلية والتعرض للشمس كل ذلك وغيره يساعدك على المحافظة على صحتك من خلال الروتين اليومى .

خصصى وقتا لنفسك مع أصدقائك فالصحبة الحلوة تعطى دفعة إيجابية وابحثى عمن يقول لك كلاما ايجابيا عن نفسك ويحببك إلى نفسك ومن يشكر ولا يتملق. وأخيرا «التالتة تابتة » فلا تسامحى أكثر من ثلاث مرات ولا تتصلى بشخص أكثر من ثلاث مرات فإذا لم يرد الاتصال لا تكرريه فالإهمال وعدم التقدير غير مقبول من أى شخص.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق