رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

‎الفريق «الإسكندنافى‫»‬ يرفض الخضوع

‎شريف سمير
لقاح كورونا

‎ظن العالم أن فيروس كورونا «‬زائر ثقيل‫»‬ ولكنه لن يمكث كثيرا، ومصيره الانصراف خلال أسابيع قليلة من الإغلاق الشامل كظرف مؤقت. وشيئا فشيئا صارت الأسابيع شهورا، وتحور الفيروس الضئيل إلى موجات. فكان لابد من التعايش مع ‫«الضيف الدائم‫».‬

‎واتخذت الدول الإسكندنافية القرار الجرىء مؤخرا بفتح أبواب العمل والرزق، واستئناف الرحلة اليومية بقليل من القيود، وكثير من الاحتراز. وعلى رأس هذه الدول تصدرت الدنمارك القائمة، كأول دولة عضو فى الاتحاد الأوروبى، ترفع جميع القيود المفروضة على «كوفيد ١٩‫‬»، فى تحد لارتفاع حالات الإصابة بالمتغير الجديد ‫«‬أوميكرون‫»‬.

وذكرت صحيفة ‫«‬ذا لوكال‫»‬ الدنماركية، أن المعسكر الإسكندنافى تخلى عن تصنيف ‫«كورونا‫»‬ كـ «مرض خطير اجتماعيا‫».‬ وتخلصت الشعوب البيضاء من ارتداء أقنعة الوجه وبطاقات التطعيم كورونا، وصولا إلى رفع الحظر عن التجمعات الداخلية، وعودة المطاعم والحانات إلى ساعات العمل المعتادة. ‎وانخرطت الدنمارك فى طوابير ‫«‬جرعات الوقاية‫»‬ لاحتواء آلاف المصابين بالفيروس، حيث تلقى أكثر من ٦٠ ٪ من الدنماركيين جرعة ثالثة، مقارنة بمتوسط الاتحاد الأوروبى الذى يقل قليلًا عن ٤٥٪. واعتبروا أن أوميكرون ليس مرضًا خطيرًا، ومن المعقول رفع القيود، ومن المتوقع أيضًا أن يؤدى انتشار المتغير على نطاق أوسع إلى مناعة أكثر قوة وطويلة الأمد، مما يساعد البلاد على درء موجات المستقبل، على حد تأكيد المتخصصين بالدنمارك‫.‬

‎وتوصى هيئة الصحة الدنماركية حاليا بتقليص حالات العزل، وتعليق عمليات الأغلاق بـ ‫«حذر‫»‬.

‎وكان للسويد موقف مغاير نوعا ما باتباع الأساليب الطبية لحماية المسنين فوق الـ ٨٠ عاما، والأشخاص الذين يخضعون لرعاية طبية منزلية، فناشدت السلطات فى ستكهولم إعطاء جرعة رابعة من اللقاح المضاد لكورونا، لاسيما أن السويد من الدول المتميزة بأنها الأقل تدخلا فى مواجهة المرض، إذ أنها لم تفرض إغلاقا ولم تعلق أعمالا، وراهنت بالدرجة القصوى على وعى شعبها والمسئولية الفردية فى تقويض الوباء ومحاصرة انتشاره، مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى، التى استنزفتها الجائحة‫.‬ ‎وتجرأت سويسرا للسير فى نفس الاتجاه، فاقترحت الحكومة رفع معظم قيود كورونا فى البلاد، ومنها رفع الحجر الصحى، بل أيضا إلغاء «شهادات كورونا‫»‬. ‎وانضمت النرويج بقوة وحماس لفريق المتمردين على كورونا، ورفعت جميع القيود على مظاهر الحياة، بعد أن صنفت المرض ‫«‬فيروسا موسميا‫»‬ ‎مماثلا للإنفلونزا.

وقالت رئيسة الوزراء النرويجية السابقة إرنا سولبرج: «مرّ ٥٦١ يومًا منذ أن فرضنا أشد الإجراءات الاحترازية لمواجهة الجائحة، وآن لنا أن نعود طبيعيين‫»‬، ورغم تحذيرها بأن المحنة لم تنته بعد، إلا أنها استطردت بأن الفيروس سيؤثر على بقية حياتنا، إما للأفضل أو للأسوأ، ولن يكون الانتصار بالهروب أو الاستسلام لفلسفة العزل‫».‬

‎وحتى الآن، تلقى حوالى ٧٦ ٪ من النرويجيين جرعة واحدة على الأقل من لقاح كورونا، فيما جرى تطعيم ٦٧ ٪ بجرعتى اللقاح بالكامل، وفقًا لمعهد الصحة العامة‫.‬

‎وكان لابد وأن تتناول خطوط الطيران «حبوب الشجاعة‫»‬، لتكسر حاجز الخوف، وتقرر ٤ شركات طيران إسكندنافية إلغاء شرط استخدام الكمامات على المسافرين على متن رحلاتها بين الدنمارك والنرويج والسويد‫.‬

‎ هذا هو خيار الدول الإسكندنافية المغامر لتحجيم خطورة «‬كورونا‫»‬، ورفض الخضوع لموجاته وتحوراته الخبيثة. وكان الرهان على وعى الشعوب ونظافة سلوكها والتزامها الصحى . وتلك الرسالة العملية دعوة صريحة لمن يريد الاقتداء، وتعلُّم كيفية ترويض جواد ‫«‬كورونا‫»‬ الجامح‫.‬

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق