رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«نجوم الظهر» تجربة جديدة على مسرح «سنبل»
محمـد صـبحى: فى الفن.. أعشق السباحة ضـد التيار

أمل سرور
محمـد صـبحى

يعشق «محمد صبحى» دائما أن يقدم نفسه كفارس يمتطى جواده بثبات متحدياً كل الطرق الشديدة الوعورة لينجح بجدارة فى ان يعبر كل الحواجز التى تلاقيه طوال الطريق ليصل إلى «سكة السلامة»، روميو الذى تفانى فى حب «جولييت» وتغزل فيها «غزل بنات» الكون بأكمله، «الجوكر» الذى قالها صراحة وبالعربى الفصيح ان «كارمن» لن تحتمل ديكتاتورية «ماما أمريكا» وأن «ملح الأرض» سينتفض ويثور على «تخاريف» خيبتنا، وها هو «البغبغان» يضحك ساخراً مردداً «انتهى الدرس ياغبى».

على بيه مظهر الذى حلم بالمليون فتجاوزه سنبل فى رحلته التى غرس فيها بذور الفنون والزهور استاذ المسرح ليس المصرى فحسب بل العربى أيضاً، الفنان محمد صبحى الذى يقدم «فى عز الظهر» مسرحيته الجديدة فى ظل تراجع ملحوظ للمسرح فى الفترة الحالية.







من أين أبدأ وكيف تكون نقطة الانطلاق؟

سؤال حاصرنى طوال الطريق إلى مدينة سنبل للزهور والفنون التى تحتضن حلم الأستاذ الذى كرس كل ما يملك بل سخر نفسه من أجل تحقيقه، لا أعرف لماذا أحسست بأن قدمىَّ ستحطان على أرض المدينة الفاضلة التى راودت مخيلتى منذ الطفولة، تلك التى اختار لها محمد صبحى الطريق الصحراوى ما بين القاهرة والإسكندرية عند الكيلو 54 وكأنها رسالة يدعو البشر من خلالها للخروج من المدن الكبيرة وتحديداً العاصمة من أجل اقتحام الصحراء ليقول إن حل مشكلة مصر السكانية والزراعية والاقتصادية تكمن فى التوسع نحو تلك الكتلة الصفراء المهدرة من مساحة وطننا.

صورة صبحى ُمرحباً بجمهوره الذى يقدسه تعلن وصولى إلى مدينته حيث موعد اللقاء، حالة من الصمت والتأمل والانبهار تنتابك منذ اللحظة الأولى التى تطأ فيها قدماك أرض ذلك الصرح الثقافى التنويرى الضخم الذى لا يشمل مسرحاً فحسب بل مدينة متكاملة تحتضن بلاتوهات للتصوير، ومنتجعا سياحيا، ومتحفا يوثق للفن فى مصر من عام 1840 حتى اليوم.

«نجوم الظهر» كانت نقطة البداية فى الحديث مع الفنان محمد صبحى عندما تكلم بحماس وحب شديدين عن تلك التجربة التى قال إنها المسرحية الرابعة فى مهرجان المسرح للجميع الثانى، الأول قدمنا فيه لعبة الست وكارمن وسكة السلامة، ومنذ عام 2017 قدمنا النسخة الثانية من المهرجان والتى تضمنت غزل البنات ثم خيبتنا ثم النحلة والدبور، ونقدم الآن نجوم الظهر التى تتحدث عن الموهوبين فى كل المجالات خاصة الفن، أقدم من خلال هذا العمل، 14موهبة فى التمثيل والعزف والغناء يتلقون تدريباتهم مجاناً منذ 3 سنوات فى فرقة ستوديو الممثل.

يقودنى حديثك عن الفترة الزمنية التى نمر بها إلى أن أسألك لكننا لانعرفهم «أين المسرح»؟

علينا أن نعترف بأن هناك حالة من حالات الارتباك فى الحراك الثقافى عامة ليس فى مصر فحسب بل فى المنطقة العربية والعالم بأسره ايضاً، وقد يعود هذا لما مررنا به من ظروف الجائحة ولكن أيضاً حالة الانهيار التى نعيشها فى القيم والمبادئ الراسخة، ولا يمكن ان ننكر وجود خلل فى الانتاج والقنوات.

وهذا ما يجعلنى أقول بحزن وأسف إننا بسبب كل ما سبق على مقربة من أن نمشى فى جنازة المسرح، ويكفى ان اقول إن حركة الفن فى مصر كانت تعتمد على قامات واعية وحركة نقدية حقيقية مرعبة، لكى تعود لنا الريادة فهذا أمر فى غاية فى الصعوبة لكنه ليس مستحيلاً، للأسف الأجيال الجديدة أصابها التشوه بنجاح لا نظير له، وكيف لا يحدث هذا وهم يسمعون الابتذال فى الاغانى التافهة التى لا تخاطب وجداناً ولا تقدم صورة سمعية او بصرية، احنا 110 ملايين على الأقل 60 مليونا منهم شباب لم يتعودوا على سوما ومسرحيات لطفى الخولى وميخائيل رومان وصلاح عبدالصبور بل لا يعرفونهم أساساً، فأصبح من الصعب حتى أن نقنعهم بأن يسمعوا اللى شبه سوما وحليم واسمهان، كل هذا يأتى مع اختفاء الإعلام والكتاب الورقى ليحل محله التريندات والسوشيال ميديا.

عشت الزمن الذهبى ورأيت بعينيك حالة الانحدار التى أصابت المسرح وهو عالمك وعلى الرغم من كل الظروف فإنك مازلت تتحدى وتصمم على عرض أعمال مسرحية فى قلب الصحراء؟

قاطعنى مبتسماً: الذين وصلوا إلى عمرى وارد بل ضرورى جدا ان يكون لديهم حنين للماضى من عام 2000 بدأت التغيرات حيث لم يعد الفن يحمل رسالة اللهم إلا القليل الذى ما زال متمسكاً بمبادئ وقيم الفن، ومازلت مصمما ان أمشى بمركبى سليماً ومازلت وسأظل اعرف بوصلتى، وأعترف بأننى أمارس ما يوصف بالسباحة ضد التيار ولكنها سباحة ممتعة.

قاطعته: ولكنك أمام جمهور..

لم أكمل سؤالى ليعلو صوت صبحى قائلاً بثبات: ما يقال عنه إنه تافه ويحب الاسفاف ليس صحيحاً، لأن الواقع يقول بصوت عال إننا لدينا جمهور اسمه «حزب الكنبة» مثل ايام الثورة وهؤلاء اكثر من الملايين اللى نزلت فى التحرير ولكنهم فضلوا البيت والكنبة، وفى الفن الجيد يوجد ما اطلق عليه «جمهور الكنبة» ذلك الذى لا يريد النزول من أجل الفرجة على اعمال تافهة، وما ان يشم رائحة عمل متميز ومحترم تجدينه يحتل المقاعد ليكون المسرح كومبليه، إذن هذا هو المحك الذى تكتشفين من خلاله ان هناك قاعدة جماهيرية واسعة تعيش على أمل تقديم فن جيد ومحترم.

كثيرون يصفونك بأنك فنان بدرجة سياسى وربما سياسى بدرجة فنان؟

لست سياسياً، لم ولن أكون. ولكننى أحمل هموم الأمة العربية وهموم وطنى، وأيضاً تلك الأيام التى لم أعشها وهو ما يطلق عليه «المستقبل»، الموت لحظة، قد نشعر به قبله بثوان أو دقائق أو أيام، وأتمنى أن أشعر فى هذه اللحظات بأننى قمت بواجبى أو حققت شيئا.

إذن كيف تقرأ سطور مايدور حولنا عربياً وعالمياً؟

أقول باختصار شديد ودون الدخول فى تفاصيل كثيرة نحفظها عن ظهر قلب، إن أمريكا مازالت تلعب دور الشرير التقليدى فى السينما، الذى يكون مبتسما ويصفق ويتمنى الحظ للآخر، وهو من داخله يتمنى سقوطه، وهم أيضا المهندسون الذين يتولون إسقاط الدول العربية وتقسيمها الفلسطينيون ليس أمامهم بديل لمواجهة ما ينتظرهم سوى المصالحة والمقاومة، لا يمكن أن تتغير الشعوب بسهولة ولن تفلح المحاولات الهزيلة فى أن تُنسى العرب بأن إسرائيل هى العدو الأول، السيسى رجل المهمات الصعبة، وهو دوماً على موعد مع القدر، لم ينقذ مصر فحسب بل المنطقة العربية بأكملها، يسير كالقطار رغم وجود معطلات كثيرة حوله، وأتمنى استكمال مشاريعه وإيجاد فرص ليتنفس بها ومن خلالها أغلبية الشعب المصرى.

هل يمكن أن نرى «جدو ونيس» فى جزء جديد؟

بلا تردد: لن اقدم ونيس مرة أخرى لأسباب عديدة أهمها أن كل الرموز رحلوا جميل راتب، سعاد نصر، زوزو نبيل، خليل مرسى، محمود ابو زيد، شعبان حسين، نادية عزت، ثم إن أولادى تغيروا مهنيا وانسانيا، لذا من الخبل أن اقدم ونيس، ثم إننى أكملت الاجزاء لرغبة منى فى تكريم سعاد لأنها قوة ونيس وحاضره، رفض الزواج مرة أخرى وتفرغ للاهتمام بأولاده واحفاده.

رابط دائم: 
كلمات البحث:
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق