الدواء

أطفأ نور غرفته وتوجه إلى سريره يستلقى عليه بعد أن انتهى من مراجعة هاتفه.

وأثناء ذلك انتبه إلى صفحة تحمل اسمها، أنها هى.. نعم هى..

دقائق ودخلت عليه زوجته: محتاج

أى حاجة يا حج؟

تظاهر بعدم سماعها وتصنع الاستغراق فى النوم.

عاد بالذاكرة إلى الوراء لأكثر من ثلاثين عاما

ومرت الذكرى كشريط سينمائى أمام عينه.

ورأى نفسه يجلس بجانبها فى القطار ثم نزولهما وركوبهما سيارة الجامعة دون كلام حتى لا يعلم الزملاء ما بينهم من إعجاب وحب. يختلس دقائق ليحدثها دون أن يراهما أحد.

تذكر كيف أنهى دراسته والتحق بالجيش وعملت هى فى إحدى المدارس ببلدتهم

ولم يكن لديه ما يكفى لخطبتها.

تزوجت غيره وتفرقا بلا عودة، لكن لم ينس أبدا حبها.

تذكر كيف أصبح أبا لأربعة من الشباب.

ابتسم عندما تذكر ملامحها التى

لم تفارقه.

اعتدل فى جلسته وفكر أن يرسل لها طلب صداقة فسمع زوجته تقول: لا تنسى دواء الضغط والقلب والسكر يا حج.

على حين علا صوت أم كلثوم وهى تغنى

«جددت حبك ليه».