رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الـ«ناتو».. شرطى بلا بندقية

شريف سمير
حلف شمال الأطلسي - الناتو

إيماناً بالمثل الأوكرانى القديم»إذا لم يكن لديك مال، فليكن عندك أصدقاء»، تعلقت القيادة السياسية فى كييف بأهداب حلف شمال الأطلنطى الـ«ناتو»، وقررت الاستعانة والاستقواء بسواعد الكتلة الأوروبية ضد«الأخطبوط» الروسى الذى تنشط «أذرع الغزو» فى أطرافه ليجدد ذكريات «القرم»المؤلمة فى 2014.

وإذا كان الناتو لايجرؤ على المغامرة بالقتال المباشر أمام السلاح الروسى المتفوق، فقد اكتفى الحلف وأعضاؤه إزاء تهديدات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بالتصعيد العسكرى بمساندة أوكرانيا وتعزيز قواتها بالمعدات وأدوات المواجهة المطلوبة أداءً لوظيفة ودور «الصديق المخلص»، وتجنبا للتورط الصريح فى حرب جديدة باهظة التكاليف والفواتير أمنيا واقتصاديا.

وهذا ما يبرر تصريحات أمين عام الناتو ،ينس ستولتنبرج، التى نفى فيها أى خطط لنشر قوات قتالية فى أوكرانيا بعد أن حشدت روسيا قواتها بالقرب من حدود كييف، وقال فى حوار تليفزيونى لـ «بى بى سى»أنهم يركزون فقط على تقديم الدعم، لتعبر هذه الكلمات عن أجندة الناتو فى الاعتماد الكامل على «المهمة الأمريكية» فى التصدى لأى عدوان روسى محتمل مع إرسال ٣ آلاف جندى إلى حدود بولندا، و٨٥٠٠ آخرين على أهبة الاستعداد قرب كييف.

وبالفعل، تحركت آلة «الصديق الأوروبى» لتغرق الجيش الأوكرانى بالأسلحة الهجومية فى معظمها، خاصة أنظمة الصواريخ الأمريكية المضادة للدبابات «جافلين»، وأكثر من ٦٥٠ طنا من الأسلحة والمعدات العسكرية بينها بنادق قنص وذخيرة ومحطات رادار مضادة ومعدات اتصالات. وسلمت بريطانيا حوالى ٢٢٠٠ قذيفة مضادة للدبابات، فيما أعلنت ليتوانيا ولاتفيا تزويد أوكرانيا بصواريخ «ستينجر» أمريكية الصنع، وتضامنت بولندا بدورها بإمداد جارتها بعشرات الآلاف من قذائف المدفعية وأنظمة دفاع جوى محمولة وقذائف الهاون الخفيفة وطائرات الاستطلاع بدون طيار فضلا عن أسلحة دفاعية أخرى، وغيرها من الامدادات من دول الحلف.

فمنذ أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية قبل ٨ أعوام، أطلق الـ«ناتو» عدة مشروعات لدعم بناء قدرات أوكرانيا فى المجالات الرئيسية، بما فى ذلك الدفاع الإلكترونى واللوجيستيات وتحديث القيادة والسيطرة. واضطر بذلك إلى إقرار أكبر زيادة فى ميزانية الدفاع الجماعى منذ نهاية الحرب الباردة. ودلالة هذا الاتجاه تكمن فى أن الحلف ينأى بنفسه عن التدخل العسكرى الصريح فى معركة خاسرة ضد عدو شرس ومتمرس كروسيا على الأراضى الأوكرانية، وكل ما يمكن تقديمه هو توفير الإمكانات اللازمة ليخوض أبناء «الثورة البرتقالية» معركتهم دون غيرهم.

ولكى يقطع الـ«ناتو» الطريق على أى إجراء عسكرى، انخرط رؤساء أركان جيوش الدول الأعضاء فى الحلف فى مؤتمرات افتراضية لبحث تطورات الأزمة الأوكرانية مع روسيا، والدخول فى ماراثون مفاوضات سياسية ومسارات دبلوماسية أملا فى أن تفضى إلى صيغة تفاهم مرضية وتُنهى حالة الاحتقان.

وفى الأيام الماضية، أجرى الغرب وموسكو محادثات مكثفة لتسوية النزاع حول أوكرانيا، ودراسة الضمانات الأمنية التى تطلبها روسيا من الولايات المتحدة، لعدم توسع الـ«ناتو» شرقا. إلا أن هذه المحادثات لم تسفر عن انفراجة كبرى، لتتصاعد معركة تكسير العظام بين «التهديدات» الروسية و«العقوبات»الأمريكية والأوروبية لنعود إلى نقطة الصفر ونفس دائرة الخطر.

ولايملك الـ «ناتو» إلا بندقية فارغة الطلقات يمنحها للصديق الأوكرانى فى محنته الجديدة. ويضع أسلحة الدول الأعضاء تحت طاعة القيادة الأمريكية لحراسة ما تبقى من الكبرياء العسكرى المفقود. أما أولاد كييف فعليهم أن يقتدوا بحكمة أجدادهم حينما قالوا «تصادق مع الذئاب على أن تكون فأسك مستعدة».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق