مهنتى صياد
وأغنيتى للبحر
حفظتها من أبي..،
جروحى كثيرة
لكنها تتناثر فى كل الشوارع
فتأتى إليها النوارس
كأنها شجر
تغنى وترقص
فيلتفت المارة _ بشغف _
إلى السماء
وتغوص صنارتى بعمق الماء
فيأتى صدف ومحار
أحجار وتعويذة
من زمن قديم
أوراق من أشعار المتنبي
ومئذنة
من مسجد أموي
وشال امرأة
من ((غرناطة))
وغناء جنوبيين
ابتسموا يوما
فى ((معبد آمون))
الطعم الذى أستخدمه ــ دائمًا ــ
بقايا من حنطة الأسلاف
ورمال البدو الرحل
وحصي
من مبنى غارب
للميناء الشرقي
مهنتى صياد
أراهن على لحظة دفء
فى شتاء عاصف
على نسمة
تزين (الفصول الأربعة)
ماهر فى الحب
رغم الخسارات الكثيرة
فى جيبى دائًماً
خصلة شعر
من امرأة
لها سحر يمامة
تخترق الليل بحثا عن هواء نقي
وعلى ذراعى وشم لسنبلة
من حقل أبي
>>>
جيرانى يتعجبون
من كثرة محصول الصيد
حين أعود ــ كل مساء ــ
مترعا بالضحكات
وما عرفوا أن الأسماك
تتقافز فرحا
حين تترامى الشباك
فى حضن الموج
>>>
أنا عاشق الهواء البحري
مدينتى غوايتي
ورايتى تعانق كل سفينة
على الشاطئ
أجالس «الإسكندر»
فى الظهيرة
فى مقهى شعبي
نتبادل المواقع - كل يوم -
مرة يحمل جراب الحكايات
ومرة أحمل سيف الفتوحات
تجمعنا أشعار (( كفافيس ))
ونختلف على ((رباعيات داريل))
وتتوحد نظرتنا
حين نرى البنت السمراء
وهى تخطو ــ بعد العصر ــ
فى لهفة
مسرعة إلى موعد غرامي
مهنتى صياد
وفى خانة الروح من بطاقتى الشخصية
مكتوب بحروف
أقرب ما تكون إلى العشب
اسم واحد
هو: ((الإسكندرية))
رابط دائم: