و«بداية ونهاية»
يتصل الفن السابع "السينما" مع الفن التشكيلى بمجموعة من الروابط منها، مثلا، أنه لا يمكن أن يكون هناك فيلم متكامل ما لم يحمل رؤية تشكيلية صحيحة. هذا بالطبع ما قد تفقده بعض الأعمال السينمائية حاليا. وكذلك بعض المدارس الفنية التى توظف فنون السريالية والتعبيرية والواقعية والرمزية. فقد يغيب معها انعكاس الواقع السياسى والاقتصادى والاجتماعى السائد، وقدرة الفنان على التعبير عن محيطه ومجتمعه. ومن هنا جاء معرض "المشهد" تأكيدا على وحدة الفنون وترابطها.
فى مشروعها الفنى الممتد منذ عام 2018، تقدم لنا الفنانة "سالى الزيني" ارتباطا جديدا بين الفن التشكيلى والسينما والأدب، من خلال معرضها المبهج "المشهد". وتشير سالى إلى أن جزءًا من هذا المشروع، تم توثيقه نظرياً وتقييمه أكاديميا بكلية الفنون الجميلة ويتناول "أدب الستينيات" وتأثيره فى السينما الروائية المصرية.
ولأن المشروع الفنى يقوم على استلهام الموروث الشعبى لعشقها وارتباطها بحب كل ما هو قديم، فقد قدمت قراءة بصرية وطرحا تشكيليا خاصا بالمشهد السينمائى الأعلى أو الـ"ماستر سين" لمجموعة من الأفلام المصرية الكلاسيكية بمعطياته ومفرداته، أوبتوليفة خاصة من مجموعة من المشاهد المؤثرة بالفيلم. وذلك بعد إضافة انطباعاتها الخاصة حول تلك المشاهد، والتى تختلف فى معالجتها عن الشكل المباشر للمشهد السينمائى الأصلى ودمجته بالرسوم الفارسية وبخاصة "المنمنمات" وبعناصر الزهور والطيور التى تميزها. ومزجت فيها بين الكولاج والتصوير والكتابات الخطية والوسائط المتعددة أهمها الأكريليك والألوان المائية والأقلام.
أول لوحاتها كانت عن فيلم " القاهرة ٣٠" لنجيب محفوظ، ثم انتقلت إلى العمل بحرية كاملة على مجموعة أفلام تعد من أعظم ما قدمت السينما المصرية ومثلتها فى مهرجانات سينمائية كبرى وقتها كما فى برلين وموسكو . قدمت سالى حوالى عشرين عملا فنيا منها "البوسطجي" المستوحى من رواية للأديب والمفكر الكبير يحيى حقى، و"بداية ونهاية" و"زقاق المدق" و"السمان والخريف" و"ميرامار" للأديب العظيم نجيب محفوظ. كما قدمت لوحات لأعمال "لا أنام " و"النظارة السوداء" و"أنا حرة" و"الوسادة الخالية" و"فى بيتنا رجل" و"لا تطفىء الشمس" و"أنف وثلاثة عيون" لإحسان عبدالقدوس. و"الزوجة الثانية" لأحمد رشدى صالح، و"رد قلبي" ليوسف السباعى، و"شيء من الخوف" لثروت أباظة، و"دعاء الكروان" لطه حسين .
والدكتورة سالى الزينى، الأستاذ مساعد بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، شاركت فى البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة 2005 ، كما شاركت فى العديد من المعارض الدولية فى إيطاليا واليونان ونيويورك ورومانيا وأرمينيا والهند، وحصلت على عدة جوائز منها الجائزة الكبرى "كليوباترا" لمراسم سيوة 2013.
-
يستمر"المشهد" فى استقبال زواره بجاليري" آرت هب"، محور الفنون بالشيخ زايد، حتى ١٢ فبراير الحالى .
رابط دائم: