رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مجنون القطن والصبار

البهاء حسين عدسة ــ بسام الزغبى

ككل اليتامي، اصطنع «مجدي» الملقب بـ «المجنون» لنفسه ظاهرا خشنا يحمى به باطنه الرخو. والحاصل أنه قاوم، كالصبار، لكنه عاش بلا أصدقاء. لكن الناس يخشون الشوك، غير أنهم لا يكلفون أنفسهم عناء البحث عما يختبيء تحته.


كان فى الثالثة من عمره حين مات والده تاجر القطن. من يومها توحد مجدى مع التنجيد، فكأن كل غرزة فى مخدة أو لحاف، يصنع بها تعويذة ضد الموت. هكذا راح يبقى أباه، بإبرة ، على قيد الحياة .


هو وإخوته الثمانية لم يذهبوا للمدارس. كان شارع المعز هو الجامعة المفتوحة التى تعلم فيها «مجدى المجنون» الدروس التى ما زال يحفظها.. لا أصحاب، لا هزل ، لا شيء غير حب آل البيت وحب الزمالك وحسن شحاتة والشيخ مصطفى إسماعيل ونصر الدين طوبار، وألا يترك حقه مهما كلفه الأمر، ثم الجلوس إلى أمه، خاصة حين كبرت وبدأت علة القلب تدهمها باستمرار.


حين سألته.. كيف قضيت عمرك «55 سنة» بلا صاحب ؟ أجاب برضا واقتناع: «عزوتى هو الله».

لم يشعر بالوحدة فعلا إلا حين ماتت أمه. ربما وجد فى بناته الثلاث العوض عن فقدها، لكن قلبه ظل يسمع دعاءها له "ربنا يكفيك شر خلقه" ، حتى وهى فى القبر. بسبب أمه حلم المجنون بالرسول .. رأى النور .


حين عمل بالقطن، فى سن السابعة، كان القنطار بـ50 جنيها، صار الآن بـ 7 آلاف، أما القطن الموجود فى السوق حالياً، فيقول المجنون إنه صناعى ملوث من بقايا أقمشة وخرق تقوم الورش فى منطقة العكرشة بأبى زعبل بتنظيفها بمية النار والكلور ثم تصنع منها المراتب. قالها مستغيثا، وما كان ليحجم عن الصراخ، دفاعًا عن القطن الذى يبدو كباطنه الأبيض.


رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق