يواجه مهرجان برلين السينمائى الدولى أزمة كبيرة نتيجة للكثير من القواعد التى تضعها الحكومة الألمانية والمهرجان نفسه حتى يعقد هذا العام بشكل حى بدلا من إقامة دورة افتراضية على الإنترنت كما حدث فى العام الماضى، إذ تؤمن إدارة المهرجان بأنه حدث فنى ليس ملكا لأحد، ويجب ألا تقتصر مشاهدة أفلامه على مجموعة من المتخصصين الذين يجلسون أمام موقع إلكترونى، ليشاهدوا الأفلام عن طريق حساب خاص، فى وقت تغيب فيه المشاركة العربية عن غالبية مسابقاته.
فى كلمته بالملف الصحفى للدورة الثانية والسبعين - المقرر عقدها فى الفترة من 10 إلى 20 فبراير المقبل - يشير المدير الفنى للمهرجان كارلو شاتريان إلى أن عام 2022 أتى بالكثير من التحديات، لكن مهرجانا بحجم «برلين» لابد أن يحافظ على دوره فى حماية هذه المساحة السينمائية المهددة بالاختفاء، وهى مشاهدة الأفلام فى الصالات، ومشاركة الآخرين فى التفاعل مع الأفلام، حتى لو تطلب ذلك تطبيق إجراءات صارمة بشكل حازم للحفاظ على صحة الحضور.
لكن الإجراءات التى تفرضها إدارة المهرجان أثارت الكثير من الجدل بين المشاركين والنقاد والصحفيين المتابعين له، خاصة مع إلزام الجميع بإجراء فحص سريع كل 24 ساعة حتى لو كان من الحاصلين على ثلاث جرعات من اللقاحات المعتمدة فى أوروبا؛ كى يُسمح لهم بالدخول إلى قاعات المهرجان، مما دفع البعض للتراجع عن قرار حضور هذه الدورة، تفاديا للدخول فى تعقيدات أو تحمل تكاليف باهظة فى حال الإصابة بالفيروس فى أثناء الحضور، والخضوع للحجر الصحى لفترات طويلة.

بيتر فون كانت
من جانب آخر يشير شاتريان إلى أن الأحداث التى مر بها العالم خلال العامين الماضيين قد أثرت على صناعة الأفلام، وهو ما ظهر بوضوح فى الأعمال المقدمة إذ أُنتج أغلبها خلال فترة انتشار الجائحة، ولجأ صناعها لتخفيض عدد العاملين فيها، واختيار قصص تدور أحداثها فى موقع تصوير واحد أو اثنين، كما أنه لم يُر من قبل هذا الكم من الأفلام التى تتناول قصص حب مختلفة إلا فى أعمال هذا العام، وهذا أيضا انعكاس لتأثير الجائحة على صناعة السينما.
ويشارك فى المهرجان 256 فيلما ما بين قصير وطويل ووثائقى، وينافس على جوائز المسابقة الرسمية 18 فيلما من 15 دولة فى انحاء العالم، 17 منها عرض عالمى أول، و11 لصناع أفلام شاركوا فى المهرجان من قبل، و5 حصلوا على دب برلين فى الدورات السابقة، وهم: هونج سانج سو من كوريا الجنوبية الحائز على جائزة الدب الفضى مرتين كأفضل مخرج فى 2020 وأفضل سيناريو فى 2021.
ويقدم هذا العام فيلم بعنوان «فيلم كاتبة الروايات»، وباولو تافيانى مخرج فيلم «وداعا ليونورا»، والحائز على «دب برلين الذهبى» عام 2012 عن فيلم «قيصر يجب أن يموت»، ومخرج فيلم الافتتاح «بيتر فون كانت» الفرنسى فرنسوا أوزون حائز «الدب الفضي» لجائزة لجنة التحكيم الكبرى عن فيلم «ببركة الرب» عام 2019، واندرياس دريسن مخرج فيلم «ربيا كورناز ضد جورج دبليو بوش» حائز «الدب الفضي» لجائزة لجنة التحكيم الكبرى عام 2002 عن فيلم «نصف درج»، وأورسلا مايير مخرجة فيلم «الخط» حائزة «دب برلين الفضى» عام 2012 عن فيلم «شقيقتى».

وداعا ليونورا
أما كارلا سيمون مخرجة فيلم «ألكاراس» فهى حائزة جائزة أفضل فيلم أول فى مهرجان برلين عام 2017 عن فيلمها «صيف 1993»، وريثى بانا مخرج فيلم «كل شيء سيكون على ما يرام»، وحائز جائزة أفضل فيلم وثائقى فى برلين عام 2020 بفيلم «Irradiés»، ومايكل كوش مخرج فيلم «قطعة من السماء» الذى كان من المختارين كأحد نجوم أوروبا الصاعدين عام 2004 ، وحصل على تنويه خاص عن فيلمه بولر فى عام 2009، وكاميلا اندينى مخرجة فيلم «نانا» حائزة الجائزة الكبرى فى مسابقة «جينيريشن كى بلس» عام 2018 عن فيلم «سيكالا نيسكالا»، ودينيس كوتى مخرج فيلم «صيف مثل هذا» حائز جائزة أفضل مخرج فى مسابقة إنكونترز أو لقاءات العام الماضى عن فيلم «النظافة الاجتماعية». وفى الوقت الذى تغيب فيه المشاركة العربية عن أغلب المسابقات، يشارك فى لجان التحكيم بعض صناع السينما العرب خاصة من المقيمين فى أوروبا أو دول أخرى، إذ تضم لجنة التحكيم الدولية الخاصة بالمسابقة الرسمية فى عضويتها كلا من: المخرج البرازيلى الجزائرى الأصل كريم عنيوز، والمنتج الفرنسى من أصل تونسى سعيد بن سعيد، والمخرجة وكاتبة السيناريو الألمانية من أصل جزائرى آنا زهرة بيراتشيد، فيما تشارك صانعة الأفلام ومهندسة الصوت اللبنانية رانا عيد فى عضوية لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية.
رابط دائم: