صوت الجماهير هو المتعة الحقيقية..الأغانى وعبارات التشجيع هى التى تبث الحماس فى نفوس اللاعبين.. «التقاليع» المجنونة التى يبتكرها مجاذيب الملاعب قد تكون سببا فى تحقيق الفوز، وقد تكون مصدر المتعة للجماهير التى تشاهد المباريات عبر شاشات التليفزيون.
اعتاد المتخصصون فى تحليل مباريات كرة القدم، على التقييم وفقا لأداء اللاعبين وخطط المدربين، لكنه يكون أيضا من خلال الأجواء الرائعة التى يصنعها الجمهور.
غابت الجماهير عن ملاعب كرة القدم لفترة ليست قليلة، بعد انتشار فيروس كورونا، فظهرت تلك الملاعب وكأنها جسد بلا روح، كأنها بيوت خاوية تسكنها الأشباح، لم يشعر اللاعبون بأى متعة فى غياب صوت الجماهير، حتى من يتابع المباريات عبر شاشات التليفزيون، كان يشعر بالملل من سماع أصوات اللاعبين بشكل واضح وهم يتحدثون إلى بعضهم البعض داخل الملعب.
تكتسب المباريات متعتها الحقيقية وأجواءها الحماسية من تفاعل الجمهور مع كل حركة يفعلها اللاعبون داخل الملعب، فترى أحدهم يزأر عندما يتمكن لاعب من قطع الكرة بطريقة جيدة، وعندما يسدد اللاعب كرة بعيدة عن المرمى فإننا نسمع الجمهور وهو يصدر صوتا وتعليقا يختلف تماما عن ذلك الصوت الذى يصدره عندما يسدد اللاعب كرة قوية تصطدم فى العارضة.
حاول البعض تعويض غياب الجماهير، بوضع أوراق ملونة على المدرجات لتظهر فى البث التليفزيونى وكأنها مملوءة عن أخرها.. لكن هذا الجمهور ليس مجرد صور يضعها مخرجو المباريات على المقاعد الخاوية، لكنه كيان يعطى المباريات مذاقا مختلفا ويخلق أجواء رائعة يصعب الاستغناء عنها أو محاكاتها.
رابط دائم: