وتنوعت أسبابها

تنشر أغلب المجلات والصحف العربية فى صفحات الحوادث والقضايا بعض جرائم القتل والنصب والاحتيال، وكأن مصر هى الدولة الوحيدة التى يحدث فيها مثل هذه الحوادث، لم أقرأ أبدا فى أى مجلة أو صحيفة مصرية عن جريمة حدثت فى دولة من الدول العربية، وأتذكر أننى عندما كنت أعمل فى إحدى الدول العربية كنت أكتب فى مجلة أسبوعية تخصص صفحتين لنشر بعض هذه الجرائم نقلا عن الصحف المصرية وحدث فى أثناء توجهى إلى إدارة المجلة لصرف مستحقاتى أن شاهدت فى الشارع أمام باب الإدارة أحد جيران مقر المجلة وكان فى حالة سكر وتشاجر مع زوجته فذبحها فى وسط الشارع أمام الناس، وحضرت سيارة الشرطة وسيارة الإسعاف ونقلوا الجثة إلى المستشفى وتم القبض على الزوج القاتل ومعه السكين أداة الجريمة، بالطبع توقعت أن تنشر المجلة وقائع تلك الجريمة بالصور خاصة أنها وقعت أمام مقرها وأمام أعين المحررين لكن خاب ظنى عندما نشروا كالعادة وقائع جريمة حدثت فى مصر، فالدوافع التى تؤدى إلى السلوك الإجرامى والانحراف تختلف من مجتمع إلى آخر حسب طبيعة الحياة فى كل مجتمع، ولا يمكن أن نخص بها دولة واحدة.. حتى علماء النفس اختلفوا فى دراساتهم وتحليلاتهم للجريمة وأحداثها وأسبابها، فمنهم من قال إنها مشكلة اجتماعية، ومنهم من قال إنها نفسية ومن قال إنها وراثية.. فالعوامل التى تؤدى إلى ارتكاب الجريمة ليست واحدة، وليست مصرية فقط، ولا يصح أن ننسبها إلى مجتمع واحد أو دولة واحدة خاصة أن أسباب الجريمة اختلفت وتنوعت نتيجة للتطورات الحاصلة فى كل المجالات، وعلى رأسها مواقع التواصل الاجتماعى التى غزت كل بيت.

سالم شعوير ـ البحيرة