-
بابادوبولوس : اختيار يعكس عمق العلاقات الثقافية بين القاهرة وأثينا
-
سوتاكيس يعرض «قيامة مايكل جاكسون» وينتظر الطبعة العربية لمعجزة التنفس
يترجم اختيار اليونان، ضيف شرف فى الدورة ٥٣ لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، الذى تنطلق فعالياته فى الفترة من 26 يناير إلى 7 فبراير، التقدير المصرى للثقافة اليونانية، ويعكس فى الوقت نفسه عمق العلاقات الثقافية الوثيقة، والتاريخية التى تربط بين مصر واليونان، وهو ما يتجلى أيضا فى مشاركة عدد من كبار الكتاب اليونانيين، للتأكيد على عمق وقوة تلك العلاقات فى كافة المجالات، إذ يجمع المعرض فى نسخته المقبلة، عددا من كتاب اليونان البارزين لتقديم أعمالهم للقراء المصريين، وإعطاء دفعة قوية فى تعزيز العلاقات بين البلدين.
ويتم تنظيم المشاركة اليونانية فى معرض الكتاب، من قبل المؤسسة الهيلينية للثقافة ووزارة الثقافة والرياضة اليونانية، بدعم من سفارة اليونان فى القاهرة، وقد تعاونت المؤسسة اليونانية للثقافة مع عدد من المؤسسات الثقافية والتعليمية مثل أرشيف مكتبة الإسكندرية، ومؤسسة أوناسيس، والمركز الثقافى اليونانى بالقاهرة، ومكتب تنسيق التعليم لشمال إفريقيا والشرق الأوسط، وكذلك الجالية اليونانية بكل من الإسكندرية والقاهرة.
من جانبه أكد خريستوس بابادوبولوس، مدير المركز الثقافى اليونانى بالقاهرة، أهمية اختيار اليونان كضيف شرف للمعرض فى دورته الجديدة، مشيرا الى أن هذا الاختيار، يعكس فى حقيقته، عمق العلاقات الثقافية التى تربط بين مصر واليونان، والتى تضرب بجذورها الى عمق التاريخ، وقال بابادوبولوس إن برنامج المشاركة اليونانية فى المعرض، سوف يشمل مناقشات حول العلاقات الثنائية الثقافية، والترجمة بين اليونان ومصر منذ العصور القديمة وحتى الأن، وكيف ساهم المترجمون اليونانيون فى انتشار الثقافة اليونانية فى مصر، بمشاركة مهمة من جانب شخصيات مصرية ويونانية.

بابادوبولوس مدير المركز الثقافى اليونانى
ويعد ديميتريس سوتاكيس، أحد أبرز الكتاب اليونانيين الذين سوف يشاركون فى فعاليات المعرض هذا العام، وهو من مواليد أثينا عام 1973 ونشرت له عشر روايات ومجموعة من القصص القصيرة، كما تم ترشيح كتبه للعديد من الجوائز الأدبية فى اليونان، ويصف سوتاكيس مشاركته فى فعاليات المعرض، بأنها «الفرصة الأفضل التى حصل عليها»، حيث أنها المرة الأولى التى ينشر له فيها كتاب له باللغة العربية.

> ديميتريس سوتاكيس
وهو بعنوان «قيامة مايكل جاكسون»، وهو عبارة عن رواية صدرت لأول مرة فى اليونان عام 2014 ، وتحكى عن اكتئاب المجتمع الحديث، والقلق الذى نتعامل معه جميعا فى العلاقات الإنسانية، والبحث المستمر عن السعادة، ويقول سوتاكيس لـ«الأهرام»: أنا متحمس للغاية لتلك الزيارة التى تعد الأولى الى مصر، وسعيد بفكرة التجول فى شوارع القاهرة، بقدر سعادتى بوجود ناشر مهم مثل دار «صفصافة» وسوف يتبع هذا الكتاب، كتاب آخر بعنوان «معجزة التنفس» تمت ترجمته بالفعل إلى أكثر من عشر لغات، وقد حصلت تلك الرواية على جائزة اثينا للأدب عام 2009، ورشحت للجائزة الاوربية للآداب، وكذلك جائزة جان مونيه فى فرنسا، وترجمت الى الفرنسية والإيطالية والعربية والصينية والهولندية والصربية.
لا يخفى سوتاكيس سعادته باختيار اليونان ضيف الشرف لهذا الحدث المهم، ويقول: مصر واليونان يملكان تراثا أدبيا هائلا، وتجمعهما روابط تاريخية وثقافية توحدهما عبر القرون، والمعرض سوف يمثل فرصة عظيمة، للقاء القراء المصريين والبدء فى بناء علاقة معهم ، وهذه نقطة حاسمة للغاية بالنسبة لى فى زيارتى الاولى للقاهرة، الى جانب زملائى أماندا ميشالوبولو، وليدا فارفاروسى، وألكسندر كيتروف وبيرسا كوموتسى، التى لم تخف هى الأخرى سعادتها بالعودة إلى مصر التى تعتبرها موطنها الثانى.
وتقول كوموتسي: الحقيقة أننى سوف أمثل كلا من اليونان ومصر فى فعاليات المعرض، بعدما كرست سنوات عديدة، للكتابة عن اليونان ومصر وملامح الحركة الأدبية فى البلدين، بهدف تعزيز العلاقات الثقافية بين القاهرة وأثينا لأكثر من ثلاثين عاما، من خلال الترجمة بشكل أساسى من العربية إلى اليونانية. على مدار أكثر من ثلاثين عاما، عكفت كوموتسى على ترجمة ما يقرب من 40 عملا عربيا إلى اليونانية ، الى جانب عدد من كتاباتها الخاصة، وتقول: «يسعدنى أن كتابى «أصوات الإسكندرية» تمت ترجمته للتو فى مصر، وسوف يعرض على الجمهور المصرى الذى يعرفنى بالفعل، من خلال كتبى «غرب النيل» و»نزهة مع نجيب محفوظ فى شوارع القاهرة» الذى أحبوه كثيرا، فضلا عن اشادات قراء كثيرين فى مصر، بترجماتى لروايات نجيب محفوظ، والعديد من الكتاب المصريين الآخرين، بما فى ذلك طه حسين، الذى قمت بترجمة روايته الشهيرة «دعاء الكروان».

بيرسا كوموتسى
ولدت كوموتسى بالقاهرة، وعاشت بها لفترة قبل أن تنتقل إلى اليونان فى عام 1983، وقامت بالتدريس فى السنوات القليلة الأولى فى التعليم الثانوى والعالى، وهى تعمل منذ عام 1993 فى الترجمة الأدبية، من العربية والإنجليزية إلى اليونانية.
وقد اشتهرت كوموتسى بترجماتها اليونانية لأربع عشرة رواية للأديب الكبير الراحل نجيب محفوظ، الى جانب عدد من دواوين الشعر العربى، وقد كرمت فى عام 2001 بحصولها على جائزة كفافيس، الى جانب تكريمها فى مصر مرتين، لمساهمتها فى الترويج للأدب المصرى والعربى بشكل عام، كما حصلت على وسام خاص من قسم الدراسات اليونانية واللاتينية بجامعة الأزهر، وفى عام ٢٠٢٠، ألهمت كوموتسى وشاركت فى تأسيس مركز الثقافة والأدب اليونانى والعربى الذى يستهدف تعزيز الحوار بين الثقافات وزيادة الوعى، وتنظيم لقاءات بين الشعراء والكتاب اليونانيين والعرب.
وهى أيضا عضوة فى الجمعية الدولية «أصدقاء مكتبة الإسكندرية». ومن أهم الأعمال التى ترجمتها من العربية إلى اليونانية رواية قصر الشوق وخان الخليلى وزقاق المدق وقصص ألف ليلة وليلة.
ومن المشاركات ايضا فى المعرض ليدا فارفاروسى والتى ولدت فى أثينا ودرست فى مدرسة فاكالو للفنون والتصميم، وعملت رسامة ومديرة فنية فى شركات إعلانية. ورسمت فارفاروسى 200 كتاب وكتبت 15 منهم. وفى السنوات الأخيرة ، سافرت مع رسوماتها لمدارس فى جميع أنحاء أوروبا من أجل حب الفن والأطفال والكتب.
واكدت ليدا لـ»الأهرام» أنها سعيدة بزيارتها المقبلة لمصر وقالت: «لقد كانت مصر حبى الكبير». وأضافت أن رسوماتها عبارة عن أداء يتضمن السرد والرسم والمحاكاة والغناء. وقالت إن تجربة سرد القصص من خلال الرسومات هى لغة جديدة يفهمها الجميع وأداء تفاعلى لأى عمر.
وأكدت انها تتعامل مع المدارس ورياض الأطفال والمكتبات والمهرجانات والمؤسسات من أجل تعزيز القراءة والفن بين الشباب فى اليونان وخارجها، مثل قبرص وبلجيكا ولوكسمبورج وألمانيا وهولندا وإيطاليا وفرنسا وروسيا والصين والهند.
وعن أعمالها قالت فارفاروسى انها تقوم بتنفيذ اللوحات الفنية منذ 20 عاما حتى الآن، .
وأضافت انها كانت فى غاية السعادة عندما تمت دعوتها هذا العام للمشاركة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب بإحدى قصصها المشاركة هى «الشاب ريجاس فليستينليس وأسرار رموز الخريطة الكبيرة، وهو من إصدارات مؤسسة أوناسيس. ومن الكتاب المشاركين ايضا ألكسندر كيتروف، وهو أستاذ التاريخ فى كلية هافرفورد فى ولاية بنسلفانيا، حيث قام بتدريس دورات حول تاريخ أوروبا الحديثة منذ عام 1996. ومن بين إصداراته «اليونانيون وبناء مصر الحديثة» فى عام 2019. كما تعاون أيضا مع المخرجة ماريا إليو كمستشار تاريخى فى العديد من الأفلام الوثائقية.

ألكسندر كيتروف
وسوف يستضيف الجناح اليونانى فى معرض القاهرة الدولى للكتاب عددا من الفعاليات حول موضوعات مختارة وفريدة من نوعها ، مثل جوائز الدولة للأدب وجوائز الدولة لكتب الأطفال لعام 2020 ، والإصدارات الخاصة ومنشورات المتاحف والمؤسسات الثقافية، والكتب المترجمة إلى العربية، والروايات المصورة ورسوم الكارتون، وإصدارات من وعن الجاليات اليونانية فى مصر.
وسيتم التركيز بشكل خاص على طرح برنامج الترجمة الجديد «جريك ليت» والذى انضم بالفعل إلى الشبكة الأوروبية للترجمة الأدبية وسيتم تقديمه رسميا إلى سوق الكتب العربية بالتعاون مع منظمة الكتاب المصرية ومركز الترجمة المصرى. كما سيشارك ممثلو دور النشر اليونانى بدعوة من جمعية الناشرين المصريين. فيما سيحظى عشاق الكتب أيضا بفرصة التعرف على المؤلفين اليونانيين الذين ترجمت كتبهم مؤخرا فى مصر. وستقام عروض كتبهم بالتعاون مع دور النشر والمترجمين المصريين.
والبرنامج الثقافى الغنى لليونان ، كدولة ضيف شرف ، وتتضمن الأنشطة أيضا تكريم الشاعر السكندرى العظيم كفافيس ويتضمن أكثر من 50 عملا لكفافيس وعنه باللغات العربية واليونانية ولغات أخرى بالإضافة إلى تقديم أرشيف رقمى له من قبل مؤسسة أوناسيس. والتكريم يشمل أيضا معرضا فنيا لأعمال فنانين معاصرين مستوحى من أعمال وحياة كفافيس ، برعاية لويزا كارابيداكى. ومن ضمن الفعاليات ايضا يأتى حدث تكريمى لإحياء ذكرى المفكر والكاتب المصرى الكبير طه حسين، مؤسس الدراسات اليونانية فى مصر والعالم العربى.
ومن ضمن البرنامج أيضا مناقشات حول الأدب اليونانى الكلاسيكى المعاصر بمناسبة نشر كتاب لهشام درويش، أستاذ اللغة اليونانية والأدب بجامعة القاهرة ، ويتضمن البرنامج أيضا المشهد الشعرى المعاصر فى اليونان ومصر وتعليم الشعر اليونانى فى قسم اللغة اليونانية الحديثة بآداب القاهرة ، ويتم إطلاق حدث عن «اللغة اليونانية فى مصر» بمناسبة اليوم العالمى للغة اليونانية الموافق 9 فبراير بالتعاون مع مركز القاهرة الثقافى، ويشهد البرنامج أيضا فعاليات تعليمية للأطفال من قبل ليدا فارفاروسى ، بالتعاون مع مؤسسة أوناسيس
رابط دائم: