يجلس صانع حصير الحلفا فى منزله الكائن بمركز نقادة بقنا، تساعده أسرته، بعد أن أعد لهم نبات «الحلفا» الذى ينمو على حواف الترع والزراعات، ليبدأوا بعدها الصناعة اليدوية.
يقوم بشد «الحلفا» على مربع الصناعة المكون من قوائم حديدية، تربطها أحبال من ليف النخيل وقطعة خشبية بها عدة ثقوب مصفوفة لمرور أحبال الحلفا الأساسية بينها، التى يتم وضع الحلفا فيها بطريقة التداخل مثل النول، حتى اكتمال الحصير.
وفى محافظات الصعيد وقراها، إذا حاولت أن تبحث عن صانع حصير الحلفا، فأنت تبحث عن آخر جيل مازال يحافظ على هذه المهنة التى اقتصرت على توريد الحصير للمقاهى و«الكافيهات» الحديثة كديكور وزينة فقط بدلا من فرشها فى المنازل ودور العبادة ودواوين العائلات، حيث استبدل بالحصير السجاد، أو الحصير البلاستيك، فمن يصنع حصير «الحلفا» اليوم هو الصانع الأخير .
يقول الباحث فى مجال التراث أسامة الغزالى لـ «الأهرام»: إن حصير الحلفا من المهن التراثية القديمة ، وكل أنواع الحصر
المصرية مسجلة منذ عدة سنوات فى منظمة اليونسكو .
وقد كان يستخدم حصير الحلفا فى المنازل الطينية، والمساجد، والكنائس ، ولكن بعد تغيير البيئة وتغيير المنازل، صار الحصير نادرا.
ويضيف: «قرية كوم الضبع بنقادة كانت تضم حتى لوقت قريب عددا من الورش الخاصة بصناعة الحصر، لكن أصبح حاليا نادرا وكذلك قرى الوقف ودشنا ونجع حمادى بقنا.»
ويوضح الغزال مؤلف «أطلس التراث» أن الحصير فى مصر كان نوعين: حصير «السمار» الذى يتم جلبه من الفيوم، ويقوم الصانع بتشكيله فى أشكال فنية مختلفة، وحصير «الحلفا» التقليدى من نبات الحلفا الذى ينمو فى الزراعات، مضيفا أنه بعد الحداثة وتغيير الذائقة فى بناء المنازل عن الأسمنت بدلا من الطين، وإحجام الأجيال الجديدة فى الصعيد عن ممارسة المهنة، أصبحت مهنة صناعة الحصير تواجه الانقراض، وأصبح مجرد أداة زينة فى المقاهى والكافيهات الحديثة .
رابط دائم: