الزواج الناجح يبنى على الثقة الكاملة بين الزوجين لكن أحيانا ما ينهار جدار الثقة أو يتعرض لشرخ يهدد الحياة الزوجية باستمرار بسبب الكذب المتكرر أو الوعود الخيالية أو الخيانة العاطفية وعندما تفقد الزوجة ثقتها فى الطرف الآخر تفقد احساسها بالأمان وتدخل العلاقة فى نفق مظلم من الشك الدائم او التشكيك فيما يقول فهل من الممكن استعادة الثقة بين الزوجين وكيف يمكن فعل ذلك وما هى القواعد التى يبنى عليها جدار الثقة مجددا؟
تقول يارا شهوان مستشارة العلاقات الاسرية من الممكن استعادة الثقة بين الزوجين إذا كانت لدى الطرفين نية للتسامح والرغبة فى فتح صفحة جديدة وبخاصة إذا كان الطرف المخطئ صادقا فى رغبته فى اصلاح الخطأ والحقيقة أن الخيانة لا تنسى من الطرف الآخر لكن ممكن اعتبار المرور بهذه الازمة والخروج منها دروسا مستفادة فى الحياة ويخفف من وقعها اعتراف الشريك بالخطأ واعتذاره واتخاذ خطوات جدية للحل لضمان بقاء العلاقة
لذلك ينبغى ان تكون العودة بخطوات جدية للحل أولاها الاعتراف بالخطأ وتحمله مسئولية ما اقترفه من إثم، ولابد من المصارحة والوضوح فى كل شىء لمعرفة الاسباب الدافعة إلى ذلك وما الذى ينقص الطرف الآخر ليدفع بشريكه إلى الوقوع فى هذه الجريمة بمنتهى الوعى والادراك لأنه فى احوال كثيرة تقصير الزوجة فى بعض الأمور يكون عاملا مهمًا لذلك من الممكن اللجوء لمتخصص فى العلاقات الزوجية ليساعد الزوجين على البداية الجديدة.
والزوجة أحيانا لا تستطيع أن تسترجع ثقتها الكاملة والامر هنا يرجع إلى طبيعة شخصية الزوجة وكونها قادرة على ان تواجه نفسها بمشكلتها الحقيقية فالعلاقات الزوجية ما هى الا مرآة من خلالها يمكن اكتشاف نقاط القوة والضعف فى الآخر فإذا فقدت الزوجة ثقتها فى نفسها أو تسلل إليها الشعور بأنها الضحية وعليها الانتقام والأخذ بالثار هنا من الصعب أن تعود العلاقة لمجراها الطبيعى.
لذلك على الزوجة التى تعرضت لمثل هذه التجربة ان تقوى نفسها بنفسها وتغير افكارها وان تجعل من نفسها محورا لحياتها بدلا من ان يكون الزوج هو المحور الذى تدور فى فلكه وتهتم بتثقيف نفسها وان تتطور فى الاتجاه الصحيح وتعلو بطاقتها فوق مشاعر الشك والغضب ومواجهة نقاط الضعف فى العلاقة بين الزوجين ولا تجعل من نفسها ضحية وتؤكد يارا شعبان ان الاساس فى بناء الثقة من جديد هو الصبر والتسامح والاعتراف بالخطأ وتحمل المسئولية من الطرفين والنية الصادقة فى إنجاح العلاقة وقطع جميع العلاقات السابقة واستعادة الذكريات القديمة الجميلة وكسر الملل الزوجى وخلق روح الحوار مع التقدير والاحترام للمشاعر.
ويرى د. ماهر الضبع أستاذ علم النفس أن الخيانة من الامور التى يمكنها هدم أى علاقة زوجية واحيانا يحدث أن يعترف الطرف المذنب بخطئه للطرف الآخر وهذه علامة جيدة ومطمئنة وتكون قد ظهرت نواياه فهو يريد التغيير مما يجعل عملية عودة الثقة من قبل الطرف الآخر غير مستحيلة وهناك أمل للسماح والمغفرة طالما انه اعترف ومع الوقت يمكن استمرار الزواج .
والسؤال هنا هل هناك فرصة للعودة مرة اخرى والاجابة هى نعم من الممكن عودة الثقة اذا كان هذا الشخص معترفا ومقرا بخطئه ولم يلجأ إلى الانكار لأن عدم الاعتراف مع وجود أدلة قوية لا يسمح بعودة الثقة المطلقة واستعادة الثقة لا تبنى بين يوم وليلة بل ان هناك فترة انتقالية لابد أن يتحمل الطرف الجانى نتائجها بأن يكون حريصا فى كلامه وتصرفاته وعندما يسأل عن أى شئ من قبل الزوجة من نوعية اين كنت ولماذا تأخرت ومن قابلت؟ عليه اأن يرد بسعة صدر وبمنتهى الوضوح فلابد من الشفافية والوضوح الكامل من الشخص الذى اخطأ مما يساهم فى عودة الثقة .
وينصح الدكتور ماهر الضبع الزوجة التى تتعرض لمثل هذا الموقف بالتعامل كأن شيئا لم يحدث رغم صعوبة ذلك عليها ولكنه ضرورى مع الحرص عن الابتعاد عن معايرته بخطئه فى كل مناسبة أو مشكلة ولابد أن يكون الاحترام هو اساس التعامل معه دون اللجوء إلى إذلاله مع الاخذ فى الاعتبار ضرورة أن تكون الزوجة متيقظة دائما حتى لا تتكرر المأساة وعدم التفتيش وراء الزوج ومراقبته والتركيز فى الحاضر والمستقبل وعدم اجترار الماضى وعليها ان تمنح نفسها الوقت الكافى لذلك.
رابط دائم: