أتفق مع ما قاله طه عمر محمد فى رسالته التى نشرها بريد الأهرام تحت عنوان «همسة عتاب» حول برامج إذاعية ارتبط بها المستمع، خاصة في الصباح وظلت عقودا وضرب لها أمثلة عديدة منها «طريق السلامة» و«همسة عتاب» ... الخ..
وفى هذا الصدد أضيف من جانبي أنه رغم تقدمى في العمر - أوشكت على اجتياز منتصف العقد التاسع من العمر - أعبر عن مدى إعجابى والتزامى وحرصى على سماع إذاعة الأغانى وارتباطى بها، خاصة قبيل انتصاف الليل وبعده، حيث يأتي عادة صوت كوكب الشرق أم كلثوم وصوت موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وبعدهما تأتى أصوات كوكبة أخرى من كبار المطربات والمطربين.
وبالأمس القريب وبعد انتصاف الليل بظلمته وسكونه بنحو ساعتين ومع الوحدة، كان صوت الموسيقار الكبير فريد الأطرش بحنوه وشجونه وكلمات الشاعر شديد العمق والإحساس كامل الشناوى ورائعته «جئت يا يوم مولدى» لتحيل المشاعر التي تفاعلت معها إلى فيض من أحاسيس الهموم والأحزان!.
وكنت أتمنى أن أسمع بعد هذه الأغنية الدرامية البالغة النفاذ والتأثير، على سبيل المثال، صوت ليلى مراد الماسى الجميل في أغنيتها المرحة «الدنيا غنوة نغمتها حلوة»، لتبدد قدرا من وقع نهاية كلمات فريد الأطرش «أنا وهم .. أنا سراب» ولحنه الحزين المعبر «الجنائزى».
فرفقا يا إذاعة الأغانى بمحبينك الذين ارتبطوا بك، ممن تقدمت أعمارهم وهم في عزلتهم ووحدتهم بعد أن فقدوا الأحبة ورفاق العمر وزملاء الزمن الجميل.
جلال إبراهيم عبدالهادى
رابط دائم: