رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

من «محفوظ الدراما» إلى «ورش الكتابة»
الدراما التليفزيونية.. مراحل فارقة من الثمانينيات إلى اليوم

كتبت ــ هناء نجيب

تلعب الدراما التليفزيونية المصرية دورا رئيسيا فى المجتمع المصرى، منذ ظهورها فى الستينيات بصحبة افتتاح مقر التليفزيون فى 1960. وأصبحت من وقتها «الدراما» موجها لتشكيل الهوية المصرية. فى البداية، كانت الدولة هى المسئولة عن إنتاجها، ولكن مع تغير الأنظمة الاقتصادية منذ الثمانينيات، وبالأخص فى التسعينيات، بدأت الشركات الخاصة كموجه أساسى لإنتاجها. ولكن فى جميع الحالات كانت الدراما المصرية عملة ذات وجهين .


«بين القصرين».. من روائع نجيب محفوظ على الشاشة الصغيرة

وللدكتورة عزة هيكل، أستاذ الأدب المقارن وعميد كلية اللغة والإعلام بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، تصنيف ذكى للدراما التليفزيونية. فتؤكد أنها فى جانب تلعب دور التوثيق وتسجيل واقع وتطور المجتمع. أما الدور الثانى، فهو استشراف للمستقبل.

وبصرف النظر عن الدورين، توضح الدكتورة عزة هيكل، كيف مرت الدراما المصرية، فى عهدها الحديث، بخمس مراحل رئيسية. الأولى كانت بوجود كتاب متخصصين منذ بداية الثمانينيات، وقد ترك هؤلاء بصمة واضحة بتاريخ الدراما التليفزيونية، وأهمهم أسامة أنور عكاشة، الملقب بـ «محفوظ الدراما المصرية» بأعماله الأيقونية مثل سلسلة «ليالى الحلمية». كما شهدت هذه الفترة بروز المسلسلات المأخوذة عن أعمال الأديب الكبير نجيب محفوظ، مثل «قشتمر»، و«بين القصرين».

أما المرحلة الثانية، فكانت بدايتها بعام 2000 ، واستمرت حتى عام 2010 . ومن أهم سمات هذه المرحلة بروز صورة المرأة، وشغلها مساحة البطلة التى تدور حولها أحداث الدراما. وبذلك تم نقل صورة المرأة البطلة من السينما خلال زمن أفلام النجمتين نبيلة عبيد، ونادية الجندى إلى التليفزيون. وإن جاءت بعض هذه الأعمال الدرامية ذات البطولة النسائية دون الحبكة الفنية المرجوة.

وبالنسبة للمرحلة الثالثة، فهى مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير 2011، وهى مرحلة تحول أكيد فى الدراما المصرية. وشهدت هذه الفترة زيادة الاعتماد على «ورش الكتابة». وخرج من هذه الورش جيل من الكتاب الشباب الذين اهتموا بنقل الجوانب العنيفة بالواقع ما بين خط «العشوائيات» و«جريمة الشارع». ويعاب على هذه المرحلة إغراقها فى معجم لفظى بالغ السلبية وتصوير سلبى للمرأة، فهى إما فقيرة ومتدنية، وإما ثرية و متنمرة. ومن الأمثلة على هذه المرحلة حسب الدكتورة عزة هيكل، مسلسلا «السبع وصايا» و «سجن النسا».

أما المرحلة الرابعة، فقد بدأت عام 2015 بعودة «الرجل» إلى مساحة البطولة، سواء من خلال مسلسلات «الفتوات» و«البلطجة». وبالتزامن، عاد الرجل بطلا فى الأعمال الدرامية، التى تتناول الدور الفعال لرجال الأمن، كما فى مسلسل «الاختيار»، و«هجمة مرتدة«.

وبالنسبة إلى المرحلة الخامسة والأخيرة، فحسب الدكتورة عزة هيكل، أنها بدأت قبل بضعة أعوام بالعودة إلى التركيز على المسلسلات الاجتماعية الأسرية كمسلسل «سابع جار« و «أبو العروسة». وتجسد هذه النوعية الطبقة المتوسطة بمختلف مشكلاتها وقضاياها، وإن كانت تعانى الحاجة إلى مزيد من الاهتمام فى الإعداد الدرامي.

بعد استعراض تصنيفها الخاص لمراحل الدراما التليفزيونية، تؤكد الدكتورة عزة هيكل، ضرورة الاهتمام بالنص الدرامى، الذى تعتبره «الأساس» فى عملية الإبداع الدرامي. وتطالب بوضع خطة إستراتيجية بعدد أعوام محددة، وذلك عن طريق تشكيل لجنة عليا تتبع الجهات الرسمية المعنية بالإعلام لوضع سياسة عامة للدراما التليفزيونية، ومتابعة النصوص وتكون مكونة من متخصصين فى هذا المجال من كتاب ونقاد.

ويوافقها فى الرأى الدكتور عمرو نور الدين حسن، أستاذ الأدب والترجمة و اللغويات المساعد بكلية الآداب فى جامعة القاهرة، بأن الفن الراقى الهادف الأصيل له دور كبير و أثر فعّال فى الارتقاء بمستوى الوعي. ويشير إلى أنه منذ انطلاق أول بث تليفزيونى مصرى فى 21 يوليو 1960، اكتسبت الدراما التليفزيونية تأثيرا جارفا على المجتمعين المصرى والعربى، وعلى تكوين ثقافته ووعيه، فكانت دوما ولا تزال إحدى الأدوات الرئيسية الموجهة للرأى العام حول القضايا الشائكة .

وعن أحد أهم تفسيرات التراجع الدرامى فى مرحلة ما بعد ثورة 2011، فكان الانسحاب والتراجع التدريجى لدور الدولة من عملية إنتاج الأعمال الدرامية، الذى كانت تمارسه من خلال قطاعات الإنتاج. وترتب على ذلك ترك الساحة أمام تقلد الفضائيات والعنصر الإعلانى دورا رئيسيا فى تغليب منطق الربح، مما جعل النجم هو رقم واحد فى العملية الإنتاجية. وذلك أثر سلبا ولفترة على دورى المؤلف والمخرج وفكرة الرسالة المجتمعية.


رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق