آلام أسفل الظهر هو شر العصر كما يطلقون عليه, وهو مرض تعرفه النساء جيداً، فى سن مبكرة أكثر من الرجال, فعمر الـ 28 هو متوسط العمر الذى تبدأ فيه المرأة فى الشكوى, والتفسير المرجح لذلك هى الأحذية ذات الكعب العالى، وحقائب اليد الثقيلة، ناهيك عن تأثير الأعمال المنزلية المرهقة والمهام الأسرية مثل رعاية الأطفال, ومن بين الأسباب الأكثر شيوعًا لآلام الظهر .
كما يعددها د.هانى محروس مهنا استشارى جراحة العظام والكسور, الضغوط غير الاعتيادية على العمود الفقري, والأحمال الثقيلة والقيادة لمسافات طويلة، والبقاء فى وضع الجلوس مع عدم استقامة الظهر مع انحناء الرأس، وكل هذه السلوكيات تمثل ضغطا وافراطا فى استخدام العمود الفقرى والمجهود الزائد يضعف عضلات الظهر ويجهد الأربطة والعضلات التى تحرك العمود الفقرى وهى التى تدعم الظهر. وهذه الآلام تنقسم لآلام حادة ومؤقتة نتيجة إجهاد كبير أو حمل زائد قام به المريض وعلاجه يكون الراحة مدة أسبوع أو أسبوعين أو بحد أقصى ثلاثة أسابيع مع أخذ بعض مسكنات الألم . أما الألم المزمن فيكون بسبب إلتهابات أو تليف فى الأربطة وبين الفقرات فى العمود الفقرى بسبب الجلوس لمدد طويلة والذى يضعف عضلات الظهر وتشخص الحالة بالفحص الطبى الإكلينيكى وليس بناء على أشعة الرنين المغناطيسى الذى فى أغلب الأوقات لا يتماشى مع شكوى المريض الفعلية, وقد تكون آلام أسفل الظهر مصحوبة بالتهاب العصب الخلفى للطرف السفلى وصولا إلى القدم نتيجة انزلاق غضروفى قطنى نقسمه لحديث حاد ولآخر مزمن قديم ويكون نتيجة تحميل زائد أو إجهاد حاد ويلزمه راحة مدة ستة أسابيع فى السرير وأحيانا نقوم بعمل مشد للحوض وهذا للحالات الحديثة الحادة أما الحالات المزمنة القديمة فيجب عمل جراحة ويتم فحص الانزلاق الغضروفى بالفحص الإكلينيكى والتأكيد عليه بالرنين المغناطيسى .
وهناك نوع ثان من آلام أسفل الظهر تعانى منه السيدات يذكره د.هانى محروس, وهو إلتهاب الأربطة نتيجة الجلوس لفترات طويلة أو بسبب الحمل نتيجة إفراز هرمون البروجسترون فى النصف الأخير من الحمل, والذى يفرز بشكل طبيعى تمهيدا للولادة , مما يحدث ارتخاء فى الأربطة وعلاجه الراحة , أما إذا كانت الآلام مزمنة فنقوم بحقن الكورتيزون الموضعى فى المفصل المتضرر. وقد تعانى بعض السيدات ذوات الظهر المقوس من مشاكل آلام الظهر لارتدائهن الكعب العالى. ويظهر اعوجاج الظهر مع النمو فى البنات ويظهر فى البلوغ وحتى عمر 17سنة ويعانين غالبا من النحافة الشديدة وآلاما أسفل الظهر تكون مصحوبة بتقلصات فى عضلات الساقين فتشتكى المريضة من الألم من مجرد المشى لفترات قصيرة جدا قد لا تزيد على عشر دقائق وذلك لضيق فى القناة الشوكية ويظهر ذلك فى أشعة الرنين المغناطيسى وتحتاج لإجراء جراحة وننصح الجميع بعمل تمرين بسيط والأهم لتقوية العمود الفقرى بأن ينام الشخص على وجهه ويضع يديه وراء ظهره ويرفع وجهه وصدره مدة ثلاثين ثانية كل ساعة على مدار اليوم. والعلاج الطبيعى جزء لا يتجزأ من العلاج كما يقول د أشرف إسماعيل خليفة أستاذ الروماتيزم والتأهيل بكلية طب الأزهر موضحا أن آلام أسفل الظهر تقدر بنسبة 45% من شكوى المريض و80% من البشر حول العالم اشتكوا من آلام الظهر لذا حاول الإنسان على مر العصور البحث عن علاج سواء بالراحة وفقط أو بالتسخين أو التبريد أو التشريط أو الحجامة أو شد الفقرات إلى أن وجدت الجراحات فى مطلع القرن السابع عشر وتطورت الطرق العلاجية إلى أن وصلنا لحلول غير جراحية كالحقن الموضعى للفقرات سواء حقنا داخل الحبل الشوكى أو خارجه, أو حقن مسارات الأعصاب , ومع كل ذلك ظل العلاج والتمارين العلاجية واحدة من الطرق الرئيسية التى يحتاج الإنسان إليها معتمدا فيها على طرق تنشيط الدورة الدموية أو تبريدها للتغلب على الآلام وإزالة الالتهابات واستعادة قوة العضلات كجزء لا يتجزأ من منظومة التأهيل الطبى للعمود الفقرى. وأنواع التمارين إما تكون رياضية علاجية يحددها الطبيب أو تمارين عامة للجسم ككل وهى ما تسمى بالتمارين المنزلية الحرة الهوائية كالأيروبكس , أو تمارين عامة كالمشى الحر السريع والجرى البطيء أو السباحة, وكلها تعطى قوة للعضلات يجعلها فى حفظ من آلام العمود الفقرى.
لذلك من المهم جدًا ممارسة الرياضة، مثل المشى وتقوية عضلات البطن والحرص على شرب كمية كافية من الماء يساعد على ترطيب العضلات والأقراص الفقرية (المكونة من 80٪ ماء) كما يساعد النظام الغذائى المتوازن فى عدم زيادة الوزن على الظهر، وتذكر أن تثنى ركبتيك جيدًا عند الانحناء لالتقاط ورفع شيء ما, وتذكر أن تحافظ على استقامة ظهرك فى وضعية الجلوس، والضغط على عضلات البطن وتثبيت قدميك بقوة على الأرض.
رابط دائم: