رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ترامب.. السؤال الكبير

أمنية نصر

فى 6 يناير 2020 ، عاش الأمريكيون أسوأ كوابيسهم على الإطلاق حين اقتحم حشد من الغوغاء المؤيدين للرئيس السابق دونالد ترامب مبنى الكونجرس مسلحين بكل شيء بدءاً بالأنابيب وسوارى الأعلام إلى رشاشات الكيماويات، وشقوا طريقهم عبر النقاط الأمنية واستولوا على مبنى «الكابيتول» لمدة ساعات حتى خاطبهم دونالد ترامب الرئيس السابق وطلب منهم المغادرة بعد أن أخبرهم بأنه «يحبهم».

وفى تحقيقات هى الأكبر فى تاريخ وزارة العدل الأمريكية وعلى مدى عام كامل، كان الشاغل الأكبر للعملاء الفيدراليين فى كل الولايات الأمريكية هو جمع المستندات، وإجراء المقابلات مع الشهود، بالإضافة إلى تجميع ما يقرب من 20 ألف ساعة من مقاطع الفيديو التى قد تستغرق وحدها عامًا ونصف العام من المشاهدة على مدار الساعة. وعلى الرغم من توجيه مئات التهم، التى تراوحت بين مهاجمة الشرطة وعرقلة المصادقة على نتائج فرز الأصوات الرئاسية لعام 2020 والتعدى على الممتلكات، والسلوك غير المنضبط للعشرات، كان السؤال الملح الذى طرحه ويسأله العديد من الناس لأنفسهم يومياً وعلى مدى عام هو ما إذا كان سيتحمل الرئيس الـ45 للولايات المتحدة المسئولية الجنائية لاقتحام الكونجرس وما تبعه ذلك من أضرار، خاصة مع قرب بدء إذاعة جلسات الاستماع العلنية خلال الأسابيع القادمة مما سيعيد تسليط الضوء على التحقيقات مرة أخري. والحقيقة هنا، أن لا أحد يمتلك إجابة واضحة للرد عن هذا السؤال. كما أن توجيه الاتهام لترامب أمر صعب ومعقد للغاية، فبعد نحو ساعة تقريبا من إلقاء الرئيس السابق كلمته التاريخية فى مسيرة بعنوان «أوقفوا السرقة»، احتشد المتظاهرون أمام مبنى الكونجرس الأمريكى ثم اخترقوا الحواجز حوله، إلى أى مدى كان الحدثان مرتبطين؟ هل كلمات ترامب حرضت أتباعه على الاعتداء على مبنى الكونجرس؟ أم أن المعتدين تصرفوا بشكل مستقل ومن تلقاء أنفسهم؟ وهنا يؤكد العديد من المحللين السياسيين أنه من الخطأ اختزال التأثير على التعليمات المباشرة فقط، حيث يمكن تجاوزها بالنظر لدراسة العلاقة بين القائد وأتباعه. فى المقابل، يرى آخرون أن مسألة غياب التعليمات الصريحة، يقوى موقف ترامب بدلاً من إضعافه.

كما أن اتهام ترامب بعرقلة الإجراءات الرسمية وهى تهمة تصل عقوبتها القصوى إلى السجن 20 عامًا، واستخدمها المدعون الفيدراليون ضد المئات من مثيرى الشغب المتهمين بالمشاركة فى الهجوم، أمر بالغ الصعوبة. فهو لم يكن متواجدا بالمبنى أو بمحيطه وقت اندلاع الشغب.

غير أن الضغوط المتزايدة، خاصة من النشطاء الديمقراطيين والمشرعين قد دفعت بالمدعى العام ميريك جارلاند إلى تأكيد أنه ستتم ملاحقة المسئولين «سواء كانوا حاضرين فى ذلك اليوم أو كانوا مسئولين جنائيا عن الاعتداء على ديمقراطيتنا». لا أحد يملك معرفة ما ستسفر عنه تحقيقات اقتحام مبنى الكونجرس فيما يخص الرئيس السابق، ولكن الأمر الثابت هنا هو أن ترامب حريص على استعادة وجوده على الساحة السياسية. وحتى بدون أدوات التواصل الاجتماعى التى ساعدت فى صعوده السياسى السريع، فإن تأثير ترامب لا يزال قوياً. ونظراً لتاريخه الطويل فى الإفلات من كل شيء، فهل يفلت هذه المرة؟.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق