-
وصلنا للترتيب الثالث فى سرعة الإنترنت إفريقيا وكنا الأربعين منذ 3 سنوات
-
مستعدون لنقل خبراتنا إلى الأشقاء الأفارقة وتحسين أوضاعهم ومساعدتهم
-
متأكد أن العالم سوف يقوم بما يلزم لتحسين وضع المناخ والحد من تغيراته
عقب كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى اللقاء تم فتح باب المداخلات، وفى رده على مداخلة من الدكتور محمود محيى الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة والمدير التنفيذى لصندوق النقد الدولى، وعدد من المسئولين وممثلى المنظمات الدولية، قال الرئيس السيسى: إن مصر تولى اهتماما كبيرا بثلاثة قطاعات أساسية وتعمل على إعطائها قوة دفع كبيرة، وهى الصناعات كثيفة التكنولوجيا، والزراعة، وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات.
وأوضح الرئيس السيسى أنه يعتبر أن هذه القطاعات تحتاج إلى بذل جهد أكبر وتحقيق تقدم أكبر، مشيرا إلى أن تلك القطاعات الثلاثة تمثل توجه الدولة خلال المرحلة الحالية، وأنه تم عمل حصر مكثف وعميق لفرص الصناعة التى يمكن التحرك فيها، مؤكدا أن الدولة وضعت قائمة بمستلزمات الإنتاج التى يتم استيرادها من الخارج لإنتاجها محليا، ونعمل على تشجيع القطاع الخاص على إنتاج تلك المستلزمات التى تستوردها الدولة بحوالى 30 مليار دولار سنويا، مبديا أمله فى أن تنتهى خطة إنتاج تلك المستلزمات خلال عامين، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيؤدى إلى توفير 30 مليار دولار من احتياطى العملة الصعبة، وفى الوقت ذاته يمثل فرصة للتشغيل وقوة دفع للصناعة بصفة عامة.
وأوضح الرئيس أن مصر تتمتع بوجود شريحة كبيرة من البشر وأن حجم الشباب الموجود ضخم جدا وأن هناك برامج تم وضعها لتحقيق هذا الهدف، مؤكدا أن اهتمام مصر بمجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بدأ منذ نحو ثلاث سنوات، مشيرا إلى أن دخول مصر فى هذا المجال كان من الأمور الداعمة لمواجهة جائحة كورونا، مؤكدا أن ترتيب مصر فى سرعة الانترنت منذ 3 سنوات كان الأربعين، والآن مصر فى الترتيب الثالث على مستوى القارة الإفريقية، ونسعى لتحسينه أكثر، مشيرا إلى أن هناك بنية تحتية بالجامعات والمدارس تم تنفيذها ساهمت فى تمكننا من عمل نظام تعليم عن بعد لنحو 25 مليون طالب، وهو أمر ضخم جدا بالنسبة لدولة بحجم وظروف مصر.
وبالنسبة للزراعة، أكد الرئيس السيسى أنه خلال عامين على الأكثر سيكون تم الانتهاء من إضافة 3 ملايين فدان لرقعة الأراضى الزراعية فى مصر، مؤكدا أنه رقم يجب وضعه فى الاعتبار، مطالبا بمزيد من الدعم والمساندة من جميع المؤسسات الدولية، متعهدا بأنهم سيجدوننا نتحرك بشكل نجيب.
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى استعداد مصر لنقل خبراتها إلى الأشقاء الأفارقة وتحسين أوضاعهم ومساعدتهم وتشجيع الآخرين على دعمهم، معتبرا أن ذلك يعد واجبا والتزاما ومن حقوق الإنسان لهم، مشيرا إلى أن المشروع الواحد الذى تقوم مصر بتنفيذه لا يحقق هدفا واحدا وإنما أهدافا متعددة، مشيرا إلى مشروع تطهير البحيرات على سبيل المثال، وهو مشروع بدأ منذ 4 سنوات وتم صرف مليارات كثيرة جدا لإزالة تعديات على مدار 100 سنة مضت، ونتائج هذا المشروع ليست فقط بيئية، ولكن اقتصادية كذلك، وكل مشروع يتم تنفيذه سيكون له تأثيرات متعددة وليس فى جانب واحد فقط، مشيرا إلى أن مشروعات البنية التحتية القارية فى إفريقيا ستكون أيضا متعددة الأهداف، وضرب مثالا بأن مشروعات الكهرباء فى إفريقيا ستنهى حرق الأشجار وبالتالى لن تزال الغابات وتتحسن البيئة.
وقال إن كلامه منذ خمس سنوات حول ضرورة عمل مشروعات البنية الأساسية المتكاملة داخل القارة الإفريقية لم يتغير، مشددا على أن إفريقيا تستحق ذلك، لافتا إلى أنه إذا استمر الحال فى إفريقيا على ما هو عليه، ستزيد الصراعات الموجودة فى القارة، وسيزيد الإرهاب وسيؤثر على الجميع دون استثناء، مطالبا بالدخول بقوة فى القارة السمراء من خلال عمل برامج متكاملة تقلل من الفساد من خلال العمل بشركات أوروبية وعالمية لطمأنة مؤسسات التمويل، مؤكدا أن مصر مستعدة للمشاركة والدعم والمساندة لتحقيق هذا الأمر.
وأجاب الرئيس السيسى على سؤال حول توفير الأمصال الخاصة بفيروس «كورونا»، مؤكدا أن مصر لديها البنية التصنيعية لإنتاج هذه اللقاحات لو أعطتنا الدول والشركات المصنعة لها الفرصة لإنتاجها وتوزيعها على الدول الإفريقية، مشيرا إلى أن مصر تنتج بالفعل 3 أنواع من اللقاحات بينها لقاح من إنتاج شركة خاصة. وتعليقا على سؤال حول تغير المناخ، أشار الرئيس السيسى إلى أنه قال سابقا إن الإنسان هو المخلوق الوحيد القادر على إحداث الإصلاح بعد التدمير، مؤكد أن الإنسانية حاليا فى اتجاهها للبناء والإصلاح.
وقال الرئيس السيسى: «عندى ثقة فى العالم كله على مختلف مستوياته لإصلاح ملف التغير المناخي، مضيفًا أن الإنسان عندما يرى الخطر يتحرك، وهذا ما حدث مع جائحة كورونا»، وقال: «ملف المناخ حصل على قوة دفع خلال الـ 5 سنوات الماضية».
وأضاف «أنا متأكد أن العالم سوف يقوم بما يلزم لتحسين وضع المناخ وأن القطاع الخاص فى العالم قادر على استشراف الفرصة فى هذا الملف للمساعدة فى تحسين المناخ مثل التوسع فى إنتاج السيارات الكهربائية».
وحول مؤتمر المناخ القادم الذى ستستضيفه مصر، قال الرئيس السيسى «إننا نعد للمؤتمر بشكل جاد منذ أن كنا فى جلاسكو، ونتحرك كمؤسسات وكدولة بما تعنيه هذه الكلمة، وعندما يعقد المؤتمر سنكون جهزنا وعملنا كل ما يمكن عمله من أجل نجاحه»، مؤكدا أن الشباب سيكونون ضمن منظومة عمل مؤتمر المناخ وأحد مكونات نجاحه وسيكون صوتهم مسموعا.
وردا على سؤال للرئيس حول استعداد مصر لتكون مركزا للطاقة فى المنطقة، أكد الرئيس السيسى أن الدولة تعمل على تحقيق ذلك منذ 4 سنوات ولدينا الاستعداد لذلك، مؤكدا أن مصر لديها القدرة على إمداد أوروبا بالطاقة ، ونعمل على تنفيذ مشروعات للربط الكهربائى مع اليونان وقبرص، وأن نضع لبنة فى هذا الأمر.
وأكد الرئيس السيسى أنه فيما يخص الطاقة المتجددة، فإن الأمر لا يقتصر فقط على مشروع بنبان العملاق، وتابع الرئيس السيسى أن «مصر تعيش على أقل من 10% من مساحة أرضها، وهو ما يعطينا فرصة لإنشاء مزارع لإنتاج الطاقة المتجددة سواء كانت شمسية أو رياحا أو طاقة الهيدروجين، مؤكدا أننا «مستعدون لتنفيذ هذا الأمر بالتشريعات والإرادة السياسية، مؤكدا أن استقرار مصر يمكنها من تحقيق هذا الأمر وقادرة عليه»، وأشار إلى أن مصر عندما تعرضت لأزمة فى الطاقة عام 2014 كان هناك تصور بأننا نعمل فقط على إنتاج الطاقة الكهربائية، لسد العجز الموجود، بينما الواقع هو أننا حولنا مصر إلى دولة محورية فى هذا المجال ليس فقط مع أوروبا، ولكن مع كل جيرانها، سواء السودان أو ليبيا أو السعودية أو الأردن أو حتى مع إسرائيل، مشددا على أن مصر أصبحت الآن دولة متقدمة فى مجال الطاقة بشبكات نقل وتوزيع وتحكم متقدمة لا تقل عن أى دولة متقدمة فى هذا المجال، مؤكدا أننا خلال عامين أو ثلاثة سيكون لدينا القدرة على التعاون مع كل الجيران، مشيرا إلى أن الشركات غير قادرة على تلبية مطالبنا فى التطوير فى هذا المجال.
وردا على سؤال عن تمكين المرأة، أكد الرئيس السيسى أنه منحاز للغاية للمرأة احتراما وتقديرا لقدراتها، وأن هذا شعار نمارسه، لا نردده، مشددا على أنه لايوجد فى مصر تمييز ضد المرأة فى أى شىء، وأن نحو نصف عدد العاملين فى مصر من السيدات، والمرأة لعبت دورا كبيرا جدا فى مرحلة التحول وهى من دافعت عن الهوية المصرية وتصدت لها وحركت باقى المجتمع، كما أن المرأة هى العامل الأساسى فى نجاح الإصلاح الاقتصادى.
وحول دور القطاع الخاص كشريك فى التنمية، قال الرئيس السيسى إن الدولة تحتاجه وتسعى اليه بقوة للعمل المشترك، لأن قدراته وإدارته وفرص نجاحه أكبر من أى شىء آخر، وطالبنا القطاع الخاص بالدخول فى كل المشروعات المختلفة فى حال رغبته فى ذلك، مشيرا إلى أن النمو السكانى فى مصر سريع للغاية ويوجد بها 60 مليون شاب يحتاجون إلى ملايين فرص العمل، مشددا على أن الدولة تشجع القطاع الخاص على التوسع فى جميع المجالات لخلق فرص العمل، والبلد محتاجة لكل يد مخلصة وشريفة ومستعدة للعطاء.
وحول مكافحة الفساد، أكد الرئيس السيسى أن القضاء على تلك الآفة هو توجه دولة، مشددا على أن الدولة جادة وتسعى للتخلص من كل ما هو سلبى يعيق تقدمها وليس مجرد شعارات أو «كلام سياسى»، مشيرا إلى أننا نعى جيدا أن الفساد قرين للإرهاب، وتابع الرئيس: إننا نعطى الفرصة للشرفاء والمخلصين فقط للعمل من أجل هذه الدولة التى لا تتحمل سوى العمل.
وردا على سؤال عن جهود الدولة لمكافحة إدمان المخدرات، أكد الرئيس السيسى، أن الإدمان آفة تعانى منها كافة الدول، مؤكدًا أن مراكز العلاج من الإدمان هو جهد من المجتمع والدولة من أجل القضاء على تلك الآفة، مضيفا أن «الإدمان يهدد مستقبل أى دولة لو لم يتم مواجهته بحسم كامل».
وأجاب الرئيس السيسى على سؤال حول نظام كفالة الأطفال الأيتام، قائلا: إن هناك معايير تم وضعها لتنظيم هذا الأمر، مشددا على ضرورة التفرقة بين البيئة الاجتماعية داخل دار رعاية مهما كانت جودتها، وبين الرعاية داخل الأسرة مهما كان مستواها، لافتًا لأنه لا يمكن أن يتم تقديم الرعاية داخل الدار لعدد كبير من الأطفال، فى نفس مستوى الرعاية التى تقدم فى الأسرة لطفل أو طفلين.
رابط دائم: