حب استطلاع يتبعه شغـف فإدمان، يدفع صاحبه لتكرار التجربة.. بنفس التسلسل يتسلل حب مراقبة الطيور لقلوب كل من يقرر اكتشاف ذلك العالم عن قرب، فلا يكتفى كالبقية بمجرد نظرة خاطفة لـ"طير فى السما" بل يتطلع إلى ما هو أكثر من ذلك.
رحلة استكشافية ترفيهية تتطور لدى بعض المشاركين فيها، لتصبح الوظيفة التى يمتهنونها سعيا لتقديم خدمة أكبر للطيور، من خلال المساهمة فى نشر الوعى وتقديم ما يلزم من معلومات، تساعد فى استيعاب طقوس بيئتها وحمايتها من أى عوامل خارجية، تهدد سلامة رحلاتها.
فى أسوان، التقى مجموعة من محبى الطيور الراغبين فى مزيد من الاقتراب منها، خاصة أن المحافظة تعتبر مشتى ملائما لأنواع عديدة من الطيور، فتحقق هدفهم من خلال دورات تدريبية قدمها خبراء سابقون فى المجال، سعيا لاتساع دائرة المهتمين المشتركين فى نوع جديد من السياحة البيئية، التى يمتزج فيها الترفيه بتعلم المهارات الأساسية لمراقبة الطيور والتعرف على أنواعها وتفاصيل رحلتها.
مشاهدة ممتعة لا تعرف الملل، فالأمر لا يقتصر على رؤية الطيور عن قرب بألوانها وأنواعها التى لا يتخيل أحد مدى اختلافها وتنوعها، بل يستطيع المراقب بمنظاره المُعظَّم أو التلسكوب، رصد ومتابعة كل حركات الطيور، بما فى ذلك أثناء تناولها الطعام، بالإضافة إلى متعة الاستماع لأصواتهم.
مراقبة الطيور تأتى كثيرا فى إطار إعداد أبحاث ودراسات، تستهدف الخروج بنتائج تساعد فى معرفة الحالة العامة للطيور فى مصر، وكذلك رصد رحلات الطيور بشكل دورى، خلال فترة التعشيش وموسم الهجرة فى الربيع والخريف، نتائج عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر، التأكد من عدم تضرر الطيور المارة على مناطق بها طواحين هواء، حيث يتم تطبيق برنامج "الغلق تحت الطلب" حتى لا تتأذى أثناء رحلتها.
ليس وحده الصيد من يُعلِّم الصبر، بل تشاركه مهمة المراقبة، وربما تتفوق عليه، فى الشعور بمزيد من المتعة والسعادة.
رابط دائم: