القلل والأزيرة القناوى هنا فى قوص تعرف عم حربى جيدا، وإن لم تكن لها عيون تراه مثلما لا يراها هو ببصره.. فمنذ أن كانت طميا متراكما على الحواف البعيدة للترعة، وهى فى انتظاره لتتعلم اللين على أصابعه فى أول الأمر، ثم ترتوى من صبره فتصير صلبة من الخارج، وتحمل بين جنباتها شربة الماء الهنيء للعطاشي.
هذا الأزهرى الذى أضاء الله له نور عينيه حتى حفظ كتابه، وحصل على الليسانس فى الدراسات الاسلامية من جامعة الأزهر بأسيوط، كان يحلم بوظيفة فأنعم الله عليه بمهنة من مهن الأنبياء أولى العزم ليس هذا فحسب، بل تنطبق عليه البشرى النبوية التى نقلها سيد الخلق عن رب العزة : إذا ابتليت عبدى بحبيبتيه (عينيه)، فصبَر، عوضته منهما الجنة.
حكاية عم حربى تناقلتها العديد من وسائل الاعلام كمأسأة، خاصة وأن شقيقيه سبقاه فى فقدان البصر بنفس السيناريو .. ضعف فى الإبصار .. فعتمة فى الرؤية .. فظلام تام .
إلا أن نبرة الرضا فى حديث عم حربي، تدفعك دفعا لتعيد حساباتك فى الدنيا عن كل شيء فرحت به أو فزعت له .. أقدار نحسبها فى ظاهرها الشر وفى باطنها خير كبير.
رابط دائم: